السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حاكم الشارقة: بعض المثقفين العرب صمتوا أمام ما تواجهه المنطقة

حاكم الشارقة: بعض المثقفين العرب صمتوا أمام ما تواجهه المنطقة
5 نوفمبر 2015 17:34

الشارقة (الاتحاد) أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن بعض المثقفين والمبدعين العرب أخذوا أسلوب الصمت في ظل ما يواجهه العالم العربي من صراعات فكرية، بدلاً من توعية المجتمع ونشر العلم والثقافة، داعياً إياهم إلى المشاركة بدور فعال ومؤثر في هذا الوقت الحرج الذي يمر على الوطن العربي. وحذر سموه من أخطر ما يمر على الثقافة العربية، وهو أخذ البعض إياها تحزباً من خلال مزج الأفكار السياسية الموجهة بالثقافة النقية الصافية،  وإدخال أفكار ظلامية ممزوجة بمغالطات فكرية ودينية لأغراض حزبية. جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها  سموه صباح أمس، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير الشاعر خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، وسمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة، في انطلاق فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي تقام فعالياته في مركز إكسبو الشارقة خلال الفترة من 4 إلى 14 نوفمبر الجاري، بمشاركة 1546 دار نشر من 64 دولة من أنحاء العالم كافة. واستهل سموه كلمته بالترحيب بضيف الإمارة والشخصية الثقافية المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل قائلاً: «يشرف هذا المعرض تكريم قامة كبيرة، غنية عن التعريف، ولا أستطيع أن أقول بها مدحاً؛ لأن مديحي مجروح؛ لأننا نحبه في الله، وفي الثقافة ونحبه لأنه أمير مكة شرفها الله». وأشار سموه إلى أن إمارة الشارقة ساهمت في دعم الثقافة والمثقفين العرب، وإقامة العديد من المؤتمرات، منها مؤتمر الناشرين العرب الثالث الذي أقيم في الشارقة مؤخراً، وتعد مثل هذه الملتقيات ذات أهمية كبيرة، في ظل الظروف التي يمر بها الوطن العربي. وأشاد سموه بجهود كريمته الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي الرئيس والمؤسس الفخري لجمعية الناشرين الإماراتيين، وإسهاماتها في دعم وتطوير الناشرين العرب والوصول بالنشر العربي إلى العالمية، مما شجع الكثير من الدول العربية للرغبة في الانضمام للاتحاد الدولي للناشرين. وبين صاحب السمو حاكم الشارقة ضرورة العمل الجماعي للوصول بالثقافة العربية والتعريف بها في المحافل الدولية، ولا يكون ذلك إلا بالحوار الهادئ والبعيد كل البعد عن المغالاة. أما عن أهمية الكتاب ودوره المهم في توعية المجتمعات ورقيها وضرورة نشره وتسهيل وصوله للأفراد، فقال سموه: نحن اليوم في حضرة الكتاب، وهناك الكثير من الكتب التي تتعارض في أفكارها مع مبادئ الإسلام والثقافة العربية، فأسسنا مدينة الشارقة للكتاب، وتحوي منطقة حرة يجلب إليها كل الكتب ولا تخرج إلا بموافقة الجهات الرسمية التي تصحح الأخطاء التي بها لجعلها مقبولة، مشيراً سموه إلى أن معرض الشارقة الدولي للكتاب يسمح بكل الكتب إلا التي تتضمن تطاولاً على ذات أو شخصيات أو مبادئ دينية. ودعا سموه في كلمته المثقفين العرب إلى مؤتمر يسمى «المؤتمر الديمقراطي الثقافي العربي» يجتمع فيه الجميع بكل التيارات للتفكير في مصلحة الثقافة العربية، حتى تكون أداة قوية لتوعية العقول من الأفكار الظلامية، ومن خلال هذا المؤتمر بالإمكان الخروج بميثاق يوقع عليه الجميع. وقدم صاحب السمو حاكم الشارقة مكرمة سخية بقيمة 2?5 مليون درهم لدعم شراء كتب من دور النشر المشاركة في الدورة 34 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، إسهاماً من سموه في دعم صناعة الكتاب والاستثمار في التنمية الفكرية والبشرية للأفراد. الحضور