الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأمهات وراء نقص فيتامين «د» عند الأطفال

الأمهات وراء نقص فيتامين «د» عند الأطفال
5 نوفمبر 2015 21:52
أحمد السعداوي (أبوظبي) ينتشر نقص فيتامين «د» في الإمارات، ما يترك تداعيات صحية خاصة على الأطفال الرضع، الأمر الذي دعا ست طبيبات مواطنات يعملن في أبوظبي، إلى البحث في جوانب متعلقة بالظاهرة، من خلال دراسة أجرينها في 5 مراكز طبية بالعاصمة، شملت 245 أماً، وخلصت إلى نتائج مهمة، أبرزها أن الأم هي سبب نقص فيتامين «د» عند أطفالها. عوامل مؤهلة حول العوامل التي تؤدي إلى نقص فيتامين «د» عند الأطفال الرضع، تقول الدكتورة، كوثر العامري، إحدى المشاركات في الدراسة إن «نقص فيتامين «د» مشكلة عالمية، وأهم الأسباب التي تجعل الأطفال عرضه له هو نقص الفيتامين لدى أمهاتهم خلال مرحلتي الحمل والرضاعة». وتضيف: «هناك الطفل الذي يرضع رضاعة طبيعية، والآخر الذي يرضع رضاعة طبيعية بالإضافة إلى الحليب الصناعي المدعم، أو الذي يرضع الحليب الصناعي المدعم (أقل من لتر واحد يومياً)، وفي جميع الحالات لا يمد الطفل الرضيع بكفايته من فيتامين «د» وفق توصيات الجمعية الكندية لطب الأطفال، وهي 400 وحدة عالمية يومياً». وعن أعراض نقص الفيتامين عند الرضع، توضح أنها تتمثل في اتساع المنطقة الرخوة في رأس الطفل (اليافوخ)، وتأخر نموه من خلال ملاحظة تأخر الجلوس والزحف والمشي لديه، وضعف عضلاته أو تقوس ساقيه، كما أنه يصبح أكثر عرضة للكسور بعد أي رضوض بسيطة، إضافة إلى ظهور الانحناءات والتشوهات الشكلية في العظام، وهو ما يعد مؤشراً على وجود أمراض في العضلات والعظام والمفاصل، كما هي الحال مع الأطفال الذين يعانون مرض لين العظام (الكساح)». وحول كيفية معرفة الأهل أن طفلهم يعاني نقص فيتامين «د» في مرحلة مبكرة، تقول: «إنه ليست هناك أعراض لنقصه، وبالتالي من الصعب أن يتعرف الأهل مبكرا إذا كان أطفالهم الرضع يعانون نقص الفيتامين، لذا فإنه يُسمى المرض الصامت، ولا يمكن اكتشافه إلا عن طريق الفحص الطبي». ثلاثة مجالات وتقول: «إن الدراسة أظهرت أن ضعف الأمهات في المجالات الثلاثة التي تم قياسها، على الرغم من أن أعمارهن تراوحت بين 25 و34 سنة، وارتفاع مستواهن التعليمي». كما أظهرت الدراسة عدم استعداد بعض الأمهات لإعطاء قطرات فيتامين «د» لأطفالهن بسبب ضيق الوقت، وعدم تغطية الدواء من قبل الضمان الصحي، إلا أن نسبة كبيرة منهن أبدين استعدادا لذلك بعد أن عرفن خطورة نقص الفيتامين. وتضيف: «أظهرت الدراسة عدم التزام الأمهات بالنصائح الطبية التي يقدمها الطبيب المعالج، والتي أسفر عنها عدم استفادة الأطفال من الجرعات، لتصبح غير كافية، وتجعلهم عرضة للنقص»، مشيرة إلى أن الدراسة كشفت وجود مفهوم خاطئ لدى الأمهات حول أن تعريض الطفل للشمس كافياً لإكسابه فيتامين «د». وتذكر: «يمنع منعاً باتاً تعريض الأطفال ما دون السنة إلى أشعة الشمس، حيث أوضحت الجمعية الأميركية لتعليم طب الأطفال، وجمعيه الأمراض الجلدية الكندية، أن تعرضهم لها في هذه السن يزيد إصابتهم بسرطان الجلد». اكتشاف مبكر وتقول إن اكتشاف النقص ومعالجته يمنعان تشكل التشوهات العظمية المزمنة لديه، بالإضافة إلى تجنيب الطفل الالتهابات الصدرية المتكررة. وحول الأسباب، التي دفعت فريق العمل الإماراتي إلى إجراء دراسة حول نقص فيتامين «د» عند الرضع، والتي شاركت فيها الطبيبات إيمان الإحيائي، وحليمة الشحي، وخولة الظفيري، ودانة المرزوقي، وضحى العامري، تحت إشراف الاستشاريتين في طب الأسرة مها الفهيم، وابتهال درويش، تقول العامري: «لاحظنا أن هناك الكثير من الأطفال الرضع يعانون نقص الفيتامين، فقمنا ببحث مكثف في المجلات الطبية العلمية، ولم نجد دراسات كافية تتناول نقص فيتامين (د) لدى الرضع، فقررنا القيام بالدراسة، التي شملت خمسة من المراكز الطبية في أبوظبي، من خلال استهداف 245 أماً في فترة تطعيم الطفل بعمر ستة أشهر، في الفترة بين الأول من أكتوبر 2013 إلى 23 يناير 2014، من خلال توزيع استبانات باللغتين العربية والإنجليزية». وتضيف: «شملت الدراسة قياس معرفة الأم بفيتامين (د)، ونقصه، وكيفية اكتسابه، وآثاره، بالإضافة إلى مجموعة أسئلة تقيس النضج الفكري للأم من خلال تصرفها تجاه احتياج طفلها لمكملات فيتامين (د)، وقياس التزامها بإرشادات الطبيب، ونصائحه الخاصة بالفترة الزمنية للعلاج، وكمية الجرعات اللازمة». نصائح للأهل تقول كوثر العامري: «ننصح الأمهات بالبدء في إعطاء أطفالهن منذ الولادة فيتامين «د» سواء كان الطفل يشرب الحليب من خلال الرضاعة الطبيعية فقط أو الرضاعة الطبيعية مع الحليب المدعم. ويمكنهن إيقاف إعطاء القطرات بعد التأكد من أن الطفل يأخذ القدر المناسب والكافي من الحليب المدعم بفيتامين «د» خلال اليوم الواحد، مع تأكيد توافره في الأغذية المختلفة المقدمة للطفل مثل البيض والأجبان والسمك. كما ننصح بتشجيع الأمهات من جانب الأطباء في مراكز طب الأسرة وطب الأطفال في الفترات المخصصة لتطعيم الأطفال، وأطباء أمراض النساء والولادة، في فترة الحمل وما بعد الولادة على إعطاء الأطفال قطرات الفيتامين، والتأكد من صرفها، إضافة إلى تزويد الأمهات بالطريقة الصحيحة لاستخدام القطرات خلال فترة العلاج».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©