الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مقاهٍ.. ملتقى للأعمال والعائلات

مقاهٍ.. ملتقى للأعمال والعائلات
20 نوفمبر 2014 21:41
أحمد السعداوي (أبوظبي) حلقة نقاشية بين أفراد حول قضية مهمة، ومجموعة أخرى تلتقي لقضاء بعض الأعمال، وثالثة تتطلع إلى شاشة تلفاز لمتابعة الأخبار العالمية أو مباراة كرة القدم، ورابعة تجلس في صمت إلى أجهزتها الحديثة متواصلة مع العالم الخارجي عبر الشبكة العنكبوتية.. مشهد يومي يتكرر في بعض المقاهي، يعكس تطور الدور الاجتماعي للمقهى من مجرد مكان لقضاء وقت الفراغ والأحاديث العابرة، إلى ملتقى للأعمال والصفقات ومتابعة أحدث أخبار العالم والمجتمع، خاصة أن هناك تغيرات في فئات رواد المقاهي، خاصة التي ترفع لافتة «ممنوع التدخين». نظرة مختلفة يقول سالم صلاح الشامسي، صاحب عمل خاص، إن النظرة إلى المقهى الآن اختلفت عن الزمن القديم، وأصبح الوسيلة الأقرب إلى التواصل مع المجتمع كون المجالس نادرة عن الحال سابقا، وبالتالي المقهى مكان ملائم لمعرفة أحوال السوق ومباريات كرة القدم وغير ذلك من الأشياء التي تهم الناس، ولفت إلى أن بيئة المقهى بيئة إيجابية قياسا إلى الحال في السنوات الماضية، ويمكن القول إنه «مجلس الأجانب المفتوح»، كونه يتيح لأطياف واسعة من مختلف الجنسيات الجلوس سويا والتعرف إلى بعضهم في بيئة مناسبة. طارق زند الحديد، موظف، أرجع تغير دور المقهى إلى اختلاف نوعية رواده، فهو يستقطب أفراداً لهم دورهم المهم في المجتمع ويعملون في مختلف الوظائف، ولم يعد ملتقى للعاطلين عن العمل أو وسيلة لتمضية وقت الفراغ، وبصفة عامة يعتبر مكاناً لالتقاء الأصدقاء وقضاء الأعمال والمصالح المختلفة، في ظل صعوبة اجتماع الناس في البيوت وقلة المجالس، مشيراً إلى أهمية استغلال دور المقاهي بشكل مفيد وعملي. تغير العادات ندى محمد، صاحبة عمل خاص، توضح أن النظرة تغيرت إلى المقاهي، وبالتالي تغير دورها نتيجة تغير العادات والظروف المجتمعية، حيث صار أسهل للكثيرين مقابلة أصدقائهم وشركاء العمل في أي مقهى بدلا من المنزل، حيث الأجواء أكثر أريحية وتعدد وسائل الضيافة وبأسلوب مميز. شقيقتها فاطمة محمد، التي كانت تجلس معها في المقهى ذاته، توضح أن الجلوس في المقهى صار من الأشياء العادية لكل فئات المجتمع سواء ربات بيوت أو موظفين حتى رجال وسيدات الأعمال، حيث تتنوع فيه أساليب الضيافة وتعتبرها ربة البيت فسحة من قضاء الأعمال المنزلية، ولذلك لم يعد غريباً أن تجد أسرا بكامل أفرادها يجلسون في هذا المقهى أو غيره في عطلات نهاية الأسبوع أو الأيام العادية. قراءة عبدالله سهيل المرزوقي، موظف، كان جالساً في «مقهى كُتاب»، ممسكاً بأحد الكتب مستغرقاً بين صفحاته في أجواء فريدة يوفرها المقهى الواقع في سوق البري بفندق شنجريلا في أبوظبي، عبر عشرات الكتب المنتشرة بنظام بديع على الرفوف، مؤكداً أن تجربة نجحت في إظهار الدور الجديد للمقهى في المجتمع، بوصفه مكانا لاجتماع المثقفين وعشاق القراءة والباحثين عن الهدوء، وذكر أنه اعتاد ارتياد هذا المقهى منذ افتتاحه لأنه يجد فيه ما يريد من هدوء ومجموعات قيمة من الكتب بعيداً عن صخب وضجيج المقاهي العادية، التي اختلفت النظرة إليها وأصبحت تؤدي مهمة كبيرة في تحقيق التواصل بين أفراد المجتمع على اختلاف فئاتهم وجنسياتهم. ويقول محمد راشد العفاري، وهو يتصفح كتاب «رحالة وسياسيون زاروا الإمارات»، إن المقهى المكان المفضل لديه، الذي يحقق جملة أهداف أهمها قراءة عناوين مختلفة من الكتب تعكس أحدث إصدارات المطابع العربية والأجنبية، فضلاً على لقاء الأصدقاء