حضر حفل الافتتاح معالي محمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والشيخ عبدالله بن محمد آل ثاني المستشار في مكتب سمو الحاكم، والشيخ محمد بن سعود القاسمي رئيس دائرة المالية المركزية، والشيخ عصام بن صقر القاسمي المستشار في مكتب سمو الحاكم، والشيخ خالد بن عبد الله القاسمي رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمارك، والشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات للنشر، والشيخ خالد بن سلطان بن محمد القاسمي رئيس مجلس التخطيط العمراني، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن خالد الفيصل، والشيخ خالد بن عصام بن صقر القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني  رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والشيخ محمد بن حميد القاسمي مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ ماجد بن فيصل القاسمي النائب الأول لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وسعادة راشد أحمد بن الشيخ رئيس الديوان الأميري، وسعادة عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، والمهندس صالح عبد الله العبدولي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للاتصالات «اتصالات»، وجمع كبير من الأدباء والمثقفين والمفكرين وممثلي وسائل الإعلام وأفراد المجتمع، وعدد من أصحاب المعالي وزراء الثقافة والسفراء وممثلي السلك الدبلوماسي في الدول العربية وأعضاء المجلس التنفيذي رؤساء الدوائر وأعضاء المجلس الاتحادي الوطني، وكبار المسؤولين في الدولة وضيوف معرض الشارقة الدولي للكتاب. فيلم وجائزة ومع بداية مراسم حفل افتتاح المعرض، الذي قدمه الإعلامي محمد خلف، شاهد الحضور فيلماً وثائقياً يوثق لأبرز الإنجازات والمبادرات والمشاريع الثقافية التي قدمتها الشارقة إلى العالم، بما في ذلك معرض الشارقة الدولي للكتاب، ثم كلمة سعادة أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، التي أكد فيها أن المعرض يعكس رؤية وتوجهات إمارة عربية، وحاكم عربي أراد للثقافة والكتاب أن يكونا هما السلاح والمصباح، للتقدم والمستقبل، وللحوار والسلام والتعايش. وأطلقت هيئة الشارقة للكتاب خلال الحفل «جائزة الشارقة للترجمة»، التي تمنح للكتب المترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، وتبلغ قيمة الجائزة التي تنظم بالتعاون مع «طيران العربية»، مليوني درهم إماراتي. سلطان الثقافة قاسمي وألقى صاحب السمو الملكي الأمير الشاعر خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، كلمة الشخصية الثقافية للدورة الرابعة والثلاثين من المعرض، الذي استحقها سموه تقديراً لإسهاماته الثقافية والخيرية والإنسانية، وسعيه إلى ترسيخ الوسطية والاعتدال، وتشجيعه للحوار والتفاعل مع الثقافات المختلفة. وجاء في الكلمة «لكل أمر من الله سلطان، وسلطان الثقافة قاسمي، ولكل أمل في الحياة بارقة، وبارقة الآمال شارقه، فاقترن الأمر بالأمل في سلطان الشارقة. شكراً لك أيها الشيخ المثقف باسم كل من ترنم وألف، باسم الكتاب والديوان والقافية والأشجان والمعاني الحسان، شكراً لكل من رشح واختار وفكر ونظم وأدار، وتحية لكل من حرك الحرف إبداعاً، وأضاف لثقافة الإنسان إشعاعاً، وعزف على وتر الكلام إمتاعاً. لا حضارة ولا تطور ولا تقدم إلا بالثقافة والفكر والتعلم، فبالعلم ترتقي الأمم، وترتفع البلاد إلى القمم، بالمبادئ والشهامة والشمم، أيها القيادات العربية الرشيدة، أطفئوا نار الفتنة الزهيدة، وارفعوا شعلة المعرفة المجيدة، فالعرب يستحقون الفرصة الجديدة. عاشت السعودية والإمارات، رمزاً للشعوب والقيادات». الشارقة رمز للثقافة ثم ألقى سعادة عبد العزيز تريم مستشار الرئيس