الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كيري: نظام الأسد «وحشي» وموعد «جنيف 2» خلال أيام أو أسبوع

كيري: نظام الأسد «وحشي» وموعد «جنيف 2» خلال أيام أو أسبوع
8 نوفمبر 2013 00:56
جمال إبراهيم، وكالات (عمان) - أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري امس إحراز تقدم مهم في محادثاته مع الفلسطينيين والإسرائيليين، رغم ما ساد من توتر في الفترة الأخيرة، وقال خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني ناصر جودة في عمان إنه رغم الصعوبات فإنه لا يوجد بديل للسلام، وإنه من الضروري أن يعمل المفاوضون من الجانبين على التوصل إلى اتفاق بخصوص الوضع النهائي. واعرب كيري الذي عقد لقاء مطولا مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عن ثقته في إمكانية تحديد موعد لمؤتمر “جنيف 2” بشأن حل الأزمة السورية خلال أيام أو أسبوع على اكثر تقدير، واكد مساندة بلاده للأردن للتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين. بينما شدد عاهل الأردن على موقفه الداعم لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة يوقف مأساة الشعب السوري، وينهي الصراع الدائر، بما يجنب المنطقة آثاره الكارثية، ويحفظ وحدة سوريا أرضا وشعبا”، كما اكد دعم الجهود الأميركية الهادفة إلى المضي قدما في مفاوضات السلام استناداً إلى حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. واجتمع كيري مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء امس في عمان للمرة الثانية خلال أقل 24 ساعة. وقال مصدر دبلوماسي فلسطيني رفيع لوكالة “يونايتد برس إنترناشونال”، إن الجانبين استكملا ما تم بحثه خلال لقائهما الأربعاء في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، لجهة آخر تطورات عملية السلام. وكان كيري قال خلال المؤتمر الصحفي مع جودة “احرزنا تقدما مهما في محادثاتنا مع الفلسطينيين والإسرائيليين حول عدد من الأمور ضمن مجموعة الأمور التي تقلقنا”، وأضاف “من المهم بالنسبة لنا أن تكون هناك إمكانية للتقدم بحذر وبهدوء”، موضحا أنه سيلتقي مجددا عباس، وسيعود إلى القدس المحتلة اليوم الجمعة للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأشار كيري إلى أن الملك عبدالله الثاني قدم العديد من الأفكار والاقتراحات المهمة، مؤكدا حرص الولايات المتحدة على استمرار التواصل والتشاور والتنسيق مع الأردن حيال عملية السلام وقضايا المنطقة. وقال “إن الأردن ليس مجرد جار أو متفرج فيما يخص عملية السلام إنما طرف أساسي وله مصالح كبيرة في نتائج الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وهو شريك في السلام مع جميع الأطراف”. وقال كيري “انه بالرغم من وجود صعوبات إلا أن المحادثات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي كانت مثمرة وستستمر”، مؤكدا التزام الولايات المتحدة بتحقيق السلام. وأضاف “أن عباس ونتنياهو أكدا التزامهما بتحقيق السلام على الرغم من وجود صعوبات والتوترات الواضحة”، معتبرا أنه رغم الصعوبات فإنه لا يوجد بديل للسلام”، مشيرا إلى رغبة جميع الأطراف بمن فيهم لجنة مبادرة السلام العربية بتحقيق السلام”. وأضاف “أن السلام الذي يضمن تطبيع إسرائيل علاقاتها مع 57 دولة عربية وإسلامية سوف يجعل المنطقة اكثر المناطق غنى ويخلق فرصاً اقتصادية لا يمكن تخيلها”. من جهته، أكد وزير الخارجية الأردني أهمية تجسيد حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، استنادا إلى المرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية، لافتا إلى أن الأردن يعتبر أن إقامة الدولة الفلسطينية مصلحة وطنية أردنية عليا. وأضاف “أن الملك عبدالله الثاني أجرى مع كيري مباحثات هامة وواضحة وشاملة حول العديد من القضايا”، مؤكدا أهمية الدور الأميركي من خلال رعاية المفاوضات الجارية وتواصل كيري مع لجنة مبادرة السلام العربية والجهود المستمرة لتحقيق السلام، مشددا على موقف الأردن المتمسك بحل الدولتين، حيث إن الأردن صاحب مصلحة وليس وسيطا أو مراقبا. وأشار المسؤول الأردني إلى أن أهم ما في المفاوضات أنها محددة بجدول زمني مدته 9 شهور بدأ في 