والزملاء في أجواء مريحة بعيداً عن ضغوط العمل، وكذا تنفيذ بعض المهام باستخدام التواصل الاجتماعي أو البريد الإلكتروني. تقارير العمل أما إسلام محمد، مسؤول مبيعات في إحدى الشركات، فيحتاج في كثير من الأحيان إلى مكان يلتقي فيه عملاؤه للتحدث معهم بأريحية تساعده على إنجاز المهام والأعمال بشكل أسرع، ويلفت إلى أن مجال عمله، يستلزم منه مواعيد محددة خلال اليوم، وأحيانا يكون الفارق بين الموعد والآخر ربع الساعة أو نصف الساعة، كما يحتاج أحيانا بمكان به شبكة إنترنت لكتابة تقرير وإرساله بسرعة إلى الشركة، وبالتالي المكان المناسب أقرب مقهى بدلاً من الرجوع إلى المكتب. الشيء الآخر المفيد، الذي يتحصله من الجلوس في المقهى، التقاء الزملاء في المجال نفسه من شركات مختلفة، ويكون هناك تبادل للخبرات ومعلومات العملاء، حيث يكون لدى أحدهم بيانات أو معلومات عن عميل جديد، وهذا ينعكس بلاشك على نجاحنا في عملنا ويجعل المقهى بوابة للدخول في كثير من الصفقات. مدحت سمير، لفت إلى أن المقهى وسيلة تلبي متطلبات الحياة اليومية، من خلالها يمكن أن تحل مشكلة السكن أو البحث عن وظيفة عبر وجود عدد كبير من الناس في مختلف الأعمال والوظائف، وربما تجد أفراداً يرشدونك إلى بيت للإيجار هنا أو هناك، ومنهم من يتطوع للاتصال بأحد يعاونك في مشكلة ما. وفيما يخص العمل، يعتبر مدحت المقهى مكانه المفضل لكتابة المراسلات الالكترونية والتقارير الخاصة بالعمل بعيدا عن الأجواء الروتينية، ولم يعد الجلوس في المقهى خاصا بالعاطلين، بل إنه في بعض الأحيان يقوم بعض المديرين بعمل اجتماعات سريعة لمرؤوسيهم في أحد المقاهي من أجل متابعة سير العمل وتوفيرا للوقت والجهد، كما أن المقهى، مكان ملائم لاجتماع الاصدقاء نهاية الأسبوع والخروج من دائرة العمل الضيقة. مرآة عاكسة لبعض التغيرات الروتين اليومي ملتقى عائلي بامتياز، هذا ما يشير إليه، محمد الشرقاوي، الذي يعمل مندوباً لإحدى الشركات، مؤكداً أن الجلوس في المقهى يقرب مسافات وأفكارا ويكسر حواجز بعيدا عن الشكل الرسمي للأجواء داخل البيوت، ويمنح العلاقة العائلية فرصة للخروج من الروتين اليومي، وتتيح فرصة لحل كثير من المشكلات الأسرية تبعا لتوجهات كثير من الخبراء والاستشاريين الاسريين، الذين يوجهون دوما بالخروج إلى الأماكن العامة ومناقشة مواضع الخلاف بهدوء وروية. مرآة عاكسة لبعض التغيرات الاستشاري الاجتماعي، عبدالله سالم باصليب، يؤكد أن المقاهي لها دور متنام نتيجة التغيرات والانفتاح على ثقافات مختلفة من كل مكان، وبالتالي صارت وسيلة للتلاقي والتعارف بين أطياف واسعة تعيش في المجتمع، بالإضافة إلى قضاء كثير من الأعمال والمصالح بين روادها، ولذلك تغيرت النظرة إلى المقاهي وأصبحت أكثر إيجابية. إلى ذلك يذكر باصليب، أن التوجه إلى المقاهي صار عادة اجتماعية لدى الكثيرين ممن يعتبرونها متنفسا للبعد عن ضغوط الحياة والعمل والمشاغل العائلية، حتى إن كثيرا من العائلات اصبحت تذهب بشكل عادي إلى بعض تلك المقاهي. الروتين اليومي ملتقى عائلي بامتياز، هذا ما يشير إليه، محمد الشرقاوي، الذي يعمل مندوباً لإحدى الشركات، مؤكداً أن الجلوس في المقهى يقرب مسافات وأفكارا ويكسر حواجز بعيدا عن الشكل الرسمي للأجواء داخل البيوت، ويمنح العلاقة العائلية فرصة للخروج من الروتين اليومي، وتتيح فرصة لحل كثير من المشكلات الأسرية تبعا لتوجهات كثير من الخبراء والاستشاريين الاسريين، الذين يوجهون دوما بالخروج إلى الأماكن العامة ومناقشة مواضع الخلاف بهدوء وروية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©