التنفيذي مدير عام «اتصالات»، قال فيها «إن إمارة أصبحت رمزاً للوحدة الثقافية الإسلامية والعربية، ونقطة التقاء للمجتمعات والثقافات المختلفة، إمارة قامت على الإيمان بأن الفن والثقافة من اهم وسائل التبادل الفكري الراقي بين الحضارات والإنسانية وشعوب المنطقة والعالم». وأشار إلى «أن إمارة الشارقة نجحت بإرساء بنية ثقافية تحتية متينة عبر مشاريع ثقافية ريادية على مستوى الخليج والمنطقة، والقائمة هنا طويلة فمن بينالي الشارقة الدولي للفنون إلى المتاحف المنتشرة في الإمارة إلى أيام الشارقة المسرحية ومتحف الشارقة للفنون التشكيلية ومركز الشارقة لفن الخط العربي إلى تأسيس جمعية الإمارات للتصوير الضوئي ومتحف الشارقة للفن العربي المعاصر وغيرها الكثير». تكريم الفائزين وقام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بتكريم الفائزين بجوائز معرض الشارقة الدولي للكتاب لعام 2015، يرافقه أحمد بن ركاض العامري، التي جاءت على النحو التالي: جائزة شخصية العام الثقافية: صاحب السمو الملكي الأمير الشاعر خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة. جائزة أفضل دار نشر عربية: وفازت بها دار الجندي للنشر والتوزيع من فلسطين، وتسلّمها سمير الجندي، مدير الدار. جائزة أفضل دار نشر أجنبية: وفازت بها National Book Trust من الهند. جائزة أفضل كتاب إماراتي لمؤلف إماراتي في مجال الإبداع: وفاز بها حارب الظاهري عن روايته «الصعود إلى السماء» الصادرة عن اتحاد كتَّاب وأدباء الإمارات. جائزة أفضل كتاب إماراتي/&rlm&rlm في مجال الدراسات: وفاز بها د. إبراهيم عبدالله غلوم عن كتابه «مسرح القضية الأصلية - البنية الفكرية في مسرح الدكتور سلطان بن محمد القاسمي» الصادر عن مؤسسة الانتشار العربي. جائزة أفضل كتاب إماراتي/&rlm&rlm مترجم عن الإمارات: وفاز بها كتاب «الفن في الإمارات» من إعداد وتأليف: مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون والصادر عن موتيفيت للنشر. جائزة أفضل كتاب إماراتي/&rlm&rlm مطبوع عن الإمارات: وفاز بها علي أبو الريش عن كتابه «الغربية طائر بثمانية أجنحة»، الصادر عن دار هماليل. جائزة أفضل كتاب عربي/&rlm&rlm في مجال الرواية: وفاز بها زياد أحمد محافظة عن روايته «نزلاء العتمة»، الصادرة عن فضاءات للنشر والتوزيع والطباعة. جائزة أفضل كتاب أجنبي/&rlm&rlm خيالي: وفازت بها ثريا خان عن روايتها «City of Spies» الصادرة عن Aleph Book Publishing. جائزة أفضل كتاب أجنبي/&rlm&rlm واقعي: وفاز بها غيلين غرينوالد عن كتابه «No Place To Hide» الصادر عنMacmillan Publishers. ثم تفضل سموه بتكريم رعاة الدورة الرابعة والثلاثين من المعرض، وتسليمهم الدروع التذكارية، وكذلك بتكريم الفائزين بجائزة اتصالات لكتاب الطفل في دورتها السابعة، يرافقه المهندس صالح عبدالله العبدولي، وعبد العزيز تريم. تدشين سيرة مدينة ودشن سموه كتابه الجديد «سيرة مدينة» يسرد من خلاله قصة مدينة الشارقة خلال فترة الاحتلال البريطاني للمنطقة وما شهدته من تقلبات سياسية. وقدم سموه أول نسخة من كتابه الجديد إلى مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، ليقوم بعدها صاحب السمو حاكم الشارقة يرافقه أصحاب السمو والمعالي والسعادة بجولة في أروقة المعرض، زار فيها جناح المملكة العربية السعودية واطلع على أحدث الإصدارات والكتب واللوحات التي يضمها الجناح ويرصد الحركة الثقافية والأدبية  في المملكة. كما عرج سموه إلى عدد من الأجنحة المشاركة في المعرض ومنها الدوائر والمؤسسات الاتحادية والمحلية، مطلعاً سموه على أبرز المبادرات والإصدارات الثقافية والأدبية، وإسهاماتها في رفد الثقافة العربية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©