30 يونيو الماضي ودخل في شهره الرابع، داعيا إلى أهمية وقف الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب، مشيرا إلى أن كل العالم يجمع على أن الاستيطان عقبة أمام السلام وهو غير شرعي وغير قانوني، لذلك يجب تسريع المفاوضات لترسيم الحدود التي تضمن وقف الاستيطان. وحول الأزمة السورية، قال كيري إنه واثق من إمكانية تحديد موعد لمؤتمر “جنيف 2” بشأن سوريا خلال أيام أو أسبوع على أكثر تقدير، وقال “إن هذا التأخير في تحديد الموعد سيسمح للمعارضة السورية في المنفى بالاجتماع غدا السبت والتوصل إلى اتفاق بشأن موقفها من المفاوضات”، وأضاف “أنا واثق انه في غضون الأيام المقبلة سيتم تحديد موعد وإذا كان الأمر يتعلق بتأخير أسبوع، سيتيح للناس وقتا للاستعداد وإتاحة فرصة أكبر لاستكشاف مختلف الخيارات”. ورأى وزير الخارجية الأميركي أن الأزمة السورية لم تحصل على الاهتمام الكافي من المجتمع الدولي، وخاصة ما حدث من تشريد وتجويع للشعب الذي أكل لحم القطط والكلاب. وأضاف “ندرك تأثير ما يجري في سوريا على الأردن ونحن ممتنون جدا للشعب الأردني وللحكومة الأردنية على كرمهم وسخائهم في استقبال اللاجئين السوريين ومساعدتهم وإيوائهم”. ووصف كيري الرئيس السوري بشار الأسد بـ”الوحشي”، وقال “إن الولايات المتحدة تعمل مع روسيا لحل النزاع في سوريا، لأن ما يحدث هناك له انعكاساته السلبية على المنطقة، وأضاف “أن الحرب في سوريا تحمل أكثر من مجرد الأسد، إنها تتعلق بعشرات آلاف العائلات التي فقدت أحبّاءها وبيوتها ولا تريد أن تفقد بلدها العظيم لصراع لا نهائي”. أما جودة، فأشار إلى الانعكاسات الإنسانية للازمة السورية على الأردن من خلال استقباله اكثر من 600 ألف لاجئ سوري على أراضيه، وتقديم الخدمات لهم على الرغم من الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به الأردن، مؤكدا أهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لمساعدة الأردن للاستمرار بأداء هذا الدور الذي يتحمله نيابة عن العالم، ومعربا عن شكره لمساندة ودعم الولايات المتحدة للأردن. وأضاف ردا على سؤال “أن قلوب وأبواب الأردن مفتوحة لاستقبال الأشقاء السوريين، ولكن لا يوجد أي بلد في العالم مهما كانت قوته الاقتصادية أو السياسية أو موارده يستطيع أن يتحمل زيادة سكانية بمقدار 20 إلى 21 بالمائة في فترة لا تتجاوز السنتين”. وبين جودة أن الأردن مستمر باستقبال اللاجئين وهو يطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه هذا الدور الذي يقوم به نيابة عن العالم، وفي غياب هذا الدعم فإن جميع الخيارات مفتوحة لحماية مصالح المملكة وحماية الشعب حيث إن المساعدات التي تأتي ما زالت أقل بكثير من حاجة الأردن. وأشار إلى أن هناك اتفاقا روسيا أميركيا بخصوص الأسلحة الكيماوية في سوريا، وقال “لا بد من تحقيق الحل السياسي الذي من شأنه أن يعيد الاستقرار والأمن”، معتبرا أن الجهود المبذولة لعقد مؤتمر جنيف 2 ستفتح الطريق أمام تحقيق الحل السياسي. وكان كيري اكد في تصريحات بعد لقاء الملك عبدالله الثاني مساندة بلاده للأردن للتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين. ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني عن كيري تأكيده استمرار واشنطن في مساندة المملكة لتتمكن من التعامل مع أزمة اللاجئين والعمل على حث المجتمع الدولي للعب دور أكبر وتحمل مسؤولياته في هذا المجال”. بينما اكد عاهل الأردن موقف بلاده الداعم لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة في سوريا يوقف مأساة الشعب، وينهي الصراع الدائر، بما يجنب المنطقة أثارا كارثية، ويحفظ وحدة سوريا أرضا وشعبا”. وقال عاهل الأردن لكيري “إن المجتمع الدولي مطالب بممارسة دور أكبر لوقف الإجراءات الأحادية التي تمارسها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكونها غير شرعية وغير قانونية، وتشكل عقبة حقيقية أمام مساعي تحقيق السلام”. وتابع “أن الأردن سيواصل العمل والتنسيق مع جميع الأطراف لدعم المفاوضات التي تعالج مختلف قضايا الوضع النهائي، والمرتبطة بمصالح أردنية عليا وفق جدول زمني واضح”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©