الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«قنبلة بيونجيانج».. عزف على أنغام الفخر الوطني

8 يناير 2016 01:40
طوكيو (أ ب) عندما أشارت كوريا الشمالية الشهر الماضي إلى أنها تمتلك قنبلة هيدروجينية، أثارت غضباً شديداً وسيلاً من الانتقادات، والآن بعد أن زعمت أنها اختبرت واحدة بالفعل، تعامل الجميع مع الأمر بجدية أكبر بكثير، واندلعت عاصفة من التحذيرات الغاضبة والتهديدات بفرض عقوبات جديدة على بيونجيانج. ولكن يبدو أن المهمة قد أنجزت من وجهة نظر كوريا الشمالية، ففي حين لا يزال هناك تشكك كبير حول ما تم تفجيره بالفعل أول من أمس، لكن النظام الحاكم هناك يستطيع التكيف بشكل كبير مع العالم من خلال حساب منافع ومخاطر إثارة التوترات والابتعاد حتى عن أوثق حلفائه للحصول على ما يريد. ورغم ذلك يبقى ما تريده كوريا الشمالية من وراء إثارة مثل هذه التوترات غامضاً، لا سيما أنها بارعة في إخفاء دوافعها الحقيقية. وأما بالنسبة لمعظم دول العالم، فإن الأسباب التي تجعل ذلك الاختبار فكرة سيئة تبدو واضحة تماماً، وهي أن بيونجيانج عرضت نفسها بالتأكيد إلى عقوبات أشد قسوة على اقتصادها المترنح بالفعل، وبتجاهل جهود الصين الرامية إلى إثنائها عن إجراء تجارب نووية، وجهت ضربة علانية في وجه أهم شركائها التجاريين، وسندها السياسي في وجه الولايات المتحدة. وعززت بيونجيانج بإعلانها نفوذ خصومها في الأمم المتحدة، الذين بات بمقدورهم الدفع بقوة إلى مزيد من الإجراءات العقابية. بيد أنه في جوهر كل قرار يتخذه النظام الكوري الشمالي يكمن مبعث قلق يتم التغاضي عنه، وهو بقاء النظام ذاته، الذي يعتمد على تعظيم قائده «كيم جون أون»، والقدرة على البقاء بمنأى عن الولايات المتحدة وحلفائها، التي تعتبرها بيونجيانج تمثل تهديداً وجودياً. ولطالما زعم الشطر الشمالي من شبه الجزيرة، والمعروف باسم جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، أن لها الحق في تطوير أسلحة نووية للدفاع عن نفسها ضد الولايات المتحدة، وهي قوة نووية عتيدة، وهي في حالة حرب ضدها منذ أكثر من 65 عاماً. ولكن كي ترسخ تهديداً نووياً موثوقاً، لابد لكوريا الشمالية أن تفجر قنابل نووية جديدة، ونماذج مصغرة منها، ليتمكن علماؤها من تحسين تصميماتهم والتكنولوجيا التي يطورونها. وعندئذ، يمكن استخدام الصواريخ المجهزة بقنابل نووية كأدوات ردع وأوراق مساومة دبلوماسية مع الولايات المتحدة، التي دفعتها بيونجيانج قبل وقت طويل إلى سحب جنودها من المنطقة وتوقيع معاهدة سلام رسمية تنهي الحرب الكورية. وقالت وكالة الأنباء الكورية المركزية «إن الاختبار هو إجراء للدفاع عن النفس اتخذته الجمهورية الكورية لحماية سيادتها وحق الدولة الجوهري من التهديد النووي المتنامي وابتزاز القوات العدائية التي تقودها الولايات المتحدة». وبصورة عامة، يعتبر الحفاظ على تهديد الغزو حاضراً في أذهان الكوريين الشماليين طريقة مجربة في تعزيز الوحدة وتشتيت الانتباه عن قضايا أخرى مثل الاقتصاد. وعلاوة على ذلك، يعتبر زعم بيونجيانج أن اختبار قنبلة هيدروجينية تحرك كلاسيكي، ولتعزيز التأثير الكبير، والعزف على أنغام الفخر الوطني. وأوضحت هازيل سميث، مديرة المعهد الدولي للدراسات الدولية في جامعة «هانكشاير» ببريطانيا، أنه على الصعيد الدبلوماسي لا تخشى كوريا الشمالية من إغضاب أي طرف. وأضافت سميث التي عاشت في كوريا الشمالية في نهاية التسعينات وبداية الألفية الجديدة، وعملت مع الأمم المتحدة: «إن كل اختبار نووي تجريه تسبب في حالة ذعر شديدة في الصين»، لافتة إلى أن الكوريين الشماليين لم يكونوا أبداً سريعي التأثر بحيث يتركوا لبكين المجال كي تملي عليهم ما يفعلونه». وبدلاً من ذلك، تعتقد الحكومة الكورية الشمالية أن الجيش هو مفتاح بقاء النظام، وأن التخلي عن تطوير أسلحة نووية، مثلما فعل معمر القذافي في ليبيا، سيفضي ببساطة إلى سقوط الحكومة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©