الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الحوارات البناءة الضمان المثالي لمستقبل الصحة في دولة الإمارات

الحوارات البناءة الضمان المثالي لمستقبل الصحة في دولة الإمارات
18 فبراير 2017 23:41
لا يتطلب القول بأن مفتاح سعادة الإنسان يكمن في صحته إلى الكثير من الإثباتات، فالحياة الصحية والسليمة تمنح الإنسان شعوراً بالثقة بالذات والطاقة والتفاؤل، حيث أثبتت الدراسات بأن الأفراد الأصحاء هم ذاتهم الموظفون الأكثر إنتاجية واندفاعاً. ومن مقولات الفيلسوف أرسطو «المجتمع يسبق الفرد دون أن يلغيه»، وهنا يمكننا أن نلحظ بأن السعي من أجل تحسين صحة الفرد بمعزل عن مجتمعه يعتبر من المغالطات، إذ أن صحة الفرد ترتبط بشكلٍ مباشر مع صحة المجتمع. ويعيش السكان الذين يتمتعون بصحة أفضل حياة أطول وأكثر إنتاجية، وبالتالي يمكن اعتبار السكان الأصحاء مفتاحاً لاستمرار التنمية الاقتصادية في أي دولة. وفي خضم التحولات التي تشهدها دولة الإمارات نحو اقتصاد معرفي متنوع ومرن ذي قدرة تنافسية عالية، تعتبر صحة المجتمعات ككل من أبرز الأولويات، فازدهار الدولة على المدى الطويل يعتمد على قدرتها في الاستفادة من كامل إمكانات السكان، فضلاً عن مواصلة استكشاف طرق مبتكرة لرعاية وتأهيل المواهب. ويعتبر بناء مجتمعات صحيّة ومستدامة من العناصر المهمّة التي تمكّن الدولة من تحقيق الأهداف التي وضعتها ضمن رؤية 2021. وبناءً على ذلك تبذل «ضمان» في إطار التزامها بالمسؤولية الاجتماعية أقصى جهد للعب دور محوري في تمهيد الطريق أمام التغيير الإيجابي في صحة المجتمع، بغية ضمان عيش السكان بحالة صحيّة أفضل. ولم يعد الكلام وحده مجدياً بعد الآن، فنحن الآن أمام حقيقة راسخة تؤكد بأن أمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة والسكري آخذة بالازدياد في الدولة، رغم ارتفاع وتيرة التدابير الوقائية وإطلاق بعض حملات التوعية واسعة النطاق. ولم يعد من المقبول أن يكتفي مقدمو خدمات الرعاية الصحية والتأمين بإطلاع الرأي العام على الأخطار التي يمكن لأنماط الحياة غير الصحية أن تسببها، آملين أن يؤدي ذلك إلى التغيير في سلوكهم، حيث أثبتت هذه الخطوات عدم جدواها، ولا بد من تغيير استراتيجياتنا. وفي هذا السياق، نظمت الشركة الوطنية للضمان الصحي - ضمان - في أكتوبر الماضي مؤتمر «بناء مجتمعات صحية» الذي جمع أبرز الخبراء العالميين في القطاع، بغية تسليط الضوء على أفضل الممارسات العالمية في مجال الصحة المجتمعية والرفاهية، والذي لم يقتصر على كونه مجرد منصة للحوار وتبادل المعرفة، بل تعداه ليمثّل دعوة للمجتمع بأكمله إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية، ويتيح الفرصة للخبراء لوضع الاستراتيجيات وبدء التعاون لضمان مستقبل الصحة في الدولة. وركّزت «ضمان» عند اختيارها للمتحدثين خلال المؤتمر على تجنّب أساليب التسويق التقليدية التي تشجّع على فقدان الوزن، وعملت بدلاً من ذلك على جذب الخبراء الذين يدعون إلى اتباع أساليب أكثر ابتكاراً. إن هذا لا ينفي جدوى الأساليب السابقة، ولكن من الواضح أن السمنة لا تزال إحدى القضايا الصحية الأكثر إلحاحاً التي تواجه المجتمع، وعليه فإن تبني أفكار جديدة ومبتكرة يعتبر ضرورة وأولوية. وضمّت قائمة المتحدثين خلال المؤتمر عدة شخصيات فاعلة، مثل جون دوشينسكي، مؤسس تحدي دلو الثلج، المبادرة التي جمعت أكثر من 30 مليون دولار لدعم أبحاث مرض التصلب العضلي الجانبي الضموري من خلال وسائل التواصل الاجتماعي فقط. ويرى دوشينسكي أن الأسلوب الأمثل لتمهيد الطريق أمام التغيير الفعلي تكمن في تشجيع الحوارات البناءة حول قضايا تثير اهتمام الناس ضمن المجتمع. كما استضافت «ضمان» في مؤتمرها ميك كورنيت، عمدة مدينة أوكلاهوما الأميركية، الرجل الذي ألهم مجتمعه ليخسر مليون رطل (نحو نصف مليون كيلوغرام)، التي نجحت في جذب سكان المدينة للمشاركة على نطاق شعبي واسع، ليخسر أكثر من 52 ألف شخص وزناً إجمالياً يبلغ مليون رطل. ويعود نجاح هذه المبادرة بشكل مباشر إلى اتباعها لنهج تعاوني جمع كل قطاعات المجتمع ومكنهم من العمل سويّةً من أجل الصالح العام. لقد شكّل مؤتمر «بناء المجتمعات الصحيّة» أول خطوة نوعية نحو دعم مشاركة أهم الجهات الفاعلة ضمن القطاع في دولة الإمارات بالتحديات الملحة المتعلقة بالصحة، وأثبت أنه لا يمكننا الاعتماد على الأفراد فقط لتحقيق الصحة المجتمعية للدولة، كما لا يمكن للجهات تحقيق هذا التحدي الكبير بمفردها. إن بناء المجتمعات الصحيّة لا يتعلق بخسارة بضعة كيلوغرامات أو الشروع بنظام جديد للياقة البدنية، بل يتعداه لكونه العمل الجماعي المنظم من أجل تحقيق صالح البلاد وضمان مستقبل مشرق للأجيال القادمة. فضمان صحة السكان والمجتمع والدولة ككل العنصر الأساسي الذي يضمن قدرة دولة الإمارات على مواصلة الابتكار والازدهار ودعم تطوير اقتصاد قائم على المعرفة ذي إنتاجية عالية. ولا بد من التأكيد هنا على أننا نتشارك المسؤولية، أفراداً وجماعات، لضمان مستقبل زاهر لأمتنا، وينبغي علينا أن نتشارك بطموحاتنا لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات الصحيّة التي تواجهنا. الدكتور مايكل بيتزر الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للضمان الصحي – ضمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©