الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تستعد للكشف عن إصلاحات اقتصادية كبرى

الصين تستعد للكشف عن إصلاحات اقتصادية كبرى
7 نوفمبر 2013 21:45
بكين (د ب أ) - يبدأ الحزب الشيوعي الحاكم في الصين غدا السبت مؤتمرا مهما، قالت وسائل الإعلام المحلية إنه سيشهد مناقشات حول أكبر مجموعة من الإصلاحات تشهدها الصين منذ بدأ الحزب الحاكم سياسة التحرير الاقتصادي عام 1978 بعد عقد كامل من السياسات المتشددة. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن «الاقتصاد المتعثر والتشابك بين اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء والفساد المنتشر وتزايد الصراعات الاجتماعية يضع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان وصاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم أمام مفترق طرق». وأضافت أن «القيادة الصينية تدرك ذلك» وأنها ستكشف عن» سياسات اقتصادية قوية» بعد اجتماعات اللجنة المركزية للحزب الشيوعي التي ستبدأ السبت وتستمر أربعة أيام. وتتكون اللجنة المركزية من 376 عضوا من بين 85 مليون عضوا في الحزب. وبالفعل فقد بدأت عشرات التعليقات في وسائل الإعلام المحلية تمهد لهذه التغييرات الكبيرة. وذكرت شينخوا في تعليق آخر إن التغييرات «يمكن أن تكون على مستوى تلك الإصلاحات الاقتصادية التي شهدتها الصين عام 1978». وكان الرئيس الصيني شي جينبينج في كلمته أمام قادة مجموعة الدول العشرين الكبرى في سبتمبر الماضي، إن بلاده ستقوم بإصلاحات كبيرة. وأضاف أن الصين «ستلتزم تماما بالقواعد الأساسية للسوق في تخصيص الموارد» مع تحسين نظامها المالي والسماح بحرية أكبر في سوق الصرف ودعم تحرير التجارة والاستثمار والتأكد من فتح السوق الصينية أمام الشركات الأجنبية بصورة أكبر. وقال إنه «لكي يتم حل التحديات طويلة المدى التي تواجه التنمية الاقتصادية في الصين يجب تطبيق إصلاح هيكلي حتى وإن كان ذلك سيؤدي إلى تباطؤ وتيرة نمو الاقتصاد الصيني». كان معدل نمو الاقتصاد الصيني قد بلغ العام الماضي 7,7% وهو أقل معدل منذ 1999. وتشير التوقعات إلى انخفاض معدل النمو إلى 7,6% خلال العام الحالي. وقال رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانج مؤخرا إن الحكومة تواجه «تحديا كبيرا» من أجل زيادة النمو في الوقت الذي عليها العمل عن إبقاء معدل النمو في حدود 7,2% لتوفير حوالي 10 ملايين وظيفة سنويا وفقا للمستهدف. ومن المتوقع أن تشمل الإصلاحات إنهاء احتكارات شركات الدولة في العديد من المجالات مثل السكك الحديدية مع زيادة تخفيف القيود على إقامة حوالي 260 مليون مهاجر شرعي في البلاد وتحسين نظام التأمينات الاجتماعية وزيادة حقوق استغلال الأراضي الريفية وتسريع وتيرة زيادة المناطق الحضرية والحد من الفساد وتعزيز سيادة القانون. ورغم أن هذه الإصلاحات الكبيرة تبدو منطقية للغاية فإن عملية تنفيذها ستكون طويلة وتدريجية. وقال شانج ليفان المعلق السياسي والمؤرخ المقيم في بكين «هناك الكثير من القرارات المتعلقة بالسياسة التي تتخذها المستويات العليا فيتم تغييرها أو عدم تنفيذها عندما تصل إلى المستويات الدنيا من الحكومة». وتعد الحكومات المحلية في الصين واحدة من أقوى جماعات المصالح التي يجب على الحزب الحاكم مواجهتها إلى جانب المؤسسات الضخمة المملوكة للدولة التي تسيطر على بعض المناطق والصناعات وكذلك النفوذ التي تمتلكه عائلات النخبة المرتبطة بقادة الحزب الحاليين والسابقين. منافسة غير عادلة وقال وو كيانج أستاذ العلوم السياسية في جامعة تسينجهوا في بكين لوكالة الأنباء الألمانية «أكبر العقبات تتمثل في الاحتكارات والمنافسة غير العادلة (التي تسيطر عليها) جماعات المصالح الراسخة وبخاصة المسئولين ومؤسسات الدولة». يذكر أن كلا من الرئيس الصيني شي ورئيس وزرائه لي توليا منصبيهما في نوفمبر الماضي ضمن أول تغييرات في قيادة الحزب الشيوعي الصيني منذ عشر سنوات. ومع تباطؤ نمو الاقتصاد تتزايد التوقعات بين السكان والطبقة المتوسطة الصاعدة في البلاد بإمكانية انهيار الحزب المسيطر على مقاليد السلطة منذ 64 عاما تحت وطأة الظروف الاقتصادية. وقال كيانج إن الحزب يأمل في تخفيف الضغوط المطالبة بإصلاحات سياسية أو تأخير هذه الإصلاحات من خلال التركيز على تحرير الأسواق وإصلاح الأنظمة الإدارية. كان المكتب السياسي للحزب الشيوعي المكون من 25 عضوا قد أقر مجموعة إصلاحات موسعة في اجتماعاته الشهر الماضي برئاسة شى وترك للجنة المركزية للحزب مسئولية مناقشة سبل تطبيقها قبل إعلانها للشعب الصيني الذي يبلغ تعداده 1,3 مليار نسمة. وقال كيانج إن الاجتماع المغلق للجنة المركزية للحزب الشيوعي يمثل أهمية كبيرة لتعزيز سلطات الرئيس الجديد شي. وكان شي قد بدأ رئاسته بعملية مستمرة وكبيرة لمحاربة الفساد. ولكن بعض المحللين يقولون إن هذه العملية ليست سوى وسيلة لكي يعزز سلطاته وإبعاد المسئولين الذين يمكن أن يمثلوا خطرا على الحزب. مكافحة الفساد ويقول كيري براون أستاذ السياسات الصينية في جامعة سيدني بأستراليا تعليقا على حملة مكافحة الفساد إنها «تبدو مسيسة للغاية». وفي الوقت نفسه فإن أيا من الإصلاحات المنتظر صدورها عن اللجنة المركزية لن تؤدي إلى تغييرات جذرية في النظام السياسي الصيني. ولقال شى وغيره من قادة الصين أن الحزب لن يستنسخ «نموذجا من النظم السياسية الغربية». وخلال التمهيد للاجتماع قالت وسائل الإعلام حكومية في الصين إن الحزب الحاكم «استوعب دروس انهيار الاتحاد السوفييتي وحزبه الشيوعي». من ناحية أخرى، أظهر مسح للقطاع الخاص أن وتيرة نمو قطاع الخدمات في الصين ارتفعت في أكتوبر وذلك في مؤشر جديد على استقرار الاقتصاد. وارتفع مؤشر ماركت/اتش.اس.بي.سي لمديري مشتريات قطاع الخدمات إلى 52,6 نقطة من 52,4 في سبتمبر ليظل فوق مستوى 50 نقطة الفاصل بين النمو والانكماش. وأظهر المسح أن نمو الأنشطة الجديدة سجل أعلى مستوى في سبعة أشهر في حين تحسنت توقعات 12 شهرا مقارنة بالشهر السابق وتحسنت مستويات التوظيف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©