أزهار البياتي (الشارقة)
رياح «الهيبيز» هبت على أسبوع الموضة الأخير في ميلانو، مؤثرة في كثير من اتجاهات الأزياء العالمية المقبلة، لتميزها بصخب الألوان والطبعات، وتحررها من قيود الكلاسيكية؛ وكان عرض دار الأزياء الإيطالية العريقة «إيميليو بوتشي» تجسيداً لذلك الاتجاه، فقد عكست مجموعتها للملابس الجاهزة لموسمي ربيع وصيف 2015، أسلوب الهيبيز من حيث كثرة الألوان وبساطة التصميم.
وبتأثير واضح من عقدي الستينيات والسبعينيات ظهرت المجموعة الأخيرة لـ«إيميليو بوتشي» مفعمة بكثير من السمات النابضة بالحياة، لتضم قطعاً ذات طبّعات وتصاميم لافتة، اعتمدها مصمم الدار الحالي الإيطالي بيتر دونداس وفق إطار جديد، مظهراً فتيات «بوتشي» متحررات تشع من وجوهن حيوية واضحة، وهن متشحات بنماذج صاخبة من الملابس التي تستعيد أسلوب جماعة «الهيبيز»، وفلسفتها الفوضوية، ليصوغها حسب رؤيته الخاصة، ويحولها إلى نمط من الجمال العفوي والأناقة المريحة، ويمتعها بخطوط متحركة مع تفاصيل غاية في الخصوصية.
والمتابع لطراز دونداس سيقرأ بين السطور ثقافته ولمساته المختلفة في تناول الأزياء، مضيفاً إلى «إيميليو بوتشي» مزيداً من الجرأة، وفق مخرجات عصرية بينّت براعته في هذا المجال.
وقدم دونداس فساتين شيفونية فضفاضة بألوان تعبر عن بهجة ألوان الربيع ودفء شمس الصيف، مضيفاً إليها مزيداً من الترف من خلال قلائد من الفضة والحجارة الملونة. وتميزت المجموعة بمسطرة لونية قوية، برز من بينها البرتقالي النضر، والأحمر الساطع، والبنّي الكراميل.
وظهر في هذه التشكيلة خامات متعددة جسدت أفكار المصمم منها الشيفون المطبوع، والحرير السادة، والدانتيل المخّرم، مع حياكة الكورشية، صاحبتها أقمشة أخرى موشاة بالخرز والأحجار الملونة والباييت، مع مطرزات حريرية مشغولة يدوياً.
واختار دونداس أن تضم مجموعته الجديدة باقة متنوعة من التصاميم، منها الفساتين القصيرة، ومنها الطويلة، بالإضافة إلى تشكيلة من البنطلونات ذات الخصر المنخفض تعلوها قمصان خفيفة من الحرير والشيفون، مع نموذج بديع للصديري المزخّرف، والمشغول يدوياً بتخريمات ملونة، كما كان هناك حضور كبير لنمط الأهداب المتحركة التي زينت عديداً من القطع، كالشالات.
ظاهرة
اجتماعية
الهيبز ظاهرة اجتماعية كانت بالأصل حركة شبابية نشأت في الولايات المتحدة في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، ثم انتشرت في باقي الدول الغربية. وتعتبر هذه الحركة مناهضة للقيم الرأسمالية، حيث ظهرت بين طلبة جامعات في الولايات المتحدة كظاهرة احتجاج على قيادة الكبار ومظاهر المادية والنفعية وثقافة الاستهلاك، فتمردوا على هذه القيم ودعوا إلى عالم تسوده الحرية والمساواة والحب والسلام. وميزوا أنفسهم بإطالة الشعر والملابس المهلهلة والفضفاضة والتجوال في مختلف الأنحاء كتعبير عن قربهم من الطبيعة. إلا أن الجماعة سقطت في فخ المخدرات والجنس وموسيقى الروك، مما أسهم في تراجعها.
عدد اليوم
