عقيل الحلالي (صنعاء):
طرد عشرات الجنود أمس قائد قوات الأمن الخاصة في اليمن بعد حركة تمرد قادوها داخل مركز قيادة القوات في العاصمة صنعاء قرب القصر الرئاسي جنوب المدينة، حيث انتشرت قوات الحرس الرئاسي ومليشيات المتمردين الحوثيين وأغلقت المنطقة.
وقال مصدر أمني بوزارة الداخلية لـ«الاتحاد» إن كتيبة الحزام الأمني للعاصمة التابعة لقوات الأمن الخاصة تمردت صباح أمس على قائد قوات الأمن الخاصة اللواء منصور الغدراء، احتجاجا على عدم توظيف عشرات الجنود رسميا واقتطاع مستحقات مالية خاصة بهم. وسمع دوي اشتباكات وإطلاق نيران داخل معسكر قوات الأمن الخاصة الذي يبعد مئات الأمتار إلى الشمال من القصر الرئاسي جنوب العاصمة الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين منذ 21 سبتمبر الماضي.
وقال شهود لـ«الاتحاد» إن عشرات المسلحين الحوثيين انتشروا في محيط مركز قيادة قوات الأمن الخاصة وأغلقوا كافة الطرق المؤدية إليه ومنعوا المركبات والمارة من المرور. كما انتشرت القوات الحكومية في محيط القصر الرئاسي وأغلقت ميدان السبعين المجاور لمعسكر القوات الأمن الخاصة.
وقال المصدر الأمني إن كتيبة أخرى انضمت للتمرد الذي قادته كتيبة الحزام الأمني للعاصمة بقيادة العقيد محمد شوذب، الذي ينتمي إلى عشيرة قائد قوات الأمن الخاصة السابق اللواء فضل القوسي، المقال من منصبه مطلع سبتمبر. وأضاف أن الجنود المحتجين «قاموا بأعمال شغب وتخريب» وأطلقوا الرصاص الحي داخل مركز القيادة حيث كان يتواجد اللواء الغدراء وغادر لاحقا تحت حماية مسلحين حوثيين.
وأشار إلى أن الكتيبتين المتمردتين تسيطران حاليا على مركز قيادة قوات الأمن الخاصة وتطالبان بإعادة تعيين اللواء فضل القوسي قائدا لهذه القوات التي تعد أهم فصيل داخل المؤسسة الأمنية اليمنية، ويقدر أعداد منتسبيها بعشرات الآلاف ينتشرون في جميع مدن البلاد.
ودعا وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمود الصبيحي أمس، إلى نبذ الولاءات والانتماءات المذهبية والحزبية والمناطقية داخل القوات المسلحة. وقال إن قوات الجيش ستشهد «مرحلة جديدة من البناء وإعادة جاهزيتها وهيبتها كدرع حصين وواق للوطن والشعب»، متعهدا بتحسين الوضع المعيشي للجنود ومحاربة كافة مظاهر الاحتلالات المالية والإدارية داخل المؤسسة العسكرية.
وطالب القوى والأحزاب السياسية في البلاد «عدم الزج بالقوات المسلحة في الصراعات والمناكفات الحزبية حتى تتمكن من تأدية مهامها الدستورية».
والتقى أعضاء في البرلمان اليمني أمس الصبيحي وبحثوا معه الوضع الأمني والعسكري في محافظة البيضاء (وسط) التي شهدت مؤخرا مواجهات عنيفة بين جماعات قبلية محلية والمتمردين الحوثيين الذين اجتاحوا معاقل تنظيم «القاعدة» هناك.
وبحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» فإن اللقاء ناقش أيضا الوضع المتوتر حاليا في محافظة مأرب (شرق)، حيث يستعد الحوثيون لاجتياح المحافظة بذريعة حماية المنشآت النفطية وأبراج الطاقة وملاحقة عناصر تنظيم «القاعدة».
من جهته، قال مصدر في الجيش اليمني إن «الفترة المقبلة ستشهد انطلاقة نوعية لتفعيل وتطوير الأداء والعمل العسكري، وبما يؤدي إلى إعادة الاعتبار للقوات المسلحة اليمنية واستعادة دورها الوطني».
وأكد المصدر عزم الرئيس عبدربه منصور هادي وقيادة وزارة الدفاع على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي اختتم في يناير الماضي، خاصة ما يتعلق بـ«تحقيق البناء المؤسسي الحديث للجيش كمؤسسة وطنية موحدة ومحايدة بعيدة عن الانقسامات السياسية والجهوية والمذهبية والأيديولوجية».
وأقرت شرطة صنعاء خطة أمنية شاملة لتحسين الأداء الأمني في المدينة التي يقطنها قرابة 3 ملايين شخص. وقال مدير الشرطة العميد الركن عبدالرزاق المؤيد، إنه سيتم تنفيذ الخطة الأمنية الجديدة بالتنسيق مع المكونات السياسية «واللجان الشعبية التابعة للحوثيين الموجودة في الأحياء».
إلى ذلك، سطا مسلحون مجهولون أمس على أموال تابعة لأحد البنوك بعد أن اعترضوا سيارة كانت تقل الأموال في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت جنوب شرق البلاد، وذكر مصدر أمني في حضرموت أن المبالغ تقدر بنحو 5 ملايين ريال.
عدد اليوم
