للمرة الأولى.. «الأبيض» وصيفاً في كأس الخليج

مع بزوغ فجر الاتحاد في الثاني من ديسمبر 1971 الذي شهد تحقيق الحدث الأعظم في تاريخ الإمارات، ارتفعت صروح الإنجاز في نهضة شاملة رسمت معالم دولة حضارية تنهل من ماضيها وترسم للمستقبل إطلالة مشرقة.. فكان القطاع الرياضي مواكباً للمسيرة ، ومتوجاً الجهد بالعديد من الإنجازات في المحافل العربية والقارية والدولية. المشاركة السابعة لمنتخب الإمارات في كأس الخليج كانت في البحرين عام 1986 في البطولة الثامنة وهذه المرة كان منتخب الإمارات مختلفاً شكلاً ومضموناً عن البطولات السابقة، وحقق نتائج مميزة في البطولة التي شارك فيها تحت قيادة المدرب البرازيلي كارلوس البرتو الخبير في شؤون الكرة الخليجية. ومن البحرين حيث انطلقت البطولة للمرة الأولى قبل 16 عاماً عادت مرة أخرى بعد أن زارت جميع دول الخليج، وفي الثاني والعشرين من شهر مارس عام 1986 افتتح المغفور له بإذن الله الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة فعاليات البطولة وبمشاركة المنتخبات الخليجية السبعة، وشارك الفريق العراقي بتشكيلة غاب عنها أبرز نجومه الذين كانوا يستعدون لخوض غمار كأس العالم 1986 في المكسيك. وبدأ منتخب الإمارات مبارياته في الدورة في مواجهة المنتخب العراقي وتعادل معه بهدفين لكل منهما وكانت النتيجة مخيبة للآمال على اعتبار أن المنتخب العراقي كان يخوض البطولة بالصف الثاني وسجل هدفي المنتخب كل من فهد خميس وعدنان الطلياني، وفي المباراة الثانية خسر منتخب الامارات أمام منتخب الكويت المرشح الدائم للقب البطولة بنتيجة 0/1، وفي المباراة الثالثة فاز على منتخب عمان بهدف نظيف سجله فهد خميس. وفي المباراة الرابعة فاز على منتخب السعودية بهدفين نظيفين سجلهما فهد خميس وعدنان الطلياني، وفي المباراة الخامسة حقق منتخب الإمارات فوزاً مهماً على البحرين المستضيف بثلاثة أهداف مقابل هدف في مباراة تألق فيها النجم ناصر خميس وشقيقه فهد وسجلا فيها أهداف المنتخب الثلاثة، وأصبح المركز الثاني مضموناً ولأول مرة في تاريخ مشاركات الإمارات في كأس الخليج ولم تؤثر خسارة المباراة الاخيرة أمام قطر بنتيجة 2/3 على مركز الوصيف الذي حققته كرة الإمارات وكانت قفزة نوعية للمنتخب في البطولة كما فاز النجم فهد خميس لاعب منتخب الإمارات بلقب هداف البطولة برصيد ستة أهداف، ونافس شقيقه ناصر بقوة على لقب أفضل لاعب في البطولة الذي ذهب في النهاية إلى النجم الكويتي مؤيد الحداد. وكانت كأس الخليج الثامنة والتي أقيمت في البحرين عام 1986 نقطة تحول هامة في تاريخ منتخب الإمارات وبات الأبيض رقماً صعباً بين المنتخبات الخليجية وكان مركز الوصيف بداية الغيث وعاد ليحافظ عليه في البطولة التالية التي أقيمت في الرياض عام 1988.