حوار- إبراهيم العسم:
رضا عنايتي أو ''رضا الهداف''·· هكذا تلقبه الجماهير والصحافة الإيرانية كأحد أبرز وأهم الهدافين التي تزخر وتفتخر بهم الكرة الإيرانية، وهكذا يريد أن يطلق عليه باعتباره لا يميل إلى الألقاب الأخرى ويفضل أن يرتبط لقبه الرياضي باسمه· وعنايتي هو أفضل هداف في تاريخ الكرة الإيرانية وذلك حسب الأرقام المسجلة في سجلات الاتحاد الإيراني، فقد حصل 9 مرات على لقب هداف للدوري الإيراني منها 3 مرات من أصل 5 مواسم في دوري المحترفين سجل خلالها أكثر من 80 هدفا بالإضافة إلى احتفاظه بلقب أكثر لاعب سجل ''هاتريك''، وبزغت نجوميته مع فريق أبومسلم في مدينة مشهد بإقليم خرسان مما دفع الفرق الإيرانية الكبيرة الى أن تتسابق للتوقيع معه حتى استقر الحال به عندما انتقل إلى فريق الاستقلال عام 2002 لتبدأ رحلته الاحترافية بشكل أكبر في سماء الكرة الإيرانية، واختير ضمن المنتخب الإيراني قبل 5 سنوات وتحديدا في موسم 2001/ 2002 ولكنه دفع ثمن تواجد اللاعبين الكبار أمثال علي دائي وعلي كريمي وخداد عزيزي وغيرهم من اللاعبين الإيرانيين الذين كانوا في أوج تألقهم، لكنه يرى أن المدرب الكرواتي برانكو ظلمه بعدم اختياره قبل ذلك التوقيت بحجة أنه من ناد متواضع يلعب في الدرجة الثانية، ولكن كانت للجماهير الإيرانية ووسائل الإعلام الكلمة الفصل على المدرب الذي اختاره بعد ذلك في المنتخب الإيراني·
وعن تجربته الاحترافية الأولى خارج إيران يقول عنايتي: إنه سعيد بها ولا يملك إلا أن يشكر إدارة نادي الإمارات برئاسة الشيخ أحمد بن صقر القاسمي وأعضاء مجلس الإدارة والجهازين الفني والإداري وكذلك إخوانه اللاعبين الذين وجد منهم التعاون والحب والصدق في المعاملة، مشيرا إلى أن هذا هو الدافع الحقيقي وراء تألقه مع الأخضر وتسجيله 8 أهداف حتى الآن، ويضيف قائلا: أن الكرة الإماراتية تمتلك المقومات المادية والفنية وتمتلك أنديتها البنية التحتية لإطلاق دوري المحترفين، ومطالبة المسؤولين بعدم التريث والاستعجال في إطلاق مسابقة محترفة ستساهم في الارتقاء بالكرة الإماراتية والرياضة بشكل عام إلى أعلى المستويات لاسيما في ظل الفوز ببطولة كأس الخليج العربية لأول مرة في تاريخ الإمارات· مشيرا إلى أن القاعدة الجماهيرية لها مردود إيجابي وستسهم بشكل تلقائي في نجاح التجربة المرتقبة·
الدوري يتطور
وعن الدوري الإماراتي يقول: إنه سعيد بأن ينضم إلى كوكبة من اللاعبين الإيرانيين المتواجدين في الدوري الإماراتي، وأنه على الصعيد الشخصي اكتسب خبرة فنية ومعرفة جديدة في كرة القدم التي يعشقها منذ الصغر، مشيرا إلى أن الدوري في الإمارات في تحسن في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ وهو يتطور إلى الأمام ومن الأفضل إلى الأفضل في ظل وجود اهتمام وإمكانيات مادية ومعنوية ساهمت في حصول الإمارات على كأس الخليج، وستساهم مستقبلا في وصول الكرة الإماراتية بشكل دائم إلى المراتب المتقدمة على الصعيد الآسيوي·
وعما إذا كانت عدم إجادته للغة العربية تشكل عائقاً في التفاهم مع اللاعبين يقول عنايتي: أبدا لا أشعر بأي عائق يفصلني عن اللاعبين فهم مجموعة طيبة ومتجانسة مع بعضها البعض، وأنه يجد الدعم المعنوي والمعاملة الطيبة منهم ولهذا فهو سعيد بتواجده مع فريق الإمارات ويتمنى أن يقدم لهم وللفريق كل ما يملك من خبرة ومستوى فني يساهم في بقاء الفريق ضمن أندية الدرجة الأولى· وأضاف أنه لا توجد لديه مشكلة في فهم اللغة العربية، فهو يفهم ما يقوله اللاعبون ولكنه لا يستطيع الرد باعتبار أنه لا يجيد التحدث بالعربية بشكل جيد، ومن أجل هذا فهو يسعى إلى تعلم اللغة العربية وسوف يتعلمها قريبا·
