الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الاتحاد» في جبهة القتال على تخوم تعز.. والمعنويات في السماء

«الاتحاد» في جبهة القتال على تخوم تعز.. والمعنويات في السماء
5 نوفمبر 2015 13:29

استطلاع: عبدالرقيب الهدياني إلى الغرب من لحج وعلى تخوم محافظة تعز هناك جبهتان مشتعلتان «كرش الشريج، الوازعية المضاربة» والتي لا تبعد كثيراً عن عدن حيث تدور فيهما معارك طاحنة منذ قرابة الـ36 يوماً، يستميت المتمردون للتقدم صوب الوازعية واختراق محافظة لحج وإحداث ثغرة باتجاه عدن، لكن أنى لهم ذلك، حيث تنكسر كل محاولاتهم البائسة بفعل صمود وبسالة رجال قبائل الصبيحة الشجعان. في قمة جبل الخُزم الاستراتيجي يرابط المئات من رجال القبائل وعيونهم وأسلحتهم ترصد تحركات ميليشيا الحوثي والمخلوع ويقول عبدالجبار الصبيحي «لن نسمح للحوثيين بالتقدم إلا على جثثنا وأننا سنقاتلهم متى ما بقوا يهددونا على تخوم حدودنا مع الوازعية، ورغم شح الإمكانات وقلة التموين إلا أننا بالعزيمة سندحرهم، وسنطردهم صاغرين خائبين من أرضنا». ويواصل المقاتل عبدالجبار علي في إطار حديثه لـ(الاتحاد): إن الحوثيين يتكبدون خسائر فادحة يومياً بالأرواح والعتاد العسكري رغم إمكاناتهم البشرية والتسليحية، مؤكداً استحالة قدرتهم على اجتياح مناطق الصبيحة، بفضل الله أولا، ثم بصمود رجال المقاومة وغطاء طيران التحالف العربي. وتبقى المواجهات في جبهة المضاربة المطلة على باب المندب بطبيعتها الجبلية، جبهة استراتيجية وذات أهمية كبيرة كونها تطل على مضيق باب المندب وجزيرة ميون بل أجزاء واسعة من محافظة عدن، وهو ما يتطلب من قيادة المنطقة العسكرية الرابعة وقوات التحالف العربي دعم جبهة المضاربة بالسلاح حسب القيادي البارز بالمقاومة صدام علي الأغبري. ويواصل صدام الأغبري الذي التقيناه بجبل الخُزم الاستراتيجي: جبهة المضاربة الأقوى على الإطلاق من حيث استمرارية المعارك الضارية طيلة الـ36 يوماً الماضية من بدء المواجهات ومقدار عدد القتلى والجرحى الذين يتكبدهم العدو. الموقع الاستراتيجي هو السبب تقع مديرية المضاربة بالجنوب الغربي لمحافظة لحج والأكبر من حيث المساحة، حيث تبلغ مساحتها (1848.50) كم وعاصمتها «الشط» وتتنوع القبائل فيها كـ(الكعللة، الأغبرة، البوكرة، المشاولة، العلقمة، الشبيقة، المحّاولة، الشماية) بواقع (45808) نسمات وفق آخر إحصائيات وزارة الصحة والسكان بـ2004م. وسكانها الأصليون هم قبائل الصبيحة والذين يسكنون مديرية المضاربة، بالإضافة إلى مديريات ومناطق أخرى كمديرية طور الباحة وكرش ومجمل ما تحويه الجغرافيا الصبيحة قرابة الـ(48) قبيلة، حيث كانت قبائل الصبيحة مديرية واحدة إبان جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية - اي ما قبل 1990م. وتمتد الجغرافيا الصبيحية من كرش شرقاً حتى باب المندب غرباً وأغلب سكانها يعملون بالسلك العسكري والصبيحة هي القبيلة التي ينحدر منها الرئيس قحطان الشعبي أول رئيس لليمن الجنوبي عقب الاستقلال من بريطانيا