الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"قليل" من الخصوصية "يصلح" الحياة الزوجية

"قليل" من الخصوصية "يصلح" الحياة الزوجية
10 نوفمبر 2011 21:16
تتحول حياة بعض المتزوجين إلى ما يشبه لعبة القط والفأر، ففي الوقت الذي يحاول أحد الشريكين ايجاد قدر من الخصوصية في حياته يلاحقه الطرف الآخر بالبحث والتنقيب، وكأن الخصوصية في حياة كل منها تختفي وبلا رجعة بعض الزواج. فهل هناك مكان للخصوصية في حياة الأزواج والزوجات.. أم أن وجودها يعني تراجع الثقة والمودة بين الطرفين؟. تنحاز جميلة تمام، 28 عاماً إلى الخصوصية بين الأزواج من خلال منح كل طرف إرادياً قدراً من الحرية للطرف الآخر، حتى لاتتحول حياتهما إلى "سجن" تحت مسمى الحب. وتشير جميلة -وهي متزوجة منذ 4 أعوام- إلى أن هناك أشياء خاصة بكل طرف داخل المنزل مثل الإيميل الشخصي لكل منهما والهاتف المحمول، فلا يحق لطرف أن يبعث بخصوصيات الآخر، فضلاً عن علاقة كل منهما بأصدقائه، فهي أمر شديد الخصوصية أيضاً، معتبرة أن انعدام الخصوصية بين الأزواج مؤشر على انعدام الثقة بينهما. على النقيض، يرى نديم صالح، 40 عاماً، أن المرأة دائماً تحاول العبث بخصوصيات الزوج مثل العبث ببريده الإلكتروني أو تليفونه المحمول وبدون مبرر واضح، وهو ما يشعر الزوج بأنه مراقب، ومن ثم يلجأ إلى اخفاء بعض الأمور عليها ليس لشيء سوى درء المشاكل وخاصة فيما يتعلق بعلاقته بزميلات العمل. ويضيف أن النساء أكثر حساسية في هذه الأمور. وحول الخصوصية التي يمنحها الزوج الشرقي لزوجته، يقول نديم -متزوج منذ 9 سنوات- "أظن الخصوصية في مجتمع شرقي للمرأة ليست كاملة، خاصة إذا كانت الزوجة تعمل (مثل زوجته)، لكن هناك أمور أخرى تتعلق بأهلها وصديقاتها هي ملك للزوجة دائماً". وتتفق معه أحلام ظافر، 33 عاماً متزوجة منذ 10 سنوات، في أن الرجل الشرقي دائماً يحرم زوجته من الخصوصية أو تتنازل الزوجة بمحض ارادتها عن ذلك، بدافع الثقة المتبادلة أو الحب، فالرجل الشرقي من وجهة نظرها يرفض أن يكون للزوجة حياة خاصة رغم ثقته بها، وفي المقابل ينعم الزوج بالخصوصية في كل شيء بدء من وضع كود خاص على الهاتف المحمول والبريد الشخصي الخاص به، حتى جلساته مع أصدقائه وأمور عمله. أما كارولين نواس، 29 عاماً ومتزوجة منذ عامين، فلا ترى أن هناك داع لوجود الخصوصية بين الطرفين لأن ذلك قد يجلب مشاكل عدة مروراً بالغيرة وانتهاء إلى حد الشك. وتشير كارولين إلى اصطناع الخصوصية في حياة الزوجين يعني إما أن ما يفعله أحد الطرفين خطأ أو لانعدام ثقته بنفسه وبالشريك الآخر في الحياة الزوجية. وتعتبر كارولين أن من يأتمن الطرف الآخر على حياته وأبنائه لن يخشى شيئاً وسيعتبره شريكاً أساسياً في كل شيء. وتؤكد د.بهيجة إسماعيل، أستاذ مساعد علم الاجتماع بجامعة الأزهر، على ضرورة تواجد مساحة للخصوصية في حياة كل زوجين ولكن بمقدار وليست بمعناها المطلق، فهناك أشياء مثل حفظ أسرار الأصدقاء أو عدم الافصاح عن بعض المشكلات التي تمر بها أسرة أحد الطرفين تندرج تحت مبدأ الخصوصية، فهذه الأمور لايضر اخفاءها أو الاحتفاظ بها الحياة الزوجية. وتشير د.بهيجة اسماعيل، إلى أن هناك بعض المبالغات التي قد تحدث من قبل أحد الزوجين تحت مسمى الخصوصية، رغم أنها بعيدة كل البعد عنها، مثل وضع كود على هاتفه الخاص وهو ما يقابل من الطرف الآخر بحالة من الشك والريبة تجعله يتحين الفرصة كي ينقض على خصوصية الاخر. وتضيف أنه عادة ما يكون الرجل هو صاحب هذا الاتجاه بدافع أن له مطلق الحرية في حياته. وتقول إن الخصوصية يجب تتم بالتراضى بين الطرفين لابأسلوب المنع والحجب. وتلفت د. بهيجة، النظر إلى أن الرجل في المجتمعات الشرقية لديه قدر كبير من الخصوصية في حياته، أما المرأة فهي على العكس تماماً تفتقد لوجود أي مساحة للخصوصية في حياتها سواء فعلت ذلك طواعية أو كان الزوج هو منتزع هذه الخصوصية. وتضيف أن يقدم الزوج على فعله من اخفاء بعض الأسرار الهامة في حياته قد لايتقبله من زوجته فهو على العكس يعرف كل كبيرة وصغيرة عن حياة زوجته وفي المقابل لايسمح بذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©