الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مزاد «القمصان»!

21 نوفمبر 2014 00:30
في اليمن لا يكثر آباء الفوز، وإنما يكثر أيضاً آباء العرض المشرف.. شاهدنا ذلك في قيادات حكومية وحزبية خلعت ملابسها الاعتيادية لترتدي قمصان المنتخب، ما أثار غبار أسئلة من نوع ماذا قدم هؤلاء للكرة اليمنية إذا كان اتحاد الكرة يشكو من أن الحكومة لم تصرف ريالاً واحداً من مستحقات الاتحاد وفقاً لتصريحات الشيخ أحمد العيسي قبل توجهه إلى الرياض؟. رئيس الحكومة خالد بحاح ارتدى القميص واحتضن الكرة، وكذلك فعل زعماء أحزاب، فيما كان وزير الشباب رأفت الأكحلي أول من غادر اليمن في مهمة إسناد للمنتخب بمجرد أدائه اليمين الدستورية، ضمن التشكيل الحكومي الجديد، حتى السفير الأميركي في صنعاء وطاقم سفارته ركبوا الموجة، وارتدوا قمصان منتخب اليمن. انهالت تبرعات التعبير عن الاحترام للجهود البدنية والمهارية التي قدمها اللاعبون في ميدان جوار جغرافي ينفق على اللعبة واللاعبين كثيراً، ولكن أليس الأفضل أن يأتي العطاء أيضاً في وقته، بحيث يعكس نفسه استباقاً في صورة اكتساب اللاعبين خصائص أفضل في الجوانب البدنية والمهارية والتكتيكية؟. اتحاد الكرة، وفقاً لأحمد العيسي صرف على إعداد المنتخب من الرصيد المكشوف بضمانة، كونه أحد أكبر رجال المال والأعمال في اليمن، ما يعكس مسألتين، الأولى أن الحكومة وصندوق رعاية الرياضة سيدفعان ميزانية الإعداد بأثر رجعي، بعد أن يكون الإحساس بالتقصير الحكومي ملأ الأرجاء ووصلت شظاياه إلى اللاعبين وتفاصيل إعدادهم. والثانية.. أن علاقة وزارة الشباب والرياضة مع اتحاد كرة القدم، ظلت ملفوفة بعدم الثقة، وهو ما انتقل جهاراً نهاراً إلى الصحف تحت شكوى الاتحاد من مديونياته عند الوزارة، واتهام الوزارة للاتحاد بعدم إخلاء ما لديه من العُهَد المالية وتصفيتها، وهي على أي حال بالمليار، ما يشير إلى فجوة كبيرة ومصالح تجعل كل طرف خارج دائرة الاقتناع، أو الإقناع ما يفرض الحاجة لعلاقة مالية شفافة وواضحة لا تتحول معها أموال الرياضة اليمنية إلى مال سائب. وعند هذه النقطة وما سبقها من استهلال عود على بدء، فإن المطلوب من هؤلاء الذين داخلهم الحنين القديم إلى الطفولة فارتدوا القمصان، واحتضنوا الكرات أن يترجموا من مواقعهم الحكومية والحزبية جدية الاهتمام بالرياضة، تشريعياً وتمويلاً ورقابة، بحيث لا تتكرر شكاوى لاعبين وإدارات وأندية واتحادات من التعامل معهم تعامل اللئيم مع اليتيم.. ومطلوب أن لا تصبح مليارات صندوق رعاية النشء والشباب ميداناً لسفه الإنفاق الفاسد. وحسب الجميع أن يتمثلوا روح لاعبي المنتخب وروح جماهيره التي كانت ولا تزال مضرب المثل في كتابة ملاحم تشجيع رائعة في حب اليمن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©