الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المكسيك يتفوق على الأرجنتين بـ «صدمة البداية»

المكسيك يتفوق على الأرجنتين بـ «صدمة البداية»
6 نوفمبر 2013 22:59
أمين الدوبلي (أبوظبي) - رغم التصريحات القوية التي أدلى بها المدرب الأرجنتيني هومبرتو جروندونا، قبل موقعة المكسيك في الدور نصف النهائي لكأس العالم تحت 17 سنة «الإمارات 2013»، مساء أمس الأول، فإن راؤول جوتييريز المدير الفني لبطل النسخة السابقة احتاج إلى 5 دقائق فقط، لحسم المواجهة الحاسمة لمصلحته دون تعقيد، بـ «صدمة البداية»، حيث تمكن أبناء جوتييريز من تحويل سيناريو الهزيمة الذي كان معداً لهم بفضل يقظتهم، ومهارة حارس المرمى العملاق «الأخطبوط» راؤول جودينيو المرشح الأول وبلا منازع، للفوز بلقب أفضل حارس ناشئ في العالم، إلى سيناريو معاكس تماماً، وكان التصدي الرائع من جودينيو لركلة الجزاء الأرجنتينية من اللاعب المهاري سيباستيان في الدقيقة الثالثة من اللقاء، هي بداية النهاية لفريق «التانجو»، الذي أصيب بـ «صدمة البداية»، وفقد التوازن سريعاً، بعد أن ضاعت «ركلة الأمل» في الفوز باللقاء، واستغل المنتخب المكسيكي هذه الحالة المحبطة في اصطياد مرمى «التانجو»، قبل أن تمضي 5 دقائق فقط، عن طريق اللاعب إيفان أوتشوا، وهو الأمر الذي ضغط أكثر على جروندونا خارج الملعب، ولاعبيه داخل المستطيل الأخضر، وسحبهم للاندفاع الهجومي دون قدرة على تحقيق التوازن ليسير السيناريو كيفما يريد من الدقيقة الخامسة وحتى الأخيرة من اللقاء، وهو محاولات هجومية غير منظمة تفتقد للمسة الأخيرة من منتخب «التانجو»، في مقابل تنظيم وانضباط وقوة دفاعية من الفريق المكسيكي، وقدرات ممتازة في التحول الجماعي السريع من الدفاع للهجوم. وكانت المباراة في مجملها بين فريق منظم للغاية، منضبط لأبعد درجة في الحالتين الدفاعية والهجومية، ويملك مهارات رائعة في كل الخطوط، وآخر يعتمد فقط على مهارات بعض لاعبيه في العمق الهجومي، دون أي تنظيم أو انسجام، أو تكامل في الأدوار بين الخطوط، ومع حصول اللاعب الأرجنتيني إيبانييز على البطاقة الحمراء اختلطت الأوراق تماماً في فريق «التانجو»، ليصبح الفوز مضموناً تماماً للمنتخب المكسيكي، لأن «التانجو» تمادى في الاندفاع الهجومي، على حساب التنظيم الدفاعي، وترك مساحات كبيرة في الخلف دون رقابة أو تغطية منظمة. دراسة جيدة الفريق المكسيكي لعب بطريقته المعتادة، وهي 4 - 4 - 2، ودرس منتخب «التانجو» جيداً، حيث أوقف محاور لعبه الأساسية وعناصر خطورته المتمثلة في ليوناردو سواريز، ولويس ليزيزوك، في العمق الهجومي من خلال غلق مساحة التحرك أمامهما تماماً بسد منيع بدايته عند أوليسيس ريفاز، ونهايته عند بيدرو تيران، ونجح الظهير لويس هيرنانديز أيضاً في الحد تماماً من خطورة الركيزة الأساسية الثالثة على الطرف، وهي ماركوس استينا، وبدا الفريق دون أنياب حقيقية، لأن كل لاعبي الأرجنتين وطوال المباريات السابقة كانوا يبحثون دائماً عن ليوناردو أو ليزيزوك أو استينا، الذين وقعوا تحت الحصار، فكانت تضيع الكرة قبل أن تصل إليهم في أغلب الأحيان، وإن وصلت نادراً لأي منهم كان لا يجد من يموله أو يسند إليه، نظراً للرقابة الحديدية التي فرضها جوتييريز على كل المحاور الأرجنتينية. من أهم أسباب الارتباك الأرجنتيني أيضاً أنه منذ بداية الدقيقة العاشرة أخذ «التانجو» يتقدم إلى الأمام بأطرافه وعمقه، ويترك المساحات خلف ظهره ليلعب فيها إريك أجويرا وإيفان أوتشوا، وعمر جوفيا، وفي التحول من الدفاع للهجوم كان أخطر، وأهم لاعب في منتخب المكسيك هو أوليسيس ريفاز الذي كان يمثل طوال الوقت العمود الفقري لقافلة المكسيك، لأنه ليس فقط يقوم بإفساد هجمات الأرجنتين، لكنه كان رائعاً في بناء الهجمات من العمق وتوزيعها على الأطراف بمهارة كبيرة، ورغم