السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التوحديون لا يميزون الروائح ويتألمون بلا بكاء

التوحديون لا يميزون الروائح ويتألمون بلا بكاء
5 نوفمبر 2015 21:54
أشرف جمعة (أبوظبي) طفل عمره 11 عاماً مصاب بالتوحد أدهش الجميع برسمه خريطة مفصلة ودقيقة للعالم في أميركا، معتمداً فقط على ذاكرته القوية، وتمكنت طفلة متوحدة في الثالثة من عمرها من حفظ القرآن كاملاً في السعودية، فمن المعروف أن لكل طفل من هذه الفئة حالته الخاصة، ورغم أن هناك صعوبات ومشكلات مشتركة بينهم يمكن إجمالها في ثلاثة محاور أساسية وهي: اللغة، والسلوك، والعلاقات الاجتماعية، فإن دراسات أشارت إلى أن نسبة انتشار اضطراب التوحد تصل إلى 29 حالة من كل عشرة آلاف طفل، وتظل هذه الفئة بحاجة إلى رعاية وطرق علاج حديثة حتى يستخرج منها المجتمع الطاقات الخلاقة والإبداع الحقيقي وهو ما يعزز وجودهم داخل المجتمع. ويقول محمد نصر، أخصائي في التربية الخاصة: «أظهرت دراسات أن الأطفال المتوحدين يعانون اضطرابات جينية، وأن 1% منهم لديهم متلازمة الكروموسوم، و2% منهم عرضة للإصابة بمرض التصلب، وفي الحقيقة الأطباء يعدونه مرضاً يمكن علاجه والدليل على ذلك شفاء بعض الحالات بالخلايا الجذعية، فضلاً عن أن أغلب الأطفال المصابين بالتوحد لديهم نسبة عالية من التسمم بالمعادن، في حين يرى علماء النفس أن التوحد إعاقة والدليل على ذلك أنه لا يشفى بالعلاج الطبي غالبا، لكن من الممكن أن تتحسن سلوكات غالبية الأطفال ببرامج تعديل السلوك». ويذكر أن التدخل المبكر يسهم في علاج اضطراب التوحد، وخاصة في الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل، لافتا إلى خصائص سلوكية لطفل التوحد ومنها ارتفاع عتبة الألم فنجده يتحمل الألم، ولا يظهر تألمه مباشرة، فلا يبكي ولا يجري نحو والديه إذا أصابه مكروه، بالإضافة إلى أنه يقوم بإيذاء نفسه أحياناً فيقرض جلده، كما أنه يقوم بعض أصابعه. ويشير إلى أن نظرية فسيولوجية تفسر هذا السلوك مفادها أن هناك مادة «بيتا اندورفين» في مخ المصاب بالتوحد تسبب له متعة الإحساس بالألم، وهناك نظرية أخرى تفسر ذلك بأنه يقوم بذلك من أجل أن لفت انتباه المحيطين، ونظرية ثالثة تفسر ذلك بأن عملية إيذاء النفس تكون لتخفيف الاستثارة والتنبيه. ويوضح أن هناك بعض المؤشرات السلوكية لأطفال التوحد لابد من أن تؤخذ على محمل الجد تتمثل في تغطية الأذنين باليدين عند سماع أصوات، والبكاء، والصراخ في الأماكن المزدحمة، والانتباه الشديد للأصوات الرتيبة، وفتح وغلق الأبواب بشكل متكرر، والهمهمة مع النفس، ومتابعة الظل، وشم الأشياء، لافتا إلى أن التوحدي لا يميز بين رائحة وأخرى. ويقول نصر إن أسلوب علاج اضطراب التوحد يجب يشمل الناحية السلوكية للطفل باستخدام تقنية تعديل السلوك من خلال تعزيز السلوك الإيجابي، وعلاج النطق والكلام، والعلاج الدوائي، والعلاج بالحمية الغذائية بتجنيبه الأطعمة التي تحتوي على القمح والألبان، وإضافة مكملات غذائية كالفيتامينات. تجارب ناجحة يؤكد محمد نصر، أخصائي في التربية الخاصة نجاعة العلاج المهني الذي يعلم الطفل أداء المهام اليومية مثل ممارسة العادات الصحيحة السليمة، وتعلم ارتداء ملابسه بنفسه، وكذلك العلاج الوظيفي الذي يساعد الطفل المصاب باضطراب التوحد على السيطرة على أجسامهم، وتجنب الحركة الزائدة، مشيرا إلى أنه ظهر حديثًا علاج بالموسيقى يساعد الطفل على التركيز بشكل أفضل، وهناك عديد من المراكز المتخصصة في علاج اضطراب التوحد، لكن لكي يتقدم الطفل ويتم علاجه بشكل سليم لابد من أساسيات تسهم في تقدم العلاج مثل مشاركة الوالدين في تنفيذ البرنامج العلاجي، وفي السنوات الأخيرة كان لمجلس أبوظبي للتعليم تجربة رائدة في دمج هؤلاء طلاب التوحد داخل المدارس ما كان له أثر إيجابي على سلوكات أطفال التوحد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©