الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متحف «المحطة» يوثق لبواكير الرحلات الجوية في سماء الإمارات

متحف «المحطة» يوثق لبواكير الرحلات الجوية في سماء الإمارات
12 نوفمبر 2011 12:52
يمثل متحف المحطة الواقع في شارع الجوازات في منطقة القاسمية بالشارقة، والذي افتتح عام 2000، خطوة مهمة لإعادة إحياء ذكرى أول مطار عرفته الإمارات تحت اسم “المحطة” في ثلاثينيات القرن الماضي، أثناء عهد الاحتلال البريطاني، وقد كان للمطار حينها دور بارز في خطوط الملاحة الدولية لأنه كان حلقة وصل بين أوروبا وبلاد شرق آسيا وبعض دول المنطقة، وقد استخدم المطار كموقع تجميعي رئيس للرحلات الجوية التجارية في الطريق من بريطانيا إلى الهند، منذ محاولات الإنسان الأولى للتحليق. أنشئ مطار الشارقة القديم عام 1930، حيث كان أول مطار شيد في الدولة، وأصبح الآن شاهدا حيا على واحدة من أخصب الفترات الاجتماعية التي عاشتها الشارقة في ذلك الوقت، وقد تم تحويله إلى “متحف المحطة” عام 2000، ويعتبر المتحف أول مطار في دولة الإمارات العربية المتحدة، وينقل المتحف رسالته من خلال معروضاته في مقر المطار القديم، حيث تسعى إلى تعريف الأجيال الناشئة بدور المتحف في تتبع تاريخ الطيران وتطور الحياة في مجتمع إمارة الشارقة. أبرز المقتنيات عن أهم الإضافات على المتحف منذ إنشائه، تقول خولة بوشليبي، أمينة عام متحف المحطة “شهد المتحف العديد من الإضافات والتطويرات، حيث تم تزويد حظيرة الطائرات في المتحف بطائرة (كوميت) وهي عبارة عن مجسم لنصف طائرة وذلك في العام 2006م، كما تم تحويل قسم المهن إلى قسم (طيران العربية) في عام 2008، وتم تزويد قاعة المتحف أيضا بمحرك طائرة عام 2010”، مشيرة إلى أن متحف المحطة يحتفل سنويا باليوم العالمي للمتاحف الذي يصادف الثامن عشر من مايو من كل عام، بالإضافة إلى احتفالات اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، والمشاركة في ورش وفعاليات المخيم الصيفي ومجموعة من الورش الخارجية بالإضافة لوجود قسم الخدمات التعليمية الذي يهتم بالزيارات المدرسية ويوفر للطلبة جولات وورش تعليمية مختلفة. وعن أهم المقتنيات التاريخية في المتحف، تقول بوشليبي “تضم حظيرة الطائرات أربع طائرات أصلية بالإضافة إلى عربة تزويد الوقود، وقاعة صور تحتوي على الصور القديمة لهبوط أول طائرة للمحطة والحياة اليومية بالإضافة إلى صور تشييد مرحلة بناء المحطة، إضافة إلى قاعة تقنيات الطيران والتي تحتوي على أجزاء الطائرات ومقتنياتها، والمقتنيات في عموم المتحف كثيرة لكن من أبرزها هي “طائرة هانو”، ففي الخامس من أكتوبر 1932 كانت جميع الترتيبات قد اتخذت لوصول أول طائرة أرضية إلى مطار الشارقة، وفي الساعة الرابعة مساءً عصر ذلك اليوم، وصلت أول طائرة قادمة من جوادر ومتجه إلى البحرين، وكانت الطائرة التي تسمى “هانو” تحمل على متنها ركابا، كما كانت ومحملة بكل طاقتها شحنة وقطع غيار، وأفاد الكابتن هورسي، قائد الطائرة، يومها، بأنه قام برحلة ممتازة ولم يجد أي صعوبة عند الهبوط، حيث تمت ترتيبات هبوط الطائرة وإعادة تزويدها بالوقود كلها بشكل سلس ورائع، وقد كان حراس المحطة على دراية كاملة بما هو مطلوب منهم”. ومن بين أهم مقتنيات المتحف، تقول بوشليبي “يضم المتحف مقتنيات مهمة من بينها طائرة الشحن “طائرة كوميت” وهي أول الطائرات التجارية النفاثة في العالم، قد بدأت في تقديم خدمة نقل الركاب في الثاني من مايو عام 1952، وتعد مقصورة القيادة التي بين أيدينا من أول طراز من طائرات (الكوميت 2 التجارية) والتي استخدمت محركات من نوع “رولز رويس افون”، وحلقت أولى رحلات هذه الطائرة أول عام 1953، وتحمل ألوان الطائرات شركة الخطوط الجوية البريطانية التي نراها اليوم، وقد ضربت الطائرة الرقم القياسي في السرعة والمسافة عند قيامها بأول رحلة طيران من لندن بالمملكة المتحدة إلى الخرطوم السودان عام 1954 في زمن قدره ست ساعات ونصف”. الفن السابع من ناحية أخرى، تشير بوشليبي إلى أهم ما يقدمه المتحف مثل تأريخه لأول سينما الخليج العربي، قائلة “يوثق المتحف لبواكير ظهور السينما في الشارقة بالأبيض والأسود، مثل سينما الشارقة التي تعتبر أول سينما تأسست عام 1945 في منطقة الخليج العربي، كما يوثق لدار السينما الأحدث، حيث تم إنشاء سينما حديثة آنذاك في الفترة