الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سيف بن زايد: «ربيعنا الإماراتي» بدأ منذ 1971

سيف بن زايد: «ربيعنا الإماراتي» بدأ منذ 1971
5 نوفمبر 2015 02:50
أبوظبي (الاتحاد) أكد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أن المواطنة الإيجابية تستدعي إعلاماً إيجابياً؛ يقف إلى جانب الوطن في جميع أحواله متسلحاً بالمصداقية والشفافية العالية المسؤولة، مطالباً سموه كل فرد من أبناء الإمارات بأن يتحمل أمانته تجاه وطنه ومجتمعه؛ بما يبثه أو ينقله من مشاركات وأفكار عبر وسائل الإعلام والتواصل المختلفة. وأعرب سموه عن فخره بقواتنا المسلحة التي تخوض حرباً ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وتتقدم بخطى ثابتة، في الدفاع عن استقرار المنطقة؛ وحق شعوبها في العيش الكريم، محافظة في الوقت نفسه، على مكتسبات الوطن الحضارية والمدنية، من انفتاح وحرية رأي وإعلام. كما أشاد سموه بالدور الإيجابي الذي لعبته وسائل الإعلام المحلية المختلفة التي غطت وقائع تشييع جثامين شهداء قواتنا المسلحة البواسل عبر نقلها وقائع تلك الحقيقة التي ظهرت للعيان، حيث تحلى ذوو الشهداء بأعلى درجات الحس الوطني والانتماء، كما أظهر الجرحى والمصابون، أسمى آيات الشجاعة والولاء.جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية التي ألقاها سموه في منتدى الإعلام الإماراتي الثالث، والذي نظمه نادي دبي للصحافة امس بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وفيما يلي نصها:بداية، يسرني أن أرحب بضيوف هذا الملتقى الإعلامي الثالث، ضيوف هذه المدينة الإماراتية المتميزة، (دبي)؛ التي تقع في قلب الحداثة، والتي عوّدتنا دائما على كل ما هو مبتكر وعصري وجديد، في شتى المجالات، وكل ذلك بفضل الله تعالى، ثم قيادة الوطن الحكيمة، وعلى رأسها سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، «حفظه الله». إننا نشهد اليوم مرحلة إعلامية جديدة، بدأت تتوَضّح معالمها، حيث ترتبط التقنية بالعنصر البشري، لتوليد إعلام يتجاوز الأنماط التقليدية للإعلام، من كونه راصداً للأحداث، إلى مشارك ولاعب رئيسي فيها؛ التقنية والعنصر البشري يعملان في عالم افتراضي، لكن من يملك عالم الخيال يملك عالم الواقع، ويستطيع السيطرة عليه، وهنا أتذكر مقولة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد «إن تحقيق الازدهار، يتطلب تحرير الإعلام من القيود، لينطلق بحرية وإبداع»، فلا قيمة للفكرة إن بقيت حبيسة الرأس، هذا من جهة، كما إنه ليس كل فكرة جديرة بالمشاركة من الجهة الأخرى.لقد أوجدت ثورة الاتصال، إعلاماً جديداً، أطلق عليه البعض «الإعلام البديل»، وأنا أميل إلى تسميته بـ «إعلام الجيل»، وذلك لكون الناشطين فيه هم من جيل الشباب، والمستهدفين فيه أيضاً هم جيل الشباب، وخلال العقدين الماضيين ومع ثورة الاتصالات، لا يمكن إحصاء عدد المحطات والوسائل الإعلامية المرئية والمقروءة والمسموعة، ولكن لنقارن ذلك مع ما يجري اليوم، سكان العالم أصبحوا قرابة الـ 7 مليارات، أغلبهم لديه وسيلة تقنية ذكية يستطيع من خلالها ممارسة دور الإعلامي. إن المدرس يحمل أمانة وكذلك المزارع والجندي والأب والأم... ولكن الأمانة المشتركة بين الجميع اليوم هي ما ننقله ونبثه في عقول البشرية، أما السؤال الذي أود طرحه هنا، هو أين نحن كمجتمع دولي من هذا المشهد العام، وأين يقف إعلامنا الوطني؟