الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

حرب «محركات الإبداع» بين هوندا وكاهيل تشعل نهائي الأحلام

حرب «محركات الإبداع» بين هوندا وكاهيل تشعل نهائي الأحلام
28 يناير 2011 22:20
دبي (الاتحاد) - انتزع كيسوكي هوندا لقب “المحرك الأقوى” في صفوف المنتخب الياباني منذ نهائيات مونديال 2010 الذي أقيم في جنوب أفريقيا، وهو من نوعية اللاعبين الذين يمكنهم القيام بدور صانع الألعاب والهداف، وبرهن النجم الياباني في كأس أمم آسيا المقامة حالياً في الدوحة على أهمية الدور المحوري الذي يقوم به في صفوف الساموراي الأزرق، وفي المقابل يملك الأستراليون مفتاحاً مؤثراً يمكنه أن يصنع الفارق في أصعب الظروف، وهو تيم كاهيل الذي يتشابه دوره إلى حد بعيد مع الأدوار التي يلعبها هوندا في صفوف اليابان، ومن ثم سوف تتوجه الأنظار، وتتعلق آمال الجماهير اليابانية والأسترالية بما يمكن أن يقدمه هوندا وكاهيل في النهائي الآسيوي الكبير . تمكن هوندا من دخول تاريخ الكرة اليابانية من الباب الواسع، فقد نجح في تسجيل الهدف رقم 1000 لمنتخب بلاده في الدور الأول أمام سوريا خلال المباراة التي انتهت بفوز الساموراي على نسور سوريا 2 – 1 ، وعقب المباراة قال رئيس اتحاد الكرة الياباني انه يفكر في الحصول على الحذاء الذي استخدمه هوندا في المباراة المذكورة لوضعه في متحف تاريخ الكرة اليابانية لكي تتعرف الأجيال القادمة على اللاعب الذي أحرز الهدف رقم 1000 . ولا حديث الآن في أروقة البطولة الآسيوية بالدوحة إلا عن العروض التي تنهال على هوندا من أندية ليفربول، وأرسنال، وأستون فيلا، وغيرها من الأندية الأوروبية الكبيرة، إلا أن اللاعب وبعقلية المحترف قال انه يشعر بالاستقرار مع فريقه الحالي، ولا يفكر في الرحيل حالياً. في صيف العام الماضي تمكن هوندا ورفاقه من تغيير بعض المفاهيم التي تسيطر على عقلية الملايين حول العالم، حيث يصر البعض على اختزال الكرة اليابانية في الانضابط التكتيكي والسرعة والروح القتالية إلا ان نجم الوسط المهاجم “هوندا” أثبت أن الكرة اليابانية يمكنها أن تقدم للكرة العالمية اللمسات الفنية التي لا تقل عن أي منتخب آخر، وبرهن على ذلك في مونديال 2010، فقد تمكن هوندا صاحب التمريرات الدقيقة، والمراوغات المجدية، والرؤية الشاملة الهادئة للملعب من صنع الفارق مع منتخب بلاده ، ووصل “هوندا” إلى قمة تألقه بالحصول على لقب أفضل لاعب في مباراة اليابان والدنمارك التي نجح خلالها في قيادة منتخب بلاده لتلقين المنتخب الأوروبي الكبير درساً في فنون كرة القدم. وعاد هوندا ليتألق في مباراة دور الستة عشر أمام باراجواي، وحصل على لقب أفضل لاعب في المباراة التي انتهت لمصلحة المنتخب اللاتيني بركلات الترجيح، ليودع “هوندا” المونديال ببصمة تاريخية على المستوى الفردي بحصوله على لقب أفضل لاعب في مناسبتين، وهو شرف كبير قد لا يحصل عليه أفضل نجوم أميركا اللاتينية أو أوروبا. وقبل ساعات من المواجهة التاريخية في النهائي الآسيوي اليوم قال هوندا إنه يتوقع مباراة صعبة “مغلقة” لا تتسم بكثير من جماليات كرة القدم، وذلك لطبيعة المباريات النهائية المصيرية، ونظراً لطبيعة أداء المنتخبين التي تركز على تأمين الدفاع أولاً، كما توقع هوندا أن يتسم الأداء بالحرص والقوة البدنية قبل الاعتماد على المهارات الفردية. بطاقة “هوندا” تشير إلى انه من مواليد 13 يونيو 1986 (24 عاماً) ، هوندا بدأ مسيرته الكروية عام 1999 ناشئاً في صفوف جامبا أوساكا أحد أهم معاقل الكرة اليابانية، وبدأ مسيرته الاحترافية عام 2005 في صفوف ناجويا الياباني، ثم انتقل إلى فينلو الهولندي عام 2008، واستقر مع سسكا موسكو الروسي في صفقة تمتد 4 سنوات مقابل 6 ملايين يورو، وعلى المستوى الدولي نجح هوندا في تسجيل 7 أهداف في 25 مباراة دولية في حين تشير الإحصائية العامة لمشواره الكروي إلى مشاركته في 215 مباراة أحرز خلالها 45 هدفاً. لمحة إنسانية مثلما سجل هوندا بصمته على تاريخ الكرة اليابانية، كان لتيم كاهيل مبادرة إنسانية سوف يتذكرها الأستراليون كثيراً، فقد جذب أنظار العالم إلى كارثة الفيضانات التي اجتاحت بلاده، وتحدث عن قائلاً :”أتمنى أن يترجم ما فعلته في مباراة الهند إلى مساعدة حقيقية للآلاف من ضحايا الفيضانات في أستراليا، فخلال الوقت الذي كنت أستيقظ أنا ورفاقي الدوحة وننعم بنعمة الحياة، كان العشرات يواجهون الموت في بلادي، وغرقت بعض الملاعب التي لعبت عليها، وهو ما دفعني إلى التفكير في تقديم كل ما أستطيع للتخفيف من معاناة هؤلاء الضحايا”. ولا ينسى تيم كاهيل المحترف في صفوف إيفرتون الإنجليزي التضحيات التي قدمها “الأب” من أجل وضعه على أول الطريق في مشواره الكروي والاحترافي الذي توجه بالتألق على كافة المستويات، ولا يزال تأثير البدايات بما حملته من معاناة مالية واجتماعية يؤثر في سلوكيات وأخلاقيات النجم الكبير المولد في سيدني قبل 31 عاماً لأب من أصول إيرلندية وأم من جزر ساموا، فهو دائماً في طلعية حملات التبرعات للفقراء، وضحايا الكوارث الطبيعية، وغالباً ما يحرص على التصدي للمبادرات الإنسانية سواء في إنجلترا أو أستراليا، ويستغل شهرته لمد يد العون للمحتاجين، وكانت الطريقة الاحتفالية التي ظهر بها بعد الهدف الذي أحرزه مرمى المنتخب الهندي حينما وضع يديه على أذنه وكأنه يتحدث في الهاتف مجرد دعوة للملايين لاستخدام خطوط الهواتف المخصصة للتبرع لضحايا الفيضانات في أستراليا. بطاقة كاهيل تشير إلى انه من مواليد ديسمبر 1979، وبدأ مسيرته في صفوف ميلوال الانجليزي عام 1998، قبل أن ينتقل إلى إيفرتون في 2004، وخاض ما لا يقل عن 480 مباراة محرزاً 121 هدفاً، وعلى المستوى الدولي مثل أستراليا في بطولات كأس العالم، وكأس أمم آسيا في أكثر من مناسبة، ويملك في رصيده 51 مباراة دولية، أحرز خلالها 23 هدفاً، وها هو يقترب من تحقيق أهم لقب كروي في تاريخ أستراليا في حال نجح مع رفاقه في الفوز على منتخب الساموراي في المباراة النهائية اليوم. تمكن كاهيل خلال البطولة الحالية من رفع عدد أهدافه الدولية مع المنتخب الأسترالي إلى 23 هدفاً في 47 مباراة دولية، وهو أول لاعب في تاريخ الكرة الأسترالية يسجل هدفاً في كأس العالم، وقد حدث ذلك في مونديال 2006 بمرمى المنتخب الياباني، كما تشير السيرة الذاتية للنجم الأسترالي إلى انه كان على وشك الانضمام إلى المنتخب الإيرلندي في مونديال 2002 ، إلا أن لوائح “الفيفا” التي سمحت له بتمثيل منتخب “الميلاد” جعلته يفضل الانضمام إلى أستراليا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©