الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قرية حتا التراثية متحف حي تحتضنه عذرية الطبيعة الخلابة

قرية حتا التراثية متحف حي تحتضنه عذرية الطبيعة الخلابة
12 نوفمبر 2011 12:47
“حتا” مدينة قديمة جاء ذكرها في كتب التاريخ العربية القديمة مثل “معجم البلدان لياقوت الحموي”، لكنه كتبها “حتى” بالألف المقصورة، كما ذكرها أبو العلاء المعري في كتبه بالألف المقصورة أيضاً. وحتا التراثية يرجع تاريخها إلى حوالي 2000 - 3000 سنة تقريباً، ضمن مجموعة من القرى الصغيرة المنتشرة في منطقة الجنوب الشرقي من مدينة دبي، وعلى بعد 115 كيلومتراً فقط. وأهل حتا الأصليون ينتمون جميعهم لقبيلة “بني كعب” العربية مما يميزهم بصفات العرب الأصيلة من الكرم والجود والشجاعة والمروءة. وتقع “حتا” على بعد 105 كيلومترات من دبي، والطريق إليها ممهد ومعبد، يمر بعدة مناطق مثل المدام، وهي تتبع إمارة دبي، وتربض بين الجبال الشاهقة وأشهرها جبل حتا المجاور لحدود سلطنة عمان، وتقع على سفوح جبال خلابة وتحيط بها المياه المتدفقة من هامات الجبال والهباب ويخترق أيضاً جزءاً من ولاية محضة التابعة لسلطنة عمان. وتتميز أرضها بالخصوبة وصلاحيتها للزراعة، وفي الماضي كان يزرع فيها التبغ. وتضم منتجعاً سياحياً يسمى فندق حصن حتا وقد سمي هكذا تبعا لحصن حتا. وادي القحفي يعد وادي القحفي أهم موقع سياحي في حتا، وهو واد طويل ينبع من سلطنة عمان ويمر مخترقاً حتا في طريقه إلى البحر. ويبلغ طول هذا الوادي أكثر من 155 كم، ويتميز بجريانه الدائم صيفا وشتاء، وتحيط به جبال شاهقة يظن الناظر إليها من بعيد أن لا حياة فيها، ويوجد أيضاً المزارع وكثرة البساتين، وتنوع أصناف الثمار فيها من النخيل والمانجو والرمان والعنب. ويسود هذا الوادي أو منطقة حتا بشكل عام مناخ صحراوي يكون شتوياً بارداً كثيف الغيم في الشهور الأولى من العام ويزداد معدل هطول الأمطار في هذه الفترة أيضاً. وبسبب وفرة الأمطار في هذه المنطقة، وحرصاً من الدولة على الاستفادة القصوى من الأمطار وتحويل المياه إلى مخزون المياه الجوفية، تم إنشاء حوالي ستة سدود مختلفة، منها: سد الخنفرية، وسد الصبيغة في منطقة مزيرعة، وسد حتا الذي يسميه الأهالي “الحتاوي”، وسد سهيلة، وسد حتا الكبير وهو من أكبر السدود في الدولة. أما في أشهر الصيف، يكون الجو حاراً قائظاً تهب فيه رياح الكوس والسموم، لكن الجميل أن هناك أمطاراً موسمية تهطل أيضا في فصل الصيف مما يبدد جزءاً كبيراً من حرارته. وجبال حتا تعد موطناً لقطعان كبيرة من الحيوانات البرية مثل الوعل والغزال البري وماعز الجبل والظباء، التي يهتم سكان حتا بالمحافظة عليها، وتهتم الحكومة بتوفير المحميات الطبيعية لها.إن الوصول عبر هذه الجبال قد يكون مستحيلاً إن لم يكن لدى السائح دليل من أبناء المنطقة؛ لأن أهالي حتا يعرفون منافذ الجبال ويحفظون دروبها المختلفة ويدركون مكامن الخطر والسلامة فيها. ومن يهوى التراث يجد قريه حتا التراثية مشرعة الأبواب في استقباله ليقضي فيها لحظات مع الزمن الجميل ويعود بذاكرته للأيام الخوالي من عمر الإمارات، ففي هذه القرية تجسيد جميل لماضي البلاد ولكل ما حمله ذاك الماضي من بيوت سعف وطين ووسائل شرب وطهور وحياة وللأكلات الشعبية ووسائل العلاج القديمة• فهذه القرية أشبه بالمتحف الحي لكل ماضي حتا الذي يشكل جزءاً لا يتجرأ من ماضي الدولة العريق، وبخلاف هذه