الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«طالبان» تشبه الانسحاب الأطلسي بهزيمة فيتنام

«طالبان» تشبه الانسحاب الأطلسي بهزيمة فيتنام
3 يناير 2013 12:50
كابول (أ ف ب) - أصدرت حركة طالبان الأفغانية أمس تقريرا اعتبرت فيه أن الانسحاب الغربي الوشيك من أفغانستان هزيمة واضحة وشبهته بانسحاب القوات السوفييتية من أفغانستان في العام 1989 ونهاية الحرب الأميركية في فيتنام. فيما توعد قلب الدين حكمتيار زعيم إحدى أكبر الجماعات المسلحة في مقابلة نشرت أمس بقتل أكبر عدد من الجنود الغربيين قبل انسحاب القوات الأطلسية في العام 2014. وفي تقرير بعنوان “نظرة سريعة على 2012” بثته بواسطة البريد الالكتروني، قالت طالبان إن قوات التحالف “فقدت كامل إرادتها في القتال وبدأت فعليا بعملية الانسحاب والانهزام”. وأضاف “نستطيع أن نقول بكل تأكيد إن العام 2012 في أفغانستان كان بالنسبة للاحتلال الحالي تماما مثل ما كان العام 1986 بالنسبة للاحتلال السابق”. ويعتبر العام 1986 نقطة تحول في التواجد السوفييتي في أفغانستان الذي استمر عشرة أعوام حين أجبرت هجمات المجاهدين موسكو على الوقوف في موقف الدفاع قبل أن تغادر قواتها البلاد نهائيا في العام 1989. وجاء في تقرير الحركة المسلحة “عندما واجهت أميركا الدمار المطلق في فيتنام، لجأت إلى معادلة “أعلن النصر واهرب” وترغب الآن في استخدام معادلة “انقل المسؤوليات الأمنية واهرب” هنا في أفغانستان”. وأضاف “وفي الواقع فإنهم يريدون الفرار من أفغانستان تماما كما فروا من فيتنام”. وخفضت قوات التحالف التي تقاتل ضد تمرد طالبان منذ 11 عاما، عديد القوات بنحو 30 ألف جندي في 2012 ومن المقرر أن تنهي مهمتها القتالية في 2014. وتقوم قوات التحالف الباقية في أفغانستان حاليا وعديدها 100 ألف عنصر بتدريب قوات الجيش والشرطة الأفغانية لضمان الاستقرار، فيما عينت الحكومة الأفغانية مفاوضين لبدء محادثات سلام مع طالبان. يقول قادة التحالف إن الأفغان يتولون حاليا نحو 75% من المسؤوليات العسكرية رغم أن الولايات المتحدة تجري محادثات الآن للإبقاء على قوة صغيرة في أفغانستان بعد العام 2014. وقالت الحركة “يمكن اختصار العام 2012 في جملة واحدة وهي “بداية فرار الغزاة”. وستتولى قوات الأمن الأفغانية مسؤولية مناطق تضم نحو 90% من عدد السكان في اطار عمليات نقل السلطات الأمنية التي ستجري في الأشهر المقبلة، بحسب ما صرح الرئيس حميد كرزاي هذا الأسبوع. وحذر محللون من خطر دخول البلاد في حرب أهلية واسعة بعد مغادرة قوات الحلف. من جانبه، توعد قلب الدين حكمتيار زعيم جماعة ما يسمى “الحزب الإسلامي” المسلح في مقابلة نشرت أمس بقتل أكبر عدد من جنود الحلف الأطلسي قبل انسحاب تلك القوات من أفغانستان في العام 2014. وصرح حكمتيار، رئيس الوزراء السابق الذي يتزعم ثاني أكبر جماعة مسلحة في البلاد، لصحيفة “ديلي تلجراف” إن شن هجمات جديدة سيبعث تحذيرا “إلى الآخرين الذين ينتظرون لغزو أفغانستان”. وقال في المقابلة التي جرى تصويرها بالفيديو تضمنت أسئلة وجهت إليه عبر وسيط إنه “قبل انسحاب القوات الغازية، يود المجاهدون أن يَشهدوا بأعينهم شيئا يُعلِّم الغزاة ألا يفكروا بدخول البلاد بهذه الطريقة مرة أخرى”. وحذر حكمتيار الذي تصنفه الولايات المتحدة “إرهابيا عالميا” من أن أفغانستان يمكن ان تدخل حربا أهلية دامية بعد انسحاب قوات الحلف التي بقيت في البلاد مدة 13 عاما بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة”. وقال حكمتيار الذي ظهر في الفيديو بلحية بيضاء وعمامة سوداء إن “الحقيقة هي أن الحكومة فشلت. ربما يصبح الوضع فظيعا بشكل لم يتوقعه أحد بعد 2014”. ويأمل الحلف الأطلسي في تدريب 350 ألف جندي وشرطي أفغاني بنهاية العام 2014 لتولي المسؤولية الأمنية. إلا أن الثقة بين الاثنين تقوضت بسبب الهجمات “الداخلية” التي يشنها جنود أفغان على زملائهم من الحلف الأطلسي وأدت إلى مقتل أكثر من 60 جنديا أجنبيا في 2012، فيما أعاقت العديد من المشاكل عملية نقل السلطة إلى القوات الأفغانية ومن بينها ترك العديدين لتلك القوات. وأشار حكمتيار إلى أن “الحزب الإسلامي” الذي عرف بحصاره الدامي لكابول في التسعينات، قد خفف من بعض سياساته المتشددة مثل حظر تعليم النساء. ودان حكمتيار حظر طالبان الباكستانية تعليم البنات والذي سلط عليه الأضواء في أكتوبر الماضي عندما حاول مسلحو الحركة قتل الطفلة الباكستانية ملالا يوسفزاي (15 عاما) بسبب معارضتها لسياسة طالبان بمنع الفتيات من الحصول على التعليم. وأكد أن الحزب الإسلامي “يعتبر التعليم ضروريا للفتيات كما هو للصبيان”، إلا أنه يعارض الدراسة المختلطة. وانتقد حكمتيار كذلك الأمير البريطاني هاري الذي يؤدي الخدمة في أفغانستان منذ سبتمبر كطيار لمروحية اباتشي، ووصفه بأنه “ابن آوى” يؤدي خدمته وهو “ثمل”. وقال إن “الأمير البريطاني يأتي الى أفغانستان ليقتل الأفغان الأبرياء وهو ثمل”. ورفضت متحدثة باسم مكتب الأمير هاري التعليق على تلك التصريحات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©