تخبرنا الأرقام، على سبيل المثال، أن عدد الذين تابعوا وشاركوا بعض الـ «هاشتاج» أو الوسوم الإماراتية حول العالم، والمتعلقة بالأحداث الأخيرة التي تهم الوطن كهاشتاج «استشهاد جنود الإمارات البواسل» بلغ قرابة 400 مليون مشاركة، وهو رقم يفوق عدد المتابعين لبعض الفضائيات؛ والمؤسسات الإعلامية الكبرى في العالم. اليوم نحن فخورون بمؤسساتنا الإعلامية، لقد استطاعت وسائل الإعلام المحلية، عند تغطيتها لوقائع تشييع شهداء قواتنا المسلحة البواسل، أن تنقل واقع تلك الحقيقة التي ظهرت للعيان، فقد تحلى ذوو الشهداء بأعلى درجات الحس الوطني والانتماء، كما أظهر الجرحى والمصابون، أسمى آيات الشجاعة والولاء.وكم كنت أتمنى أن يرى العالم أجمع هذا الجانب الوطني المشرِّف لشعب الإمارات عموماً، وأسر الشهداء خصوصاً، الإعلام لم يخيب ظني،إننا في الإمارات، أسرة واحدة متكاتفة وبيتنا متوحد، ونسعى دوماً أن يكون إعلامنا المجتمعي كذلك، فالمواطنة الإيجابية تتطلب إعلاماً إيجابياً، إعلاماً صادقاً وشفافاً بإيجابية.هذا هو المشهد على المستوى المجتمعي، أما على الصعيد الحكومي، فقد تمكنت حكومة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد من تغيير العُرف الإعلامي السائد حول دور الإعلام، من كونه إعلاماً موجهاً من طرف لآخر، إلى إعلام تفاعلي حر ومفتوح بين الشعب والقيادة، فالفرق كبير بين من يتحدث إلى الناس، ومن يتحدث مع الناس. إن قواتنا المسلحة تخوض حرباً ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وتتقدم بخطى ثابتة، في الدفاع عن استقرار المنطقة؛ وحق شعوبها في العيش الكريم، محافظة في الوقت نفسه، على مكتسبات الوطن الحضارية والمدنية، من انفتاح وحرية رأي وإعلام. اليوم، وكلٌ منا من موقعه، نسعى لتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة؛ وعلى رأسها سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، ونسعى لمواكبة تلك الجهود التي يبذلها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وعلى كل فرد منا، أن يتحمل مسؤوليته تجاه وطنه ومجتمعه، بما يبثه من مشاركات على الشبكة العنكبوتية، فالأعداء كثر لمن يتقن فن النجاح. إن فصل الربيع الذي بدأ منذ العام 1971 وما زال مستمراً عابراً نحو المستقبل بثقة، وقوة بصيرة وحكمة قيادة الوطن، ربيع نحن نعرفه جيداً ويعرفه الآباء والأجداد ولا يلتبس علينا مع باقي الفصول، فلا يمكن لعدو الله وعدو البشرية أن يخدعنا ويقول لنا إن التدمير والتشريد والإرهاب الذي يمارسه هو ربيع بأي شكل كان، والشعوب العربية كلها تدرك هذه الحقيقة التي لا ينكرها إلا جاهل أو متخلف أو معاند. الجهود البطولية التي تبذلها قواتنا المسلحة الباسلة في اليمن إنما هي لنصرة الحق والشرعية الدولية، ونصرة الأهل والأخوة في اليمن الذي هو مهد العروبة وبيتها، ومن لا يحمي بيته لن يحمي شيئاً آخر. إننا نقدر الإبداع ونحتفي بالمبدع والمبدعين، ونمارس نقد الذات والتصويب المستمر، ونتعلم الدروس كل يوم سواء من الخطأ أو من الصواب، ولكن لا ننتظر من طبيب فاشل أي نصح أو دواء، ولا نحتاج لأي سياسي فاشل أن يعلمنا مفاهيم العسكرية. إن سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ، يبهرنا كل يوم بمصطلح جديد؛ ليس بكونه شعاراً بل عنواناً لمنظومة عمل جديدة من أمثلة «أسعد وطن، إسعاد البشرية، عونك، لن ننساك..» وغيرها. أخيراً وقبل أن أنهي كلمتي، أسمحوا لي أن أغتنم هذه المناسبة، لأعرب عن ثقتي التامة، وتفاؤلي الكبير، بأننا نسير في الطريق الصحيح، نحو عقود طويلة من التقدم والازدهار، بفضل قيادة لا تعرف إلا النصر والفلاح، وأرض طيبة، الخير فيها أصيل والتقدم فيها سلاح، وجيش إماراتي قوي، إن كافح، تشرَّف به الكفاح.كما لا يسعني إلا أن أتمنى لهذا المنتدى التوفيق والنجاح، وتحقيق الأهداف المرجوة منه، والخروج بأفكار وآراء مثمرة وسديدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©