القرية، فإن العديد من القلاع والحصون مازالت تقف شامخة على جبال حتا وكأنها تحرسها من الطامعين. حتا.. تعد موقعاً مهماً لجذب السياح، فعذرية الطبيعة الخلابة وصفاء المياه المتدفقة بين الجبال والهدوء الناعم الذي يغلف هذه البقعة من الدولة يجعلها ملاذاً لكل من تعب من إرهاق المدينة الصاخبة، فالسياح من كل صوب يقصدون منتجع حتا لقضاء عطلاتهم الصيفية والشتوية وسط الطبيعة الخلابة، وتوافر الخدمات المختلفة، وحفاوة أهل حتا وكرم استضافتهم. حصن حتا تمت عملية إعادة وترميمها وافتتاح قرية حتا التراثية في فبراير 2001، وتعتبر إضافة جديدة للمواقع التراثية في الدولة، وتعتبر من أكثر الوجهات السياحية جذباً للسياح في منطقة الشرق الأوسط. ويطل على القرية برجان من قمة جبلين محيطين بها، حيث كانت القرية في الماضي تسمى بالحجرين نسبة إلى الجبلين، وكان يتم استخدام هذه الأبراج كحصن مانع من غزوات الأعداء. وتضم القرية في الوقت الحاضر أكثر من ثلاثين مبنى يختلف كل منها عن الآخر من ناحية الحجم والتوزيع الداخلي ومواد البناء المستخدمة فيه. حيث تم ترميمها حديثاً باستخدام المواد نفسها التي تم بناؤها بها في الماضي، مثل الطين والتبن وجذوع النخيل وخشب الجندل وسعف النخيل والخوص. ويعد أهم هذه المباني “مسجد الشريعة” الذي تم بناؤه قبل حوالي 200 سنة، وتم ترميمه حديثاً باستخدام الطين والتبن وجذوع النخيل. ويشتمل المسجد على قاعة للصلاة ، وصحن المسجد بالإضافة إلى مئذنة ومرافق وجميعها مبنية من نفس المواد التي كانت مستخدمة في بناء المسجد قديماً. تضم القرية “الحصن” الذي تم إنشاؤه على يد الشيخ مكتوم بن حشر آل مكتوم عام 1896، حيث كان مركزاً للقاءات العامة ومناقشة الأمور في السلم والحرب، ويضم حالياً مجلس حتا، ويوجد به كذلك مركز القلاع والحصون الهامة في دولة الإمارات، وبه مجموعة من الصور التي تبين القلاع بصورتها القديمة وبعد ترميمها. وتحتوي القاعة على جهاز عرض سينمائي يعرض بالصوت والصورة نبذة عن القلاع والحصون في دولة الإمارات، بالإضافة إلى مجسم مصغر عن حصن حتا، ويضم الحصن برجاً تعرض فيه نماذج لأنواع مختلفة من الأسلحة مثل البنادق والمسدسات المستخدمة قديماً في المنطقة، بالإضافة إلى عدة مجسمات بشرية تصور حراس الحصن في حالة الدفاع عنه ضد الأعداء. ويتم تنظيم عدد من الفعاليات داخل بيت الفنون الشعبية، وتضم القرية عدداً من البيوت الأخرى منها بيت الحياة الاجتماعية، وبيت الحرف اليدوية التقليدية، وبيت منتجات النخيل، والمطعم الشعبي، وبيت الترميم الذي يبين مراحل ترميم قرية حتا التراثية. عبر الصور الفوتوغرافية التي توضح بيوت القرية قبل وبعد عملية الترميم. مقصد تراثي وسياحي يحيط بقرية حتا التراثية عدد من مزارع النخيل التي تضفي جمالاً طبيعياً باهراً، وهي تتمازج مع الجبال العالية التي تدخل البهجة في نفوس زوار القرية من جميع أنحاء العالم، كما تضم القرية العديد من الغرف والمحلات التجارية لبيع الهدايا التذكارية والمشغولات التراثية، حيث تم بناء هذه الغرف بأنواع مختلفة من مواد البناء، لتوضيح التنوع المعماري للمباني في منطقة حتا. كما يوجد بالقرية منطقة ألعاب للأطفال، وتضم بعض الألعاب التراثية والترفيهية مثل الأراجيح، والمتاهة والتي تم بناؤها باستخدام الحصى الجبلي والحصير المصنوع من سعف النخيل وخشب الجندل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©