الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسلمو العالم...ومؤشرات الطفرة الديموغرافية

مسلمو العالم...ومؤشرات الطفرة الديموغرافية
28 يناير 2011 22:16
مايكل بورشتاين محلل سياسي أميركي من المتوقع أن يرتفع عدد المسلمين في العالم بمعدل ضعف غير المسلمين خلال العقدين المقبلين، وفقاً لتحليل ديموغرافي واسع أجري مؤخراً، ويتوقع له أن يثير جدلاً حوله في كل من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. ووفقاً للاستنتاجات التي توصلت إليها الدراسة الديموغرافية الجديدة، فإذا ما استمر الاتجاه الحالي في نمو الكثافة السكانية للمسلمين وغيرهم على المستوى العالمي، فسوف يتجاوز عدد المسلمين في الولايات المتحدة ضعف عددهم الحالي 2.6 مليون نسمة (في عام 2010)، إلى 6.2 مليون مسلم في عام 2030. كما يتوقع أن يرتفع عدد المسلمين المولودين في أميركا من نسبة 35 في المئة اليوم، إلى 45 في المئة بحلول عام 2030. وربما تكون هذه الدراسة التي حملت عنوان "مستقبل الكثافة السكانية المسلمة عالمياً"، أول دراسة من نوعها تسعى إلى مسح نمو الكثافة السكانية للمسلمين في معظم دول العالم وبلدانه. يجدر بالذكر أن هذا المسح السكاني لمسلمي العالم، أجرته مؤسستان عملاقتان غير ربحيتين وتبديان اهتماماً واضحاً بالأديان عموماً هما:مركز "بيو" للأبحاث، ومؤسسة "جون تيمبلتون"، وتشمل التنبؤات الأخرى التي حوتها الدراسة فيما يتعلق بموضوعها الرئيسي، أن يرتفع عدد المسلمين في بعض الدول الأوروبية إلى أرقام مضاعفة قياساً إلى الكثافة السكانية للمسلمين حالياً في هذه الدول، لا سيما في فرنسا وبلجيكا، حيث تنبأت الدراسة بارتفاع كثافة المسلمين فيهما إلى نحو 10.3 في المئة من مجموع السكان بحلول عام 2030. كما تنبأت الدراسة بأن تتفوق باكستان في العام المذكور على إندونيسيا التي لا تزال أكبر دولة مسلمة من ناحية الكثافة السكانية. غير أن الدراسة توقعت أيضاً أن تواصل معدلات النمو والخصوبة في العالم الإسلامي تراجعهما، على عكس اتجاه النمو والارتفاع الحالي. ومن شأن هذا التحليل الديموغرافي أن يثير منتقدي الإسلام في أوروبا والولايات المتحدة، الذين يعتقدون أن الدين الإسلامي غريب على القيم الغربية وأن عدد المسلمين المتطرفين في ازدياد مطرد. ولكن ربما تسهم النتائج التي توصل إليها التحليل في تهدئة مخاوف منتقدي الإسلام وغيرهم، وذلك بطمأنتهم على أن عدد المسلمين في الدول الغربية سوف يبقى صغيراً نسبياً في نهاية الأمر. كما أوضحت الدراسة التي استخدمت خليطاً مذهلاً من مصادر المعلومات العامة والخاصة، أنه ليس متوقعاً لأسرع نمو سكاني في أوساط المسلمين أن يحدث تغييرات ديموغرافية كبيرة في معظم أنحاء العالم. يذكر أن نسبة 82 في المئة من مسلمي العالم تقيم في آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأن الدراسة تنبأت بأن تنخفض هذه النسبة إلى حوالي 79 في المئة بحلول عام 2030. ووفقاً لإحصاءات الدراسة، فإن المسلمين يمثلون نسبة 23.4 في المئة من مجموع سكان العالم البالغ عددهم حوالي 6.9 مليار نسمة. لكن وبحلول عام 2030، يتوقع لنسبة المسلمين أن ترتفع إلى 26.4 في أوروبا، التي تقيم فيها نسبة 2.7 في المئة من مسلمي العالم. وتوقعت الدراسة أن تحافظ هذه النسب الأخيرة على استقرارها. وعلى حد قول فيليب جنكينز -باحث في تاريخ الأديان واشتهر بكتاباته عن المسيحية والإسلام-فإن من شأن هذه الدراسة أن تسهم في تبديد المزاعم الهستيرية التي يدعيها البعض عن حجم ونمو الكثافة السكانية المسلمة عالمياً. بيد أن الباحثين الذين شاركوا في إجراء هذه الدراسة وصياغة تقريرها النهائي، لاحظوا أن للاستنتاجات التي توصلوا إليها حدوداً. ففي الصفحات الافتتاحية الأولى للتقرير، ورد حديث واضح عن أن للتنبؤات التي حواها التقرير عدداً من المسائل غير المؤكدة، بما فيها المسائل السياسية. ذلك أن من شأن أي تغيرات في المناخ السياسي في أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال، أن تترك أثراً هائلاً على هجرة المسلمين إلى هذه الدول. ولكن هناك تساؤلات وملاحظات عديدة أثيرت عن الدراسة ودوافعها. فقد تساءلت أماني جمال -أستاذة العلوم السياسية بجامعة برينستون، التي عملت مستشارة لمشروع الدراسة- قائلة: قبل موافقتي على العمل مستشارة لمشروع المسح الديموغرافي هذا، كنت قد سألت المشاركين في إعداد الدراسة عن دوافع إجرائها في الأساس. فهل المقصود منها عزل المسلمين والتمييز ضدهم؟ غير أن "أماني" قالت إنها تناست تلك الهواجس وانتهت إلى النظر بإيجابية إلى مشروع يهدف إلى مسح ديموغرافي ذي طبيعة دينية لسكان العالم. وقالت "أماني" وغيرها من الباحثين المهتمين بدراسة أحوال المسلمين من مختلف جوانبها، ظلوا يواجهون تحديات كبيرة في عملهم منذ هجمات 11 سبتمبر. فأياً يكن المجال الذي نبحث فيه-والحديث لا يزال للباحثة أماني- دائماً ما يتم تصنيفنا إما كوننا من مروجي بضاعة الخوف من بعبع الإسلام، أو أننا من فئة المبررين والمعتذرين نيابة عن المتطرفين والإرهابيين. ومن ناحيته قال "جن كاسترلاين" -مدير مبادرة الأبحاث السكانية بجامعة ولاية أوهايو- إن مسألة تقسيم سكان العالم إلى مسلمين وغير مسلمين باتت لا مفر منها. وعلى رغم الانتقادات التي وجهها الدكتور "كاسترلاين" إلى ضيق الإطار البحثي الذي عملت عليه الدراسة، فإن من رأيه أن ذلك لا يقلل من القيمة العلمية للاستنتاجات والتقرير النهائي للدراسة. وعلى حد قوله، فإن من المغالاة بعض الشيء القول بأن تقسيم سكان العالم إلى مسلمين وغير مسلمين هو الحدث الأكثر أهمية الآن في مجال البحث العلمي السكاني. غير أن تقسيماً كهذا يظل يحتفظ بأهميته سواء بالنسبة لسكان العالم كافة، أم للمسلمين على وجه الخصوص. وبذلك أكد "كاسترلاين" أهمية تحديد الهوية الدينية لسكان العالم. وفي هذا الصدد أشار المتحدث إلى أن هناك مناطق ودولاً في العالم، يكتسب فيها تحديد الهوية الدينية للسكان أهمية سياسية كبيرة، وضرب مثالاً على ذلك إسرائيل. ووفقاً للتنبؤات التي أوردتها الدراسة، من المتوقع أن ترتفع نسبة المسلمين في إسرائيل من 14 في المئة في عام 1990، إلى 23 في المئة بحلول عام 2030. كما أن للهوية الدينية للسكان أهمية سياسية كبيرة في دولة مثل نيجيريا، التي تتعادل فيها نسب المسلمين والمسيحيين، ومع ذلك تنشأ فيها نزاعات أهلية عنيفة على أساس ديني! ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفس"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©