مباراة العمر

الليلة يسدل الستار على بطولة كأس آسيا في الدوحة بمواجهة من العيار الثقيل بين اليابان، حاملة اللقب ثلاث مرات، وأستراليا التي تسعى لتسجل اسمها في تاريخ الفوز بالبطولة، قبل أن تستضيف نسختها القادمة، ومن يدري قد تفوز بها أستراليا أيضاً، خصوصاً أن المباراة على أرضهم وبين جماهيرهم. مواجهة اليوم لن تقل سخونة عن المواجهات السابقة في الأدوار النهائية، والتي شهدت سداسية الكانجارو في شباك أوزبكستان وفوز اليابان على كوريا الجنوبية، ولذا فالمهمة لن تكون سهلة على زاكيروني المدرب العبقري في مواجهة المدرب المغرور أوسيك مدرب أستراليا، وشخصياً أتمنى فوز اليابان، لأنها تستحق اللقب عن جدارة، كونها أكثر منتخبات القارة تطوراً، ففي كل نسخة نشاهد الجديد من قبل أبناء الساموراي. بإسدال الستار اليوم، ستختتم البطولة بأفراحها وأحزانها والتي تمثلت بخروج المنتخبات العربية، وفي مقدمتها العنابي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى دور الأربعة، وكأس آسيا كشفت لنا أن إعداد الخطط والاستراتيجيات بعيدة المدى وعدم استعجال النتائج قد تكون هي السبيل إلى الفوز بالبطولات، وهذا ينطبق على جميع المنتخبات العربية. الحديث مع محمد خلفان الرميثي كان جميلاً، فقد وجدت فيه الثقة بالنفس والطموح، وأعجبني جداً تمسكه وإصراره على بقاء كاتانيتش من باب الاستقرار الذي هو الطريق إلى النجاح والفوز بالبطولات، ولذا فإن هذا الطموح وهذه الرغبة لا شك أن نتائجهما ستكون مثمرة للكرة الإماراتية، وعلى الأندية أن تتعاون مع الرميثي من أجل الأبيض. لا شك أن الفراغ الذي ستتركه البطولة سيكون كبيراً، فخلال العشرين يوماً استمتعنا بالمنافسات، وأضفى الضيوف الكثير من الحركة والنشاط في الدوحة، وكان سوق واقف من أكثر الأماكن التي لاقت إقبالاً كبيراً، إلى جانب الحي الثقافي “كتارا”، ولعل استئناف منافسات الدوري مباشرة سيكون الملاذ للفرار من الفراغ الذي ستتركه البطولة في ثلاثة أو أربعة أيام. نتمنى أن تعود منتخباتنا العربية إلى فورمتها مستقبلاً، وأن يُفعّل اتحاد غرب آسيا حتى لا يكون الاتحاد مجرد حبر على ورق، وأن تكون بطولاته ذات فائدة وليست هامشية وغير جديرة بالمتابعة، ومن خلال البطولة تابعنا ما حدث بعد الانتخابات الآسيوية ونأمل أن تتوقف إلى الأبد وأن يتم التركيز على مستقبل الكرة الآسيوية ونبذ الخلافات من أجل كرة القارة، لأن اليابانيين والكوريين يتطورون، ونحن لا نزال ندخل في مهاترات. فهد العمادي (قطر) | fahed_alemadi@hotmail.com