الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاستخبارات الأميركية .. «الثقب الأسود» !

21 نوفمبر 2014 22:00
في منتصف سبتمبر الماضي، وبينما كان الجيش الأميركي يعد العدة لإطلاق صواريخ كروز على مقاتلي «داعش» في سوريا لأول مرة، كان محللو وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، الـ«سي آي إيه»، يضغطون في اتجاه