محمد وردي (دبي)
في اليوم الأخير من فعاليات الدورة الثامنة لـ«مهرجان دبي لمسرح الشباب»، استضاف المجلس مساء أمس الأول جلسة قراءة للعروض المتنافسة، قدمها الناقد ماهر منصور، وأدارها ياسر قرقاوي رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، مدير الفعاليات في هيئة «دبي للثقافة».
وعرض منصور مجموعة من الملاحظات للمناقشة مع الحضور، منها الإيجابي، مثل: النزوع إلى التجريب والبحث عن الخصوصية والتمايز. ابتعاد العروض عن القضايا الاجتماعية الصرفة وجنوحها إلى القضايا العربية والعروض ذات المضامين الفلسفية. التناوب على الأدوار في الاخراج والتمثيل والسينوغرافيا من قبل جميع الفنانين في جميع العروض.
أما الملاحظات السلبية، فمنها: نزوع العروض إلى الاستعراض في الموسيقى والرقص والغناء، غياب التميز بالأداء التمثيلي لدى معظم الشباب الجدد، عدم ملاءمة بعض الأدوار لبعض الممثلين، غياب الحضور النسائي بالمطلق عن ثلاثة عروض، غياب النصوص الشبابية عن المهرجان.
وجرى عقب الجلسة تكريم «شخصية العام المسرحية» الفنان حسن رجب، حيث قدم الحضور شهادات حية عن مسيرته الفنية، الزاخرة بالعطاءات المدهشة على مدى ثلاثة عقود ونيف.
وقال سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة «ندوة الثقافة والعلوم»، إن الإماراتيين يفخرون بشخصية متميزة، مثل الفنان حسن رجب، قدمت للفنون والثقافة بعامة، الكثير من الإبداعات الملهمة للأجيال الجديدة، مضيفاً أن تكريمه هو تكريم لأهل الثقافة ولجميع الإماراتيين.
وبدوره قال الدكتور صلاح القاسم المستشار الثقافية في هيئة «دبي للثقافة»، إن الفنان حسن رجب هو أحد رواد المسرح الإماراتي، الذين تركوا بصمة خاصة، سواء من خلال أعمالهم الفنية، أو من خلال «الورش» التدريبية، التي كان يشرف عليها ويعطيها الكثير من وقته وجهده. متسائلاً لماذا لا يستضاف على المنابر الإعلامية والمنتديات الثقافية والاجتماعية، وفي الجامعات للحديث عن مسيرته الغنية وتجربته الإبداعية العميقة.
إلى ذلك، قال وليد الزعابي مدير إدارة الفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، إن التكريم للفنان حسن رجب هو مستحق بجدارة، باعتباره أحد مؤسسي المسرح الإماراتي، مؤكداً أن الحديث عن مسيرته وتجربته الغنية يطول كثيراً، وهي معروفة ومشهودة من قبل الجميع، وربما تستدعي الكثير من الدراسات والأبحاث للإضاءة عليها كما يجب.
كما تحدث الفنان محمد غباش، معتبراً أن الفنان حسن رجب هو أحد أهم الفنانين الإماراتيين الذين عملوا على تعزيز العربية في المسرح منذ انطلاقته الأولى، وتشهد له مسرحيات «على جناح التبريزي»، و«بهلول والوجه الآخر»، و«حرم معالي الوزير» و«نهارات علول»، وغيرها من الأعمال، التي لا يمكن نسيانها أو تجاهلها. متسائلاً عن سبب التقصير في عرضها تلفزيونياً، لتقوم بدورها في تعميم الثقافة المسرحية الراقية بالفصحى.
وفي الختام، تكلم الفنان عن سيرته، ملاحظاً أنه لم يكن يحب المسرح، وأنه عندما نال الشهادة الثانوية، كان يحلم أن يكون طياراً حربياً. وتناول العروض من خلال دوره في «لجنة المشاهدة»، ملاحظاً أن جميع الشباب يحتاجون إلى التزود بالخبرات الثقافية، لأنهم جميعاً يعانون مشكلة المفاهيم والمصطلحات، حيث يتحدثون عن السوريالية أو الرمزية، ولا يفقهون منها شيئاً، وأكد أن المسرح الإماراتي الراهن نخبوي، ولن يقوم بوظيفته من دون دعم وتمويل رسمي كامل.
تلا ذلك، توزيع شهادات التكريم على المشاركين في ورشة النقد المسرحي، التي نظمتها هيئة «دبي للثقافة»، في إطار الاستعداد للمهرجان.
واختتمت فعاليات اليوم الأخير بعرض بصري، بعنوان «أرض الحياة» سيناريو وإخراج فريق من الناشئين، وإشراف ماهر هربش، اختزل الأول الواقع الإماراتي في زمن الصيد والغوص على اللؤلؤ، بمرافقة الغناء والموسيقى من المواويل الإماراتية القديمة، التي تحاكي تلك المرحلة، فأمتعت الحضور، وجعلتهم يتمايلون طرباً، والآخر حول المشهد الإماراتي الراهن في زمن الحاسوب والأبراج المتعالية.
عدد اليوم
