لماذا يسرق أشياء غيره؟

(أبوظبي - الاتحاد) عندما يأخذ الطفل في سن 4- 5 سنوات شيئاً من منزل أحد أصدقائه، أو من مكتب والده، أو يمد يده لالتقاط قطعة من الحلوى من المتجر من دون أن يدفع ثمنها، وهي جميعها سلوكيات تزعج الأهل، وقد يتهمونه على الفور بالسرقة، ويتعاملون معه على هذا الأساس، وهنا يكمن الخطر، فالطفل في هذه السن لا يعرف معنى السرقة، وربما لم يسمع بها من قبل، ما يحدث أمر مختلف، لكن يمكننا أن نطلق الكلمة، عندما تصدر في سن المراهقة، لكن الطفل من 4-5 سنوات لا يملكون القدرة على مقاومة إغراء الأشياء، سواء كانت ألعاباً أو مأكولات، فتمتد إليها أيديهم، وفي بعض الأحيان قد يقبل على مثل هذه الأمور ليختبر ردة فعل الآخرين. الصواب والخطأ لذا يمكن اعتبار ما يحدث فرصة لتعليمه الصواب والخطأ، كما يقول محمد فريج المعالج النفسي للأطفال في المركز الأميركي النفسي والعصبي في دبي: لا يجب أن يتم تعنيف الأطفال على مثل هذا السلوك، إنما يجب على الوالدين أن يشرحوا لهم ماهو مقبول ومرفوض، حيث إن مفهوم القيم عند الأطفال «حلال وحرام، صواب وخطأ، شجاعة وخوف»، لم يتشكل لديه في هذه السن، عكس مفهوم الملكية الذي يكون قد تشكل، كما أن مفهوم العقاب على أخذ أشياء غيره، أيضاً ليس معلوماً لديه، لذلك على الأسرة أن تفهم الطفل أن الملكية مرتبطة بالأخلاق، وأنه إذا أراد أن يعطي بعض أقرانه شيئاً، فيجب أن يكون ذلك من باب الإيثار، أو الصدقة، أو الكرم. ويؤكد أن الأهل يجب أن يستغلوا مثل هذه المواقف، ويوضحوا للأبناء، ماذا تعني الملكية بالتحديد وماذا تعني له وللآخرين؟ ومتى يحق لهم الحصول على الشيء، أو عدم تملكه، وما يترتب على ذلك من ثواب وعقاب، مطالباً الوالدين بأن يستفيدوا من تجارب الأطفال في تعليمهم وإكسابهم قيماً إيجابية عديدة تفيدهم في الحياة.