وفيصل عبداللطيف رئيس وزراء دولة الجنوب ومحمود الصبيحي وزير الدفاع الحالي. وتستميت جماعة الحوثي بالسيطرة على المضاربة الواقعة إلى الشمال الغربي لعدن كونها الأقرب إلى المدينة بعد تعثرهم بجبهتي كرش ومكيراس وتبعد مديرية المضاربة عن عدن نحو (138) كيلومتراً و(30) كيلومتراً إلى باب المندب. وتشرف جبال المضاربة المطلة كجبل المُصلى على باب المندب حيث يبلغ ارتفاعه (3500) قدم فوق سطح البحر وغيرها من الجبال أمثال جبل الخُزم والتي تستميت ميليشيات الحوثي للسيطرة عليه لضمان السيطرة الكاملة على خطوط الإمدادات القادمة بين تعز وعدن في الطريق الساحلي. ورفضت قبائل الصبيحة بعام 2007م بتحويل جبل المُصلى الاستراتيجي إلى مقر لشركة اتصالات بطلب من المخلوع صالح آنذاك كون في الأمر خدعة، حد وصف القائد صدام الأغبري، لكن صدام يتمنى من طيران التحالف تنفيذ إنزال لسلاح الدوشكا فوق الجبل ليتمكن رجال المقاومة من قصف الثكنات العسكرية التي يسيطر عليها الحوثيون في قمم جبال الوازعية. ملاحم بطولية تسطرها المقاومة سرد لنا عدد من المقاتلين عن ملاحم بطولية سطروها في الجبهة وكبدوا خلالها ميليشيا الحوثي والمخلوع خسائر فادحة ولقنوهم دروساً في القتال وكسروا محاولات تقدمهم أكثر من مرة. وقبل أيام نفذ مقاتلو المقاومة عملية التفاف ناجحة على عناصر حوثية تتمركز بجبل «النجج» وقتلوا الفرقة التي تسللت وعددها عشرة أشخاص، لكن قائدهم البارز والذي يدعى «غياب صالح ساري عسكر الطبح» وقع في الأسر ويعود أصله إلى مديرية رازح صعدة - كما بينت لنا هويته الشخصية لكننا لم نتمكن من تصويره كونه نُقل إلى مكان آمن إلى جانب الأسرى الحوثيين من بداية المعركة حسب رجال المقاومة. «لا نريد منكم شيئاً سوى أن تسمحوا لنا بالعبور إلى عدن».. هكذا يرد القيادي الحوثي الأسير عندما سألوه عن سر قدومهم للجنوب مرة أخرى والذي عثر بجعبته على حُروز أسحار بمطويات يصل طول الواحد منها إلى 4 أمتار بخط لا يقرأ. ولا تزال جثث عشرات القتلى من الحوثيين ملقاة بالعراء، وقد حاولنا تصوير الجثث من على سفح الجبل، لكن القناصة أمطرونا برصاصٍ كثيف مما استحال علينا ذلك. «تريد ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح العودة إلى عدن من خلال المضاربة، وهذا لن يكون بإذن الله ما دمنا قابضين على الزناد، وكل خلف (مترسه)»، هكذا يرد علينا أركان حرب لواء الحزم العميد عوض محمد علوان. ويواصل العميد عوض لـ«الاتحاد» أن رجال الصبيحة كبدو العدو خسائر كبيرة، وجعل من قبائل الصبيحة يداً واحدة بوجه الغزاة، وأن استمرارية مواجهة هذا العدو سيكسره وسيرجع من حيث أتى وأن الصبيحة لن تكون جسر عبور للغزاة إلى عدن». المقاومة تطالب بمزيد من الدعم لم تتوقف دوي المدافع والقصف المتبادل بين المتمردين الحوثيين وقبائل الصبيحة، فاستماتة حوثية بالاجتياح يقابله إصرار قبلي بالصمود مع تعزيزات للحوثيين من جهة محافظة تعز بشكل يومي، التي كان آخرها استخدامهم صواريخ الكاتيوشا. قدمت قبائل الصبيحة قرابة الـ15 