أنه لم يكن ظاهراً كثيراً، ولم تسلط عليه الأضواء فإنه أدى أخطر دور في اللقاء، واعترف المدرب راؤول جوتييريز لـ «الاتحاد» بأنه أهم لاعب في الفريق بالنسبة له، وفقاً لتلك الأدوار المهمة التي يقوم بها، سواء في الدفاع أو في الهجوم. أخطاء بالغة المنتخب الأرجنتيني بقيادته الفنية، وعلى رأسها جروندونا وقع في خطأ بالغ، هو اللعب بمهاجم واحد صريح، مما ترك الفرصة لأطراف المكسيك في التقدم، وكان يعتمد فقط في وسط ملعبه على 3 لاعبين، في ظل كثافة عددية من المنتخب المكسيكي التي كانت تصل أحياناً إلى 5 لاعبين، وبناء عليه فقد خسر معركة الوسط من البداية، وحتى قبل أن يطرد الحكم منه لاعباً في الوسط، ويتعرض للنقص العددي المؤثر، اعتباراً من الدقيقة 31، وكانت تغييرات جروندونا سلبية جداً على الفريق، حيث جاءت بردود فعل عكسية تماماً، خصوصاً عندما سحب «الداهية» ليوناردو سواريز الذي يعتبر رمانة ميزان الفريق، وأحد أهم عناصر الخطورة، ودفع بدلاً منه باللاعب زاكارياس موران الذي يتميز فقط بالقوة البدنية، ولا يملك أي مهارات تذكر تساعد الفريق، وكان التبديل مبكراً وبالتحديد مع بداية الشوط الثاني، كما بالغ جروندونا في تغييراته السلبية بسحب لويس ليزيزوك أهم ورقة رابحة أخرى بالفريق في الدقيقة 68، والدفع بلاعب آخر يقل عنه كثيراً في الكفاءة والمهارة. المرتدات الخطيرة وكلما يتقدم «التانجو» أكثر للهجوم، كان المكسيكي يستفيد من ذلك، من خلال تشكيل الخطورة البالغة على مرمى الحارس أوجوستو باتالا، ومن إحدى المرتدات المنظمة، نجح أوتشوا في تسجيل الهدف الثاني لفريقه في الدقيقة 21، وظل السيناريو مستمراً دون توقف حتى الدقيقة 86 التي سجل فيها زميله ماركو جرانادوز الهدف الثالث ليكون بمثابة رصاصة الرحمة على جروندونا وأبنائه. جمل تكتيكية ومن أهم مميزات الفريق المكسيكي أيضاً، أنه كان قادراً على تقديم الجمل التكتيكية المتصلة، سواء من العمق أو الأطراف، وكان لاعبوه أكثر مهارة من المنافس في تبديل المراكز، والجري دون الكرة لإرباك المنافس، خصوصاً في الضربات الثابتة، وفي الكرات المتحركة من على الأطراف، وكان الفريق يستطيع أن يصل إلى مرمى «التانجو» بـ 9 تمريرات متصلة ودقيقة من بداية الهجمة وحتى نهايتها، فضلاً عن أن أطرافه وعمقه الهجومي تميز بالمرونة الحركية، بما أوجد المساحات الواسعة في دفاعات «التانجو»، وأظهره غير قادر على الحركة أو الرقابة، وكانت الأهداف الثلاثة التي سجلها المكسيك نموذجاً رائعاً للجمل التكتيكية التي تعكس تكامل الأدوار، تبادل المراكز، والسرعة في وقت واحد، وهو ما يؤكد أن اللاعبين يحفظون أدوارهم. حائط الأمان وإذا كان ريفاز الأهم في تحقيق الربط بين الخطوط، لابد أيضاً أن نتذكر أن الحارس راؤول جودينيو كان بمثابة السد المنيع الدائم لكل تهديدات «التانجو»، وحائط الأمان الأخير في كل محاولات اختراق الدفاعات بصعوبة، كما له الفضل الأول في تصويب المسار العكسي في بداية اللقاء بالتصدي لركلة الجزاء، واعترف المدرب جوتييريز بأنه أحد أهم أسباب تأهل فريقه للمباراة النهائية. وبعيداً عن تحليل الأداء فإن الأرقام يمكن أن تلخص لنا المشهد الكامل في المباراة، فقد استحوذ فريق المكسيك على الكرة بنسبة 63% من المباراة، مقابل 37% لمنتخب «التانجو»، ونجح في تسديد 11 تسديدة منها 6 داخل مرمى الأرجنتين في مقابل 16 تسديدة لـ «التانجو» منها 8 داخل المرمى، وحصل على 23 مخالفة، مقابل 19 فقط للمنتخب الأرجنتيني، ونظراً لقوته في الدفاع حصل لاعبوه على 4 بطاقات صفراء، فيما حصل اثنان من المنتخب الأرجنتيني على بطاقة صفراء لكل منهما، واثنان أيضاً على بطاقتين من اللون الأحمر إحداهما مبكرة لإيبانيز، والثانية متأخرة في الدقائق الأخيرة للحارس باتالا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©