الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الشاكر» يضاعف الأجر لعباده الشاكرين

«الشاكر» يضاعف الأجر لعباده الشاكرين
7 نوفمبر 2013 21:29
القاهرة (الاتحاد)-من أسماء الله الحسنى اسم الشاكر، فقد سمى الله به نفسه، ومعناه المادح لمن يطيعه المثني عليه، المجازي على الحسنة بأضعافها، يزكو عنده القليل من الأعمال، فيضاعف به الجزاء وكأن الشكر من الله تعالى هو إثابته الشاكر على شكره. والشكر هو الثناء الجميل على الفعل الجليل حتى لو كان قليلا، والله سبحانه شاكر فيرضى بأعمال عباده، وإن قلت وهذا تكريم لهم حيث يقبل منهم أقل من حقه عليهم، ويتفضل بمضاعفة ما لهم من أجر ويمحو بمشيئته ما عليهم من وزر. واسم الله الشاكر يدل على صفة من صفات الأفعال اللائقة به سبحانه، ورد في القرآن الكريم في موضعين، في قوله تعالى: إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم، «البقرة: 158»، وقوله: ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما، «النساء: 147». زيادة النعم والشاكر من يشكر على العطاء، والله سبحانه شاكر يجازي العباد على أعمالهم ويزيد في أجورهم، فيقابل شكرهم بزيادة النعم في الدنيا وواسع الأجر في الآخرة، قال تعالى: «فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون»، البقرة: 152، وقال: وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد، إبراهيم: 7، والله سبحانه شاكر يرضى بأعمال العباد وإن قلت تكريما لهم ودعوة للمزيد، مع أنه سبحانه قد بين لهم ما لهم من وعد أو وعيد، لكنه يتفضل بمضاعفة الأجر ويقبل التوبة ويمحو ما يشاء من الذنوب، والله غني عنا وعن شكرنا لا يفتقر إلى طاعتنا أو شيء من أعمالنا لكنه يمدح من أطاعه ويثني عليه ويثيبه. قال الإمام السعدي، وقد يجزي الله العبد على العمل بأنواع من الثواب العاجل قبل الآجل، فإذا قام عبده بأوامره، وامتثل طاعته أعانه على ذلك، وأثنى عليه، وجزاه في قلبه نورا وإيمانا وسعة، وفي بدنه قوة ونشاطا وفي جميع أحواله زيادة بركة ونماء، وفي أعماله زيادة توفيق. مضاعفة الحسنات ومعنى اسم الله «الشاكر» أنه سبحانه يعين عباده المؤمنين على فعل الخيرات، ويضاعف لهم الحسنات ويقبلها منهم ويثيبهم عليها ويعطي على العمل اليسير الثواب الجزيل وينجيهم بفضله ورحمته من كل مكروه ويحقق لهم كل محبوب ومرغوب وهو الغني عنهم لأنه هو غفور شكور وشاكر عليم. وجاء في كتاب «شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة»، أنه من أسماء الله تعالى «الشاكر» الذي لا يضيع سعي العاملين لوجهه بل يضاعفه أضعافا مضاعفة، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، وقد أخبر في كتابه وسنة نبيه بمضاعفة الحسنات الواحدة بعشر إلى سبع مئة إلى أضعاف كثيرة، وذلك من شكره لعباده، وهو الذي وفق المؤمنين لمرضاته ثم شكرهم على ذلك وأعطاهم من كراماته، ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وكل هذا ليس حقا واجبا عليه، وإنما هو الذي أوجبه على نفسه جودا وكرما . ومذهب أهل السنة والجماعة أنه ليس للعباد حق واجب على الله وأنه مهما يكن من حق فهو الذي أحقه وأوجبه ولذلك لا يضيع عنده عمل قام على الإخلاص. والشاكر عز وجل لا يضيع عنده عمل عامل بل يضاعف الأجر ويقبل اليسير من العمل ويعطي الكثير من الثواب، الذي يشكر لعباده طاعتهم. الثواب الكامل ويلاحظ العلماء أن اسم الله «الشاكر» قد اقترن باسمه «العليم» سبحانه وهذا يفيد أنه تعالى يثيب على القليل بالكثير، مع علمه التام المحيط بقدر الجزاء، فلا يبخس أحدا ثوابه، ومع أنه شاكر، فهو عليم بمن يستحق الثواب الكامل، بحسب نيته وإيمانه وتقواه، ممن ليس كذلك، عليم بأعمال العباد، فلا يضيعها، بل يجدونها أوفر مما كانت، وهو الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا، ويشكر القليل من العمل الخالص، ويعفو عن الكثير من الزلل، بل يضاعفه أضعافا مضاعفة بغير عد ولا حساب. ومن شكره أنه يعطي بالعمل في أيام معدودة نعيما في الآخرة غير محدود، «كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية»، «الحاقة: 24». ولأن الله تعالى هو الشاكر إن ذكرته ذكرك لكن ذكر الله لك غير ذكرك له، ذكر الله لك أكبر من ذكرك له، إنك أن ذكرته أديت واجب العبودية لكنه إن ذكرك منحك نعمة الأمن، «فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون»، ولا يتمتع بنعمة الأمن الحقيقي إلا المؤمن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©