شهيداً و40 جريحاً منذ بدء المعركة مقابل عشرات القتلى والجرحى من الحوثيين، بالإضافة إلى أسرى حسب القيادي بالمقاومة صدم الأغبري لـ«الاتحاد». وكل المقاومين الذين التقيناهم في الخطوط الأمامية يشيدون بدور دول التحالف العربي، خصوصاً المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرين إلى أن وقفة الأشقاء الخليجيين إلى جانب المقاومة والشعب اليمني كان لها الأثر الأكبر على أداء وقدرات ومعنويات المقاتلين. ويقول المقاتل الشاب عيدروس علي عبده، وهو طالب في جامعة عدن تخصص إعلام وعلاقات عامة إن (المقاتل منا يحمل السلاح، وهو يشعر أن دولا خليجية وعربية ذات حجم وثقل إقليمي ودولي تسنده وتآزره فيشعر بالزهو والحماس فيندفع بكل بسالة وشجاعة لحرب الحوثيين وكسر شوكتهم وهزيمة مشروعهم الخبيث القادم من إيران). ويتابع عيدروس لـ(الاتحاد): ما أجمله من نضال وكم هو شعور الواحد منا بالفخر والاعتزاز عندما يقف في صف تحالف عربي واسع ومشروع قومي كبير كأمة واحدة من المحيط إلى الخليج لقطع يد طهران العابثة بوطننا وأمتنا. خبير عسكري: تحرير تعز خلال 3 أيام عواصم (وكالات) توقع الخبير العسكري فايز الدويري أن يتم دحر مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح من تعز خلال ثلاثة أيام، وقال في تصريحات: «إن قوات الشرعية والمقاومة الشعبية يسيطران حالياً على 90 في المائة من مناطق المحافظة مقابل سيطرة المتمردين على 10 بالمائة فقط، لكن في مواقع استراتيجية تفرض الحصار على المدينة، ولذلك هناك حاجة لفك الحصار من الخارج، وهذا ما حدث عندما بدأت قوات التحالف تعزيز وضع المقاومة من خلال فك هذا الطوق من جهات عدة». ورأى الدويري أن عملية تبديل القوات في الحروب ظاهرة صحية تدل على أن مقدرات الدول تسمح لها بهذا التبديل، وقال: «إن عملية تبديل القوات في الحروب موروث تاريخي وثقافة عسكرية أصبحت إلزامية بقرار من الاستراتيجية العسكرية». وأضاف أن هناك معطيات تلزم بتبديل القوات، وذلك بناء على البيئة المعادية والجغرافية والطقس، التي تؤثر كلها مجتمعة مع طول الوقت على الروح المعنوية للجنود. وأكد أنه من الأفضل تبديل القوات مع الأخذ في الحسبان محاذير التبديل والخبرة وبنك المعلومات لدى القوات المتواجدة، حيث إنه لا بد أن تكون القوات الجديدة على دراية بالمعلومات المحدثة عن الأرض والعدو من خلال معلومات للضباط وهيئة الأركان ثم لباقي القوة. من جانبه، أوضح الخبير العسكري محمد القبيبان من خلال تجربة في حرب تحرير الكويت أن تبديل القوات شيء متعارف عليه في الجيوش، وله مردود إيجابي على القوات المستبدلة والمبدلة ويعد فرصة للقوات الجديدة حتى تقوم بأدوار ومهام تؤكد ثقة القيادة بها، إضافة إلى اكتساب الخبرة الميدانية في ظروف الحرب الحقيقية. وقال إن عملية التبديل تبدأ بقوات الإمداد وإحلالها بدلاً من القوات المراد تبديلها ويتم ذلك بتشكيل عسكري من سرايا مجزأة حتى تكمل القوات الجديدة تمركزها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©