وعن توقعاته لدوري المحترفين في الإمارات يقول عنايتي: بعدما تعاقد معي نادي الإمارات وجئت إلى هنا استغربت من الإمكانيات الكبيرة التي تحظى بها الكرة الإماراتية، وأنه إلى الآن لم يطبق الاحتراف، ولم يطلق دوري المحترفين، مطالبا المسؤولين بأن يتم الإسراع في إطلاق دوري المحترفين، ويرى أن عدد الفرق يجب أن تزيد في دوري المحترفين حتى تزيد الفائدة، وعلى الأندية توسيع قاعدة اختيار اللاعبين الأجانب، والتعاقد مع اللاعبين الذين سيثرون المستوى ويساهمون في تطوير الكرة واختبارهم الاختبار الجيد قبل توقيع العقد معهم·
ظاهرة اللاعبين الإيرانيين
وحول بروز اللاعبين الإيرانيين بشكل لافت عن غيرهم من اللاعبين يضيف: أن هذا راجع إلى أن طبيعة اللاعب الإيراني متقاربة ولا تختلف مع اللاعبين المحليين فالعادات والتقاليد تكاد تكون واحدة، كما أن قرب المسافة يلعب دورا كبيرا في نجاح وبروز اللاعبين الإيرانيين عن غيرهم من اللاعبين الأجانب، مشيرا إلى أن المعاملة الحسنة والطيبة التي يشتهر بها أهل الإمارات هي من تشجع الكثير من اللاعبين للتعاقد مع الأندية الإماراتية لاسيما وأن الحقوق المادية يحصل عليها اللاعب أولا بأول وهي المقياس وتدفع اللاعب إلى تقديم مزيد من الجهد والعطاء في الملعب، وأضاف: أنه كان يتوقع بأن تكون مهمته صعبة لاسيما وأنه لا يجيد اللغة الإنجليزية لكن مجرد وصوله إلى الملعب والانخراط في التدريبات وتعاون الجميع معه ساهم في تسهيل مهمته، وفي هذا الصدد فهو يشكر الشيخ أحمد بن صقر القاسمي رئيس النادي على تجاوبه في تذليل العقبات التي تواجهه كلاعب·
عروض عديدة
وعن العروض المقدمة له قال: في البداية تربطني علاقة طيبة مع نادي الإمارات، وأنا مرتبط مع الأخضر حتى نهاية الموسم ونسعى جميعا إلى النهوض بالفريق ليتمكن من تحقيق هدفه بالبقاء ضمن الفرق الممتازة في الدوري الإماراتي، أما بالنسبة للعروض المقدمة لي نعم هناك عروض تم مقدمة من أندية داخل الدولة، وهو كلاعب محترف يجب عليه مناقشة ودراسة جميع العروض، مشيرا إلى أنه حول جميع العروض إلى مدير أعماله ليدرس العروض المقدمة، وأضاف أنه ليس مع الاحتراف الأوروبي ويفكر في أن يحترف في الإمارات بدلا من الرحيل إلى أوروبا، ويرى أن لاعبا بحجم علي كريمي ظلم في بايرن ميونيخ لأنه لا يلعب بشكل أساسي وأحيانا لا يكون ضمن القائمة التي ستلعب المباراة·
قادرون على البقاء
وعن إمكانية وحظوظ فريق الإمارات للبقاء ضمن فرق الدرجة الاولى قال عنايتي: لاشك أن المهمة صعبة وتحتاج منا كلاعبين جهدا مضاعفا، وأعتقد أن فريق الإمارات لديه القدرة ليس فقط على البقاء وإنما القدرة على أن يكون فوق منتصف الجدول، مشيرا إلى أن سبب بقاء الفريق بهذا الوضع هو تفكير اللاعبين نحو كيفية البقاء، ولهذا أطالبهم بأن ينظروا دائما إلى الأمام وأن يكونوا أكثر ثقة في إمكانياتهم·
وأضاف أن المدرب التونسي العجلاني يحاول من خلال العمل الذي يقوم به مع الفريق إعطاء الفريق مثل هذه المبادئ بالإضافة إلى العمل بشكل كبير على الناحية التكتيكية والتكنيكية·
اللاعب الإيراني
أثبت جدارته
أكد رضا عنياتي أن اللاعبين الإيرانيين حريصون على تقديم المستوى الطيب، وقيادة فرقهم نحو الأفضل، مشيرا إلى أن تجربة فرهاد مجيدي الاحترافية وللموسم التاسع على التوالي ومن قبل علي كريمي أثبتت حقيقة هذا الأمر·
وأضاف أنه ينظر بإعجاب إلى المستوى الفني الذي يقدمه علي سامره وجواد كاظميان مع فريق الشعب، ويتمنى التوفيق لشجاعي مع الشارقة ولمبعلي مع الشباب، مشيرا إلى أن برهاني لم يحالفه الحظ والتوفيق مع النصر بالرغم من انه لاعب متميز وصغير وله مستقبل طيب·
عدد اليوم