ما بين عامي 1949 و 1959، من قبل السلاح الجوي الموجود في تلك الفترة في الشارقة، والذي كان يدعى (آر. ايه. اف)، ويصف المؤرخون تلك السينما بأنها كانت عبارة عن سور مربع الشكل وشاشة متوسطة الحجم، وأمامها دكة مسرح، ويقابلها من الطرف الآخر غرفة علوية لآلة العرض السينمائية، ومكان لجلوس المشاهدين تم تنظيمه كمدرجات من الأعلى للأسفل، وهي مصنوعة من الإسمنت”. استمراراً لقصة السينما في الإمارات، تقول بوشلبي “بدأت السينما فعلياً في “المحطة”، موازية لتأسيس محطة الطيران التابعة للخطوط البريطانية، حيث أقيمت للجنود في المعسكر البريطاني عام 1945، أول دار عرض سينمائي لأفلام سينمائية صامتة، وكانت عروض هذه الأفلام في معظمها وثائقية قصيرة وترفيهية، إلى جانب بعض الأفلام الضاحكة بغرض الترفيه والتسلية عن العاملين في المحطة، حيث أن السينما كانت عبارة عن جهاز متنقل للعرض “بروجكتر” يعرض مادة الفيلم على الجدار، ولم يتم تجهيزها بكراس لجلوس الجماهير، بل كانت عبارة عن علب معدنية للكيروسين وكانت تملأ نصفها بالرمل وتوضع على الأرض لكي يجلس عليها الناس”. ويعرض متحف المحطة “الصندوق الأسود”، وهو الاختراع الذي ولد في العام 1954، عندما اقترح عالم الطيران الأسترالي ديفيد وارن صنع جهاز تسجيل يقوم بتسجيل تفاصيل رحلات الطيران، إلى ذلك، تقول بوشليبي “يعتقد الكثير من الناس أن لون الصندوق هو اللون الأسود في حين هذا خطأ شائع، فلونه برتقالي أو أصفر فسفوري وذلك لتمييزه بسهولة بين حطام الطائرة، وما يزال سبب التسمية غامضا تاريخيا فقد ذهب البعض أنه سمي باللون الأسود بسبب الكوارث وحوادث تحطم الطائرات، ويسمى أيضا (بمسجل معلومات الطائرة)، حيث يوجد في كل طائرة صندوقان يقعان في مؤخرة الطائرة يسجلان ما يحدث للطائرة طول فترة سفرها”. وتضيف بوشليبي “يعرض متحف المحطة أيضا كتابا مهما هو سجل بيانات الطقس، ويعود هذا السجل إلى أكثر من سبعين عاما، عندما كان يتم في الشارقة جمع بيانات الرصد الجوي لضمان سلامة خطوط الطرق الجوية، حيث تخبر هذه المعلومات عن توقع هطول الإمطار أو هبوب رياح عاتية، كما توفر معلومات للمنطقة يستفاد منها في مقارنة الأحوال الجوية في كل يوم بغيره من الأيام السابقة ومعرفة أنماط الطقس والجو”. نافذة على العالم الخارجي لعب مطار المحطة “مطار الشارقة القديم” منذ إنشائه، دورا تاريخيا في الانفتاح على العالم الخارجي حيث يعد أول مطار يقام على ارض الإمارات ويعطى الفرصة كوسيلة سريعة وسهلة للانتقال عبر الشارقة إلى دول الخليج والعالم ليخرج بذلك الشارقة والإمارات من عزلتها ويجعلها تفتح أبوابها على الدنيا والعالم، وتكمن أهمية متحف المحطة بالنسبة للزوار اليوم وبخاصة الأجيال الجديدة، من خلال توضيحه لفترة هامة من تاريخ الإمارات، كما يعكس مرحلة مهمة من مراحل التطور التي مرت به دولة الإمارات من خلال أقسامه مثل جناح الطيران وقسم المخترعات وقسم القديمة والحرف والمهن، ويعود تاريخ المطار إلى بداية الثلاثينات. ورغم وجود مهبط طائرات بسيط في الشارقة خلال فترة العشرينيات من القرن الماضي، فقد قررت شركة طيران “امبريال إيرويز” التخلي عن رحلاتها عن طريق بلاد فارس وتبني طريق جنوبي عبر الخليج للوصول إلى وجهتها في الشرق البعيد، فانضمت إلى الخط الجديد آنذاك القاهرة والكويت والبحرين والشارقة، وهذه المعلومات موثقة بالصور والنماذج يعرفها زائر جناح الطيران حيث يشاهد طائرة صغيرة تابعة لطيران الخليج وعمرها الحقيقي أكثر من ستين عاما وتنتصب تحتها طائرة كبيرة تابعة للشركة ذاتها إلى جانبها سيارة تزويد وقود صنعت في يونيو من العام 1947. أول رحلة تجارية يذكر أن أول رحلة طيران تجارية من البحرين إلى الشارقة تمت في يونيو 1932، واستخدمت الشارقة لأغراض النقل من قبل أسراب الأسطول الجوي الملكي وتحولت مع اندلاع الحرب العالمية الثانية إلى قاعدة لعمليات الطيران الحربي، مثلما كانت الطائرات التي تستعمل لمراقبة الغواصات والاستطلاع التصويري والتصوير الجغرافي الجوي، وفي السنوات التي تلت الحرب دخلت الشارقة عصر استقبال الطائرات النفاثة الضخمة عندما هبطت فيها ثلاث طائرات تابعة لسلاح الطيران الهندي، وغادرت آخر الطائرات العسكرية البريطانية في ديسمبر 1971 وكانت ثمانية من طراز “هنترز”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©