الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المزروعي: شاعر المليون استقطب الملايين وحقق الأهداف

18 مارس 2007 01:45
أجرت الحوار - خديجة الكثيري: أشاد سعادة محمد خلف المزروعي مديرعام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، بالرعاية الكريمة والحضور المميز للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لمسابقة وأمسيات برنامج شاعر المليون، الذي يؤكد على الاهتمام الفائق الذي يوليه سموه لمشاريع الحفاظ على التراث الغني والقيّم لإمارة أبوظبي ولدولة الإمارات، بشقيه المادي والمعنوي، الأمر الذي يحظى باحترام وتقدير واسع من شعوب المنطقة والعالم أجمع، إذ باتت الإمارات من أبرز الدول التي تحرص على موروثها الثقافي وتأصيله، وتوريثه للأجيال القادمة والشباب الذين هم اليوم فخورون جداً بماضيهم وتراثهم الأصيل، وقبل كل ذلك هم فخورون بهذا الدعم اللامحدود الذي يقدمه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد للشعر النبطي الذي يُعتبر أبو الآداب والفنون في دولة الإمارات ومنطقة الخليج، وهو أبرز الأجناس الأدبية التي أثبتت حضورها الفاعل والقوي في الساحة الثقافية الخليجية والعربية· وأكد المزروعي في حوار خاص مع ''الاتحاد'' على أن زيارات سموه لأمسيات البرنامج هو الأمر الذي أعطى جرعة كبيرة من الثقة والتحدي للقائمين على المسابقة لإظهار البرنامج بالمستوى الذي يليق بإمارة أبوظبي، وأضاف أن زيارات سموه للبرنامج وتعرفه على المشاركين فيه، منذ بداية أمسيته الأولى قد أعطت انطلاقة قوية لمهرجان أبوظبي للشعر النبطي ومنحتنا المزيد من الحماس والثقة، كما شكلت زيارة سموه الثانية حافزاً لنا لتقديم المزيد من التميز والعطاء، وها هي اليوم مسابقة ''شاعر المليون''، قد حظيت بزيارات كثيرة وعديدة لسموه، أكدت النجاح الذي حققه البرنامج، وجعلت من المسابقة هي الأولى من نوعها على مستوى منطقة دول مجلس التعاون الخليجي ومسابقات الشعر المختلفة على الصعيد العالمي، فقد حققت نجاحاً يفوق كافة التوقعات، وعملت على إعادة بناء العلاقة بين هذا النوع من الشعر العربي الأصيل وجمهوره الواسع، من خلال إيجاد روح تنافسية خلاقة بين الشعراء المبدعين في المنطقة، وليس أدل على ذلك من متابعة عشرات الملايين من هواة ومتذوقي الشعر النبطي الأصيل في منطقة الجزيرة العربية والمنطقة العربية عموماً لهذا المهرجان الذي يدعم الشعر العربي الأصيل ويدعو للتشبث بالماضي والتراث العريق· تاليا نص الحوار: ؟ ونحن نشرف على نهايتها، ما تقييمكم لهذه الدورة الأولى لـ''شاعر المليون''؟ ؟؟ لقد زرع المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في الأجيال الجديدة عشق التراث والاعتزاز به، وكان رحمه الله حريصاً كل الحرص على أن يرث الشباب الخليجي العادات والتقاليد الأصيلة، وفي مقدمتها الشعر النبطي، واستجابة لهذا التوجه كان إطلاق مهرجان أبوظبي للشعر النبطي ''شاعر المليون''، الذي أتى كبادرة ثقافية فريدة من نوعها تعكس توجه إمارة أبوظبي للجمع بين الأصالة والمعاصرة والتمسك بالعادات والتقاليد، خصوصا أن الشعر النبطي يمتلك قاعدة قوية لدى الشباب الخليجي، كما أن لارتباط المهرجان بإمارة أبوظبي أبلغ الأثر في الترويج لتراث دولة الإمارات وإبرازه على كافة الصعد، إذ كان ملايين المشاهدين العرب أمس القريب في مختلف دول العالم على موعدٍ مع الافتتاح المبهر لأضخم إنتاج تلفزيوني للشعر النبطي على مستوى الخليج والوطن العربي، واليوم هم على مشارف نهاية هذا الحدث الضخم الذي تابعوا تفاصيل نجاحه بعناية كنا نشهدها اليوم· وأعتقد أننا والحمد لله قد وفقنا لدرجة كبيرة في تحقيق الغايات المرجوة من إطلاق ''شاعر المليون''، وتخطينا كل التحديات والعقبات، وحقق البرنامج النجاح المبهر الذي فاق جميع التوقعات، ومع ذلك فنحن نطمح للأفضل دائماً، ونعمل منذ الآن لتطوير مشروع شاعر المليون في الدورات المقبلة· المكاسب المعنوية ؟ ما هي الميزانية التي وضعت للمشروع ؟ وما المكاسب المعنوية والمادية التي تحققت منه؟ ؟؟ ميزانية المشروع تقدر بعشرات الملايين سواء بشكل مباشر أوغير مباشر، وبالنسبة للمكسب المادي الذي حصلت عليه الهيئة، فلم يكن له أي اعتبار على حساب الأهمية التراثية والمعنوية للمشروع، على الرغم من أن البرنامج قد استطاع لجماهيريته ونجاحه أن يحقق مداخيل إضافية عن طريق الرعاية والإعلانات ورسائل الـ'' sms ''، كذلك توزيع مجلة ''شاعر المليون''، ولكن كل ذلك لم يشكل إلا نسبة بسيطة من عوائد وأرباح المشروع، ولكن الهدف الأساسي يبقى هو الأهم وهو خدمة التراث المحلي والخليجي والعربي، وهذا ما لا يُقدّر بثمن، وأعود لأؤكد أن المكاسب المعنوية التي حصلنا عليها تفوق ذلك بكثير· فكرة ورغبة ؟ تضاربت الأصوات حول صاحب الفكرة الحقيقي لمشروع أبوظبي الثقافي ''شاعر المليون''، ولماذا ادعى الكثيرون أنهم أصحاب الفكرة؟ ؟؟ جاءت فكرة مشروع مهرجان أبوظبي للشعر النبطي ''شاعر المليون'' من رغبة ملحة ومتأصلة في نفس سيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإعادة الاهتمام الشعبي بهذا النوع من التراث والأدب الأصيل، وذلك بشكل يختلف جذرياً عن الأسلوب التقليدي للأمسيات الشعرية الدارجة التي تقام في دول المنطقة وتنتهي ولا يبقى منها سوى أصداء التصفيق بسبب أو بدون سبب، مع عدم التفريق بين الشعر الجيد والرديء، وربما لا يحضرها إلا جمع قليل من الناس قد لا يتجاوز عددهم العشرات أو المئات في أحسن الأحوال، فجاءت فكرة ''شاعر المليون'' الذي كما قال المتنبي أصبح مالئ الدنيا وشاغل الناس، لتسدّ هذه الفكرة الخلل وتعدّل المسار وتجعل لجودة الشعر مقاييس يعرفها الناس، ويستطيعون من خلالها الحكم على القصيدة ومستواها، ويخرج القصيدة النبطية والذائقة الشعرية من العشوائية والفوضى إلى التذوق السليم الواعي، وقد وجدت هذه الفكرة صدى واسعاً في نفوس الناس ووجدت هوىً عظيماً في قلوبهم، وتابعه الملايين من عشاق الشعر النبطي· ومن الطبيعي وبعد هذا النجاح غير المسبوق للبرنامج أن يدعي كثيرون أنهم أصحاب الفكرة، حتى وإن لم تكن لهم أي صلة بالشعر النبطي لا من قريب ولا من بعيد، وهذا الادعاء لا يزعجنا بقدر ما هو دليل آخر على تفوق البرنامج، وأودّ أن أذكّر هنا بالمثل الشعبي القائل ''الصيدة من صادها، مش من رادها''، وقد عملت الشركة المنفذة بيراميديا على تحويل الفكرة إلى مشروع متكامل ''برنامج بصيغة تليفزيونية منفردة، مجلة، موقع إلكتروني، ومهرجان''، وعملت على إنجازه بتفوق وفق أحدث التقنيات العالمية وبأسلوب إخراجي وتسويقي متميز· تناول واستمرار ؟ تناول البرنامج العديد من وسائل الإعلام، من حيث الإشادة والنقد، فكيف وجدتم هذا، وعلى ماذا استند هذا التناول؟ ؟؟ نحن مع النقد الموضوعي البناء للبرنامج على كافة الصعد، ولكن وبكل تأكيد لا تخلو أي انتقادات سلبية من دوافع أخرى بعيدة عن النقد الموضوعي، كما أن ارتباط اسم المهرجان بإمارة أبوظبي كان له أبلغ الأثر في الترويج لتراث دولة الإمارات وإبرازه عربياً ودولياً، والمقالات التي كتبت في البرنامج لا تعد ولا تحصى، وهي في معظمها أبرزت الأهمية التراثية الكبيرة للبرنامج ونجاحه غير المسبوق، أما مقالات النقد السلبي فكانت حول تناول الشعراء لقصائد القبيلة، عزز أواصر العلاقات بين الشباب والأجيال السابقة والعائلة والمجتمع، وهي العلاقات التي كانت مهددة بالضمور والتلاشي بسبب مشاغل الحياة الحديثة، وكذلك تناول لجنة التحكيم وغيرها من الأمور الشكلية البسيطة، وبشكل عام لابد أن يكون لحدث بهذه الضخامة وهذا النجاح الكبير، بعض الجوانب التي لفتت انتباهنا أو وصلتنا على شكل مقترحات سيتم الأخذ بها في الدورات المقبلة بعد دراستها بشكل كاف ومعمق· ؟ ماذا عن استمرارية البرنامج في السنة المقبلة وعن معايير التجديد فيه؟ ؟؟ مسابقة ''شاعر المليون'' هي الأولى من نوعها على مستوى منطقة دول مجلس التعاون الخليجي ومسابقات الشعر المختلفة على الصعيد العالمي، وتمكنت المسابقة من إعادة بناء العلاقة بين هذا النوع من الشعر العربي الأصيل وجمهوره الواسع، واستقطبت عشرات الآلاف من هواة ومتذوقي الشعر النبطي الأصيل في منطقة الجزيرة العربية والمنطقة العربية عموماً· ولذلك فإن البرنامج سوف يستمر بتحقيق أهدافه المرسومة، ولكن بالتأكيد نحن نعمل الآن على إظهار البرنامج بحلة جديدة اعتماداً على النجاح الذي حققه، لأنه لا يُمكن لنا إلا أن نحقق المزيد من الإبداع والنجاح· ويقوم على مسابقة ''شاعر المليون'' مجلس أمناء يتولى اختيار أعضاء لجنة التحكيم من أبرز الشعراء والإعلاميين المختصين وذوي الخبرة الواسعة بالشعر النبطي على الصعيدين الخليجي والعربي، وهم متعددو الاختصاصات الأدبية وملمون بمختلف اللهجات الخليجية· وهناك لجان مسؤولة عن المسابقة تضع كافة التفاصيل ذات الصلة بالطبع، وستستمر مجلة ''شاعر المليون''، وستستمر شركة ''بيراميديا'' بتنفيذ البرنامج لما لمسناه من مستوى مهني عالمي في تعاملنا معها، وذلك حســـــب العقود المبرمة بيننا، وكل ذلك باشـــــرنا بدراســـــته بالتـــــوازي مع بث حلقات البرنامج، وســــيعلن عن أي تفاصيل جديدة في مرحلة لاحقة· أمير الشعراء برنامج جديد يطلق قريبا أنعشت هيئة أبوظبي الساحة الشعرية النبطية، وستقوم قريباً بإنصاف لغة الضاد من خلال أمير الشعراء، كيف ستكون فكرة البرنامج، وما هي معايير اختيار كل من المشاركين ولجنة التحكيم، وما الميزانية الموضوعة لتنفيذه، وهل سيحظى برعاية كريمة من سمو ولي عهد أبوظبي؟ ** مع النجاح الجماهيري الكبير الذي حققه مهرجان ''شاعر المليون'' للشعر النبطي، ولإيلاء مختلف جوانب وأنماط الشعر العربي الأهمية التي تستحقها، فقد أعلنت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث عن إطلاق مهرجان ''أمير الشعراء'' لشعر الفصحى التقليدي العمودي وشعر التفعيلة، والذي يتضمن بشكل رئيسي مسابقة هي الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي، وسيعلن عن تفاصيل المسابقة وآليتها ومواعيد التقدّم للمشاركة فيها خلال فترة قريبة، حيث يعكف خبراء شعر الفصحى على إعداد المعايير النهائية للمترشحين، وستخصص جوائز مالية كبيرة تتناسب وأهمية المهرجان، فضلاً عن مساعدة الشعراء الفائزين في طباعة دواوينهم، والمساهمة في إثراء المكتبة الشعرية العربية· وكما أسلفت فإن سمو ولي عهد أبوظبي ''حفظه الله'' يولي دعماً غير محدود لمختلف المشاريع التراثية الهادفة التي تقوم بها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وهذا ما يدفعنا دائماً نحو تقديم المزيد من الإبداع والتألق بما يليق بهذه الثقة الغالية التي نعتز بها جميعاً· المشهد الثقافي قال المزروعي إن ما تقوم به هيئة أبوظبي للثقافة والتراث حالياً من مشاريع تراثية وثقافية يشكل بداية الطريق نحو تعزيز موقع إمارة أبوظبي ودولة الإمارات على خارطة المشهد الثقافي الإقليمي والدولي، ويأتي إنشاء هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ليعمق مفهوم الهوية الإماراتية الأصيلة بين ذاكرة مبدعة غنية بتراث موغل في أعماق التاريخ، ومجتمع حداثي يسعى للحفاظ على تقوية روابطه وصلاته مع تراث الآباء والأجداد، مع التطلع قدماً نحو مستقبل مشرق مضيء، ومن هنا يأتي إطلاق الهيئة لعشرات المشاريع التي يجري تنفيذها تباعاً وفق رؤى علمية سليمة تعتمد على القراءة التحليلية للتاريخ والبحث الأكاديمي والحدس المعرفي، لبلوغ الأهداف المنشودة لصون تراثنا العريق والحفاظ على مكتسباتنا الحضارية، وأعتقد أننا والحمد لله، وبفضل المتابعة الدؤوبة والجهود الحثيثة لمعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، قد نجحنا وخلال فترة قياسية هي عام واحد في تحقيق العديد من الإنجازات التي تليق بسمعة أبوظبي والدولة في المجالات التراثية والثقافية والفنية، على المستويين العربي والعالمي· حفل تتويج شاعر المليون مفاجأة كبيرة حول المفاجآت التي تحضرها الهيئــــة لحفل تتويــــج الفـــــائز بـ ''شاعر المليون'' وكيف ستكون برامج ومظاهر هذا الاحتفال، قال المزروعي سيكون الحفل الختامي لتتويج الفائز بشاعر المليون مفاجأة كبيرة، تتوازى والنجاح الجماهيري الضخم والسمعة الراقية للبرنامج، مع التأكيد على أن الإعلان عن تفاصيلها سيكون مع الانتهاء من اللمسات الأخيرة للحفل الختامي· وعن التكريم المعنوي والمادي الذي سيحصل عليه الشعراء المشاركون في البرنامج والفائز بشكل خاص، أكد المزروعي أن جميع الشعراء الذين شاركوا في مراحل البرنامج المختلفة هم نخبة من مئات الشعراء الذين قابلناهم في عدد من دول مجلس التعاون الخليجي، وبرأيي فإن جميع الشعراء المشاركين هم فائزون من حيث فرصة التواجد الشعري والإعلامي على الملأ أمام ملايين المشاهدين، أما الفائز بالمركز الأول فسوف يحصل على مليون درهم مع طباعة ديوان شعري له وتقديم كل أشكال الدعم المعنوي الأخرى، وهناك جوائز مادية بالطبع لأصحاب المركزين الثاني والثالث· تصويت SMS قال المزروعي حول تصويت SMS إن القصيدة النبطية حية ومتأقلمة مع القيم المعاصرة، وهذا النوع من الشعر يجسد الذاكرة الجماعية التي تدعم الشعر العربي قديمه وحديثه، وما رسائل sms إلا مجرد وسيلة تقنية حديثة ناجحة لإشراك الجمهور في اختيار شاعره المفضل والتعبير عن تفاعله مع هذا المشروع التراثي الهام، ولكن الجمهور ليس وحده هو صاحب القرار في تأهيل الشعراء للمراحل اللاحقة، وخصوصاً في المرحلة النهائية التي توزعت فيها نسبة النجاح مناصفة بين لجنة التحكيم والجمهور·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©