الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن تشكك في صدقية إعلان دمشق عن الترسانة الكيماوية

واشنطن تشكك في صدقية إعلان دمشق عن الترسانة الكيماوية
7 نوفمبر 2013 11:25
عواصم (وكالات) - شككت الولايات المتحدة على لسان مندوبتها الدائمة لدى الأمم المتحدة سامانتا باور في صحة لائحة البيانات التي قدمها النظام السوري بشأن ترسانته الكيماوية لمنظمة حظر الأسلحة المكلفة بتدمير هذه الأسلحة المحظورة، قائلة إنها تدقق في تقارير استخباراتية سرية لديها تشير إلى أن دمشق لم تصرح بالكامل عن مخزونها من الأسلحة الكيماوية بل هي تخفي بعضاً من هذه الأسلحة، وأشارت أيضاً إلى شكوك مماثلة حول برنامج إزالة هذه الترسانة. من جهتها، نقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية أمس، عن مصادر مطلعة على ملف الأسلحة الكيماوية السورية إن هناك تقارير استخباراتية تشير إلى قيام نظام الرئيس بشار الأسد بإخفاء بعض من هذه الأسلحة عن منظمة حظر السلاح الكيماوي، ناقلة عن مسؤول أميركي فضل عدم ذكر اسمه، قوله «هناك معلومات قد تهز ثقتنا بتجاوب نظام دمشق حول ملف نزع الكيماوي.. هناك عدد من الأمور التي قام بها نظام الأسد مؤخراً تشير إلى أنه لا ينوي التخلي عن الأسلحة الكيماوية بشكل كامل». وغداة اخفاق المباحثات الثلاثية الدولية في تحديد موعد لمؤتمر «جنيف-2» المقترح للحل السلمي للأزمة السورية، أكد نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف، أن المباحثات ما زالت جارية لتحديد موعد لانعقاد المؤتمر، مشددة على أنه «سيعقد في أقرب وقت ممكن». في حين عزا أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي الذي شارك في اجتماعات جنيف الماراثونية أمس الأول، اخفاق المباحثات في تحديد موعد للمؤتمر إلى «رفع حكومة الأسد السقف المتوقع من الذهاب إلى جنيف-2». من جهته، عرض نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف أمس، استضافة بلاده للقاء «غير رسمي» في موسكو بين ممثلين عن النظام السوري وآخرين عن المعارضة قبل مؤتمر السلام المرتقب في موعد لم يحدد بعد، قائلاً «اقتراحنا باجراء اتصالات غير رسمية في موسكو في إطار الاعداد لجنيف-2 مهم، لخلق أجواء ملائمة واتاحة مناقشة المشاكل القائمة». وقال السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة الليلة قبل الماضية إن الولايات المتحدة تراجع بشك إعلان الأسلحة الكيماوية الذي قدمته سوريا إلى منظمة حظر الأسلحة بعد سنوات من التعهدات التي قطعها الرئيس الأسد ولم يف بها. وبمقتضى مقترح روسي ــ أميركي وافقت دمشق في سبتمبر الماضي على تدمير برنامجها بالكامل من الأسلحة الكيماوية بحلول منتصف 2014. وحالت تلك الخطوة من دون ضربات صاروخية هددت الولايات المتحدة بتوجيهها لسوريا عقاب هجوم بشع بغاز السارين بريف دمشق في 21 اغسطس الماضي، أودى بحياة مئات الأشخاص. وقدمت سوريا في 27 أكتوبر المنصرم، الإعلان المطول لبرنامج الأسلحة الكيماوية وسيتعين عليها أن تتفق مع المنظمة بحلول منتصف نوفمبر الحالي على خطة مفصلة للتدمير تشرح بالتفصيل مكان وكيفية تدمير هذه الغازات السامة ومنها الخردل والسارين وربما غاز الاعصاب «في.إكس». وقالت باور «ما زلنا نراجع تلك الوثيقة من الواضح أن لدينا شكوكاً نتجت عن سنوات من التعامل مع هذا النظام.. سنوات من التعتيم في سياقات أخرى وبالطبع الكثير من الوعود التي لم يتم الوفاء بها في سياق هذه الحرب الدائرة». وأشارت السفيرة الأميركية إلى أن حكومة الأسد تعاونت إلى الآن مع البعثة المشتركة للمنظمة والأمم المتحدة التي تفقد فريقها إلى الآن 21 من 23 موقعاً للأسلحة الكيماوية في سوريا. والموقعان المتبقيان خطيران بدرجة تعذر معها الوصول اليهما. وأعلنت سوريا عن 30 منشأة للانتاج والتعبئة والتخزين وثماني وحدات متنقلة للتعبئة و3 منشآت متعلقة بالأسلحة الكيماوية. وأظهرت وثيقة المنظمة أن هذه المنشآت احتوت على قرابة ألف طن من الأسلحة الكيماوية أغلبها في شكل مواد كيماوية خام و290 طناً من الذخائر المعبأة و1230 طناً من الذخائر غير المعبأة. وأضافت السفيرة الأميركية للصحفيين بعد إطلاع سيجريد كاج رئيسة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة والأمم المتحدة، مجلس الأمن على سير المهمة في سوريا، أن الخبراء الأميركيين يواصلون درس هذه الوثيقة «التقنية جداً». وقالت «بالتأكيد ستسمعون منا في العملية إذا وجدنا عدم امتثال أو اكتشفنا تناقضات كبيرة في إعلانهم». وأكد مسؤولون أميركيون كبار طالبين عدم نشر اسمائهم أن بعضاً من أركان النظام السوري يسعى للحفاظ على الترسانة الكيماوية السورية. وقال أحد هؤلاء المسؤولين «هناك مؤشرات تظهر أن بعض العناصر داخل النظام السوري يريدون الحفاظ على ترسانة الأسلحة الكيماوية». ولكنه أضاف أن الولايات المتحدة لديها ملء الثقة بفريق المفتشين الدوليين وفي حال تبين أن سوريا لم تحترم التزاماتها عندها سيتم تشغيل «القنوات الدبلوماسية». من جهتها، نقلت «سي.إن.إن» الإخبارية عن مصادر مطلعة على ملف الأسلحة الكيماوية السورية أن هناك تقارير استخباراتية تشير إلى قيام نظام الأسد بإخفاء بعض من الأسلحة الكيماوية عن منظمة حظر الكيماوي التي تعمل على تدمير هذه الترسانة، بحسب الاتفاق الدولي. وأكد مسؤولون أن هذه المعلومات لم يتم التأكد منها بشكل كامل حيث لا تزال فرق من وكالة الاستخبارات الأميركية ووزارة الدفاع إلى جانب البيت الأبيض، تتحرى دقة هذه الإخباريات. ولم يكشف المسؤولون طريقة الحصول على هذه المعلومات الاستخباراتية بشكل محدد، إلا أنه من المعلوم أن غالبية هذه التقارير تأتي من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية واعتراض مكالمات هاتفية بين مسؤولين عسكريين تابعين للجيش النظامي السوري. وحذر أحد المسؤولين الأميركيين من أن واشنطن لم تتوصل إلى خلاصة حازمة بشأن النوايا السورية بناء على هذه المعلومات الاستخباراتية، لكنه ذكر أن ثمة جهداً يبذل لفهم ما يخطط له النظام السوري. وأوضح المسؤولون أن المعلومات الاستخباراتية الجديدة تتحدث عن مخزونات أسلحة وأنظمة إطلاق مثل رؤوس حربية وقذائف، أي أشياء يمكنها أن تحافظ على قدرة سوريا على استخدام أسلحة كيماوية إذا اختارت القيام بذلك. واعتبروا أن السبب الرئيسي وراء احتمال تمسك الأسد ببعض الأسلحة الكيماوية قد يكون ما يعتبره تهديدات صادرة من إسرائيل. وقال أحد المسؤولين إن «استعداد الأسد للتخلي عن كل برنامج السلاح الكيماوي لديه يفوق حدود التصديق». من جهة أخرى، قال مسؤول في دولة غربية أخرى إنه لا تزال هناك «شكوك» حول ما إذا كانت دمشقا قد صرحت عن كامل ترسانتها الكيماوية، مضيفا «لكننا سنترك منظمة حظر الأسلحة تقوم بعملها». ولم تعلق سيجريد كاج رئيسة البعثة المشتركة لتدمير الترسانة السورية حول احتمال أن يكون النظام السوري اخفى أسلحة كيماوية. وقالت «إن هذه البعثة تعمل في إطار التفويض الذي اعطي لها وتعمل على أساس الإعلان السوري الذي سلم إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©