الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

البريطاني جيفري آرتشر .. من مركب السياسة إلى محيط الأدب

البريطاني جيفري آرتشر .. من مركب السياسة إلى محيط الأدب
8 نوفمبر 2013 01:07
جهاد هديب (الشارقة) - بحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة انطلقت مساء أمس الأول الفعاليات المصاحبة للدورة الثانية والثلاثين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب بندوة تحدث فيها الكاتب البريطاني جيفري آرتشر، الذي حققت كتبه أفضل المبيعات، عن تجربته في النشر. وقد حضر الفعالية إلى جانب سموه كل من الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، رئيس مركز الشارقة الإعلامي، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي مدير عام مكتب سمو الحاكم ومعالي الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة المصري ومعالي المهندس غابي ليون وزير الثقافة اللبناني والدكتور عمرو عبدالحميد مستشار صاحب السمو لشؤون التعليم العالي، وأحمد بن ركاض العامري مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومحمد خلف مدير إذاعة وتليفزيون الشارقة، وأسامة سمرة مدير مركز الشارقة الإعلامي والدكتور فاروق حسني. حكاية الأفضل مبيعاً يمكن القول أن هذه الندوة التي حملت العنوان: “جيفري آرتشر – قراءة في كتابه” وأقامتها دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة في قاعة الاحتفالات في أرض المعارض “إكسبو الشارقة”، لم تكن ندوة بالمعنى المتعارف عليه أو لم تكن كذلك وفقا للطريقة التي نعهدها عن الندوات أو المحاضرات بل كانت أقرب إلى “العرض” حيث بدا الكاتب جيفري آرتشر أشبه بممثل على خشبة مسرحية وقدم دورا هو مَن صاغه وألّفه من مبتدئه إلى منتهاه. في أية حال بدأ الرجل ندوته – العرض، بتوجيه تحية لصاحب السمو واصفا إياه بأنه “يمثل نموذجا رائعا للأدب”. ثم بدأ استعراضه لتجربته في النشر باختبار توجه به إلى الحضور المتنوع من حوله: “هناك كتاب في داخل كل واحد منّا: فارفع يدك إذا كنت قد فكّرت في تأليف كتاب. ثم ارفع يدك إذا كنت قد كتبت كتابا. فارفع يدك إن كنت قد نشرت كتابا” حيث كان عدد الأيدي يقل من جملة إلى أخرى فيما الرجل الذي بلغ السبعين من عمره لا يكف عن الحركة على الخشبة جيئة وذهابا. ثم قال: “إن كتابا واحدا يُنشر من بين ألف تصل إلى أي ناشر، ومن بين ألف كتاب ينشرها الناشر ذاته فإن كتابا واحدا سوف يندرج في سياق أفضل المبيعات”. وأضاف: “لقد بدأت الكتابة عن طريق الخطأ، كنت أود أن أكون سياسيا، وأن أعيش حياة عامة، لكنني استثمرت أموالي في عمل وخسرت كل ما أملك؛ وكل شيء، ولمواجهة الإحباط واليأس لم أجد سوى أن أكتب، فكتبت كتابي الأول “فلسا واحدا، لا أكثر” وطبع منه ثلاثمائة ألف نسخة، ثم طلبت من دار النشر أن تطبع الكتاب لكنها رفضت، غير أنها عادت وطبعت خمسة وعشرين ألف نسخة نفدت كلها في شهر وظل هذا الأمر يتكرر إلى أن بلغ عدد النسخ من الكتاب اليوم سبعة وعشرين مليون نسخة بيعت كلها فيما لا تزال دار النشر تطبع الخمسة والعشرين ألف نسخة إلى الآن”. وأشار إلى أن مردود ذلك عليه كمؤلف أتاح له أن يسدد ديونه وأن يقرر تفرغه للكتابة الروائية على نحو نهائي، ويتخلى عن طموحه السياسي. فتّش عن التسويق وعن كتابه الثاني الذي طلبت منه كتابته دار النشر ذاتها وحمل العنوان: “قابيل وهابيل” أشار جيفري آرتشر بأن وكيله الأدبي اقترح عليه بيعه في مزاد علني، وهو ما حدث بالفعل وجرى بيع المخطوط بقيمة ثلاثة ملايين ومائتي ألف دولار في نيويورك. وهنا انتقل إلى سرد تجربته مع الإعلام، بما يشتمل عليه من سياسة تسويق ودعاية وإعلان، في الولايات المتحدة، وكذلك الطريقة التي يعمل بها الناشرون الأميركيون للوصول بكتاب ما إلى أن يحمل صفة “أكثر الكتب مبيعا”؛ فذكر أن الكتاب إذا وصل إلى قائمة الملحق الأسبوعي لصحيفة النيويورك تايمز الخاص بمراجعة الكتب وجرى تصنيفه ضمن أفضل خمسة عشر كتابا فسيصبح بالفعل واحدا من أكثر الكتب مبيعا. وبالطريقة ذاتها التي استعرض فيها تجربته في حقل النشر، استكمل جيفري آرتشر ندوته بتلقي أسئلة من الجمهور، حيث بدأ الحوار مع الأكاديمية الإماراتية نورا العلي، الأستاذة في الأدب في جامعة الشارقة التي قدمت مع عدد من طلبتها فأشارت إلى أن لديها تجربة في الكتابة ثم سألت: “فكيف أصل إلى الناشر؟” فردّ عليها بالقول: “تحتاجين إلى وكيل أدبي مميّز يقنع الناشر بأن كتابك مميز” ثم استكمل الحوار. ويعتبر “اللورد” جيفري آرتشر، الذي بدأ حياته سياسياً باعتباره عضواً في البرلمان البريطاني عن حزب المحافظين، واحداً من أنجح الروائيين البريطانيين على مستوى العالم، حيث حققت رواياته مبيعات تجاوزت الـ270 مليون نسخة، وزعت في نحو 100 بلد، وترجمت إلى قرابة أربعين لغة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©