الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع صادرات الولايات المتحدة النفطية للصين يغير قواعد اللعبة العالمية

ارتفاع صادرات الولايات المتحدة النفطية للصين يغير قواعد اللعبة العالمية
11 فبراير 2018 21:33
سنغافورة (رويترز) بدأت صناعة النفط والغاز في الولايات المتحدة شيئا فشيئا تقلب أسواق النفط العالمية رأسا على عقب. في البداية، أدى الهبوط الحاد في واردات الولايات المتحدة من النفط الخام إلى تقلص أكبر سوق كان منتجون مثل منظمة «أوبك» يعتمدون عليها لسنوات. والآن، فإن ارتفاع الصادرات الأميركية، التي كانت في معظمها محظورة من الكونجرس حتى رفع هذا الحظر منذ عامين، يشكل تحديا لـ«أوبك» في آسيا. وارتفعت شحنات النفط الأميركية إلى الصين لتخلق تجارة بين أكبر قوتين في العالم لم تكن موجودة حتى 2016، وتساعد واشنطن في جهودها لتقليص العجز التجاري الضخم مع بكين. وبحسب أرقام نشرت مؤخرا، فإن الولايات المتحدة تنتج الآن كميات من النفط الخام تتجاوز إنتاج السعودية، ما يعني أنه يرجح أن تتفوق أميركا على روسيا لتحل في المركز الأول لإنتاج النفط على مستوى العالم بنهاية العام. ورفعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية الأسبوع الماضي توقعاتها لإنتاج أميركا من النفط الخام في 2018 إلى 10.59 مليون برميل يوميا، بزيادة 300 ألف برميل يوميا عن توقعات سابقة لها قبل أسبوع فقط. وتظهر بيانات أن شحنات الخام الأميركي إلى الصين بدأت من الصفر قبل 2016 لتصل إلى 400 ألف برميل يوميا في يناير، بنحو مليار دولار. إضافة إلى ذلك، تسلمت الصين نصف مليون طن غاز أميركي مسال بـ300 مليون دولار في يناير. الفائض التجاري يتقلص وستساهم الإمدادات الأميركية في خفض الفائض التجاري الصيني الضخم مع أميركا، وربما تساهم في دحض ادعاءات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن بكين تقوم بممارسات تجارية غير عادلة. وقال ماركو دوناند الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لميركيوريا لتجارة السلع الأولية «في ظل إدارة ترامب، هناك ضغوط كبيرة على الصين لموازنة الحسابات مع أميركا، وسيساهم شراء النفط الأميركي في تقليص الاختلال». ومع ارتفاع صادرات الطاقة، تقلص العجز التجاري الصيني مع الولايات المتحدة في يناير إلى 21.895 مليار دولار من 25.55 مليار دولار في ديسمبر. ولا تزال مبيعات الطاقة الأميركية إلى الصين متواضعة مقارنة مع كميات من النفط بقيمة 9.7 مليار دولار شحنتها «أوبك» إلى الصين في يناير. لكنها استحوذت بالفعل على نصيب من سوق تهيمن عليه السعودية وروسيا، مع تهديد بمزيد من المنافسة في المستقبل. وقال مدير مصفاة لدى شركة سينوبك الصينية الكبيرة للنفط، طالبا عدم نشر اسمه «نرى الخام الأميركي مكملا لقاعدتنا الكبيرة من الخام» من الشرق الأوسط وروسيا. وأضاف أن سينوبك تتطلع إلى طلب شراء مزيد من الخام الأميركي هذا العام. رأساً على عقب أظهرت بيانات رسمية الخميس أن واردات الصين من الخام ارتفعت إلى مستوى قياسي بلغ 9.57 مليون برميل يوميا في يناير. ومن جهة أخرى، انخفضت واردات أميركا من النفط الخام إلى أقل من 4 ملايين يوميا، مقابل 12.5 مليون برميل يوميا في 2005. وبناء على متوسط كميات ديسمبر/‏يناير، تُقدر مبيعات الولايات المتحدة من النفط والغاز إلى الصين بنحو 10 مليارات دولار سنويا. وبحساب الصادرات إلى اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان فإن هذا الرقم يزيد إلى المثلين. وكان من الممكن أن تكون الصادرات الأميركية أكبر من ذلك لولا قيود البنية التحتية، فلا يوجد ميناء في الولايات المتحدة يستطيع مناولة ناقلات النفط العملاقة وهي أكبر ناقلات نفطية في العالم. ولمعالجة هذا القصور، يتم توسعة أحد أكبر المنشآت على خليج المكسيك، لويزيانا أوفشور أويل بورت سيرفيسيز، بهدف مناولة تلك الناقلات في وقت قريب. تسعير النفط بالنسبة للمشترين الصينيين، فإن ما يجذبهم للخام الأميركي بشكل رئيسي هو السعر. وبفضل طفرة النفط الصخري، فإن الخام الأميركي أقل سعرا من خامات من أرجاء أخرى. وعند نحو 60.50 دولار للبرميل، فإن الخام الأميركي حاليا أقل بنحو 4 دولارات من خام القياس العالمي مزيج برنت، الذي يتم تسعير معظم الخامات الأخرى بناء عليه. وبالنسبة لمُصدرين كبار للنفط مثل أوبك وروسيا قاموا بتقليص إنتاجهم منذ 2017 في محاولة لدعم الأسعار، فإن تلك التدفقات الجديدة من النفط تشكل خسارة كبيرة في الحصة السوقية. وقال دوناند «تقبلت أوبك وروسيا أن الولايات المتحدة ستصبح منتجا كبيرا نظرا لأنهما تريدان ببساطة أن تجلبا السعر عند المستويات الحالية». ومنذ بداية تخفيضات الإنتاج التي قادتها أوبك في يناير 2017، ارتفعت أسعار النفط 20%، رغم تعرضها لضغوط مجددا في فبراير، لأسباب على رأسها ارتفاع الإنتاج في الولايات المتحدة. وربما يغير سيل النفط الأميركي طريقة تسعير الخام. فمعظم منتجي أوبك يبيعون الخام بموجب عقود طويلة الأجل يتم تسعيرها شهريا، وفي بعض الأحيان بأثر رجعي. وعلى العكس، يصدر المنتجون الأمريكيون الخام بناء على تكلفة الشحن وفوارق السعر بين الخام الأميركي وخامات أخرى. وأدى هذا إلى ارتفاع كبير في حجم تداول العقود الآجلة للخام الأميركي، المعروف بغرب تكساس الوسيط، ما جعل تداول العقود الآجلة لخامات أخرى مثل برنت أو دبي أقل كثيرا. وقال جون دريسكول مدير جيه.تي.دي لخدمات الطاقة، ومقرها سنغافورة، «بدأ المشترون، مثل بائعي الخام الأميركي، التحوط في خام غرب تكساس الوسيط». ورغم كل التحديات لنظام النفط التقليدي، يظهر المنتجون التقليديون شجاعة في المواجهة. وقال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية النفطية الحكومية العملاقة «ليس لدينا أي قلق على الإطلاق من زيادة الصادرات الأميركية. مصداقيتنا كمورد لا تضاهى، ولدينا أكبر قاعدة من العملاء باتفاقيات مبيعات طويلة الأجل».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©