الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كتاب جديد يقدم باقة من شعر الخليج الحديث

كتاب جديد يقدم باقة من شعر الخليج الحديث
28 يناير 2011 22:18
أصدرت دار الكتب الوطنية التابعة لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث كتاباً باللغتين العربية والانجليزية، بعنوان “قصائد معاصرة من الجزيرة العربية” ضم منتخبات من قصائد شعراء من الخليج العربي بمختلف صنوف الشعر وأغراضه وتراكيبه في 155 صفحة من القطع الكبير، قام بأعداده وترجمته الدكتور شهاب غانم والدبلوماسي السلوفاكي بيتر جولدوش. اختير من الإمارات الشعراء شهاب غانم وحبيب الصايغ وخالد بدر وعادل خزام وأحمد راشد ثاني ومنى مطر ونجوم الغانم، ومن البحرين قاسم حداد وحمدة خميس وعلي الشرقاوي، ومن الكويت سعاد الصباح وخليفة الوقيان ومحمد المشاري وعلي السبتي ومحمد الفايز، ومن عمان سيف الرحبي وهلال العامري وعبدالله الريامي، ومن قطر زكية مال الله وسعاد الكواري ومحمد خليفة العطية، ومن السعودية غازي القصيبي وحسن القرشي وأحمد الصالح وفوزية أبوخالد وعبدالله باشراحيل وثريا العريض، ومن اليمن محمد عبده غانم وعبدالله البردوني وعبدالعزيز المقالح وهدى أبلان وفاطمة العشبي. ويفتتح جولدوش الكتاب بمقالة تحمل عنوان “العلاقة بالآخر تبدأ بفهمه”، يقول فيها “إن الشعر الشرقي راسخ وقد أسر جماله بكثير من الكتاب والمفكرين في أوروبا الوسطى وأثر بهم على حد سواء، ومن الأمثلة البارزة على ذلك بالاسي (1554 - 1594)، وهو ارستقراطي وجندي وشاعر مثل الروح الحقيقية لعصر النهضة وقد تأثر بالشعر الشرقي”. وأضاف “في عالم يتداعى يجد المرء في الشعر بعض الحس الباقي بالنزاهة، هذه الرسالة التي نقلها حافظ الشاعر الكلاسيكي الفارسي المعروف”. ويقول جولدوش “بحسب قول عربي مأثور، فإن الكتب هي كالقلوب في أيدي البشر”. ويحفل الكتاب بقصائد قصار لشعراء حداثيين وقد اختيرت قصيدة “حتى لا “ للشاعر حبيب الصايغ التي يقول فيها: حفرة العمر سحيقة ومظلمة وأنا أنزل فيها درجة درجة حتى لاتتعثر رجلي واقع على ظهري من شدة الضحك. تمثل القصيدة أقصى حالة من المأساوية والتراجيديا المظلمة التي تنكشف عن ملهاة، وكأننا في مشهد مسرحي قصير يضيء مساحة من العمر ويلخصها في بضع كلمات. وفي قصيدة أحجار يقول خالد بدر: حين خرجت بعد الحمام الساخن والبخار ينبعث منك كنتِ ترسلين النظر محدقة في النافذة وتتعثرين في سيرك كي تَعدّي البخور أعرف أنك تفكرين في الأحجار تلك التي جمعتها من مجرى النهر البارد في (تينيسي) والتي عليك تركها خلفك عند الرحيل. وقد نتساءل مع قصيدة خالد بدر، كم هو المدى الذي استطاع السرد أن يمد القصيدة بزخم كبير، حتى أن القصيدة أصبحت أشبه بالقصة القصيرة جداً لولا هذا الإيحاء الأخير الذي جعلها تطير الى مستوى تأويلي أبعد من الحقيقة التي بدأت بها. وتأتي قصيدة سعاد الصباح “أنثى 2000” لتقول فيها: قد كان بوسعي مثل جميع نساء الأرض مغازلة المرآة قد كان بوسعي أن أحتسي القهوة في دفء فراشي وأمارس ثرثرتي في الهاتف دون شعور بالأيام.. وبالساعات ... ويعقبها الشاعر العماني سيف الرحبي في قصيدته “شاي”: اليوم تصنعين لي شاي الصباح قبل عشرين عاماً صنعت لي القهوة التي أقلعت عنها مؤخراً وبالأنامل نفسها وبالخوف الذي ازدهت أعمارنا في ظلاله. أما الشاعرة اليمنية هدى ابلان فتكتب قصيدة “صرة”: فتحت صرّة الروح.. حزمت بعثرتي وأحلامي التي بقيت صغيرة وفاكهة من تعب قديم ووجهاً مجففاً “وحيداً” لففتها كلها بحبل خطوتي التي بقيت طويلة وأقفلتها بدمعتين . ويلاحظ على مجمل القصائد التي اختيرت أنها تمتلك أسلوباً سردياً زمانياً بعيداً عن الوصف المكاني للأشياء بالإضافة الى أنها مقيدة بالخطاب الذاتي عبر ضمير المتكلم هذا مع امتلاكها نبرة مأساوية يدخل فيها الموقف الواعي لحالة الحزن التي تشربت الشاعر الحديث. في هذا الكتاب وعي بالاختيار واهتمام استثنائي برموز شعرية مهمة وبترجمة تقدم للقارئ العربي والغربي ثقافة وإنجاز شعراء من الخليج يسهمون في تقديم الروح الشاعرة في هذه المنطقة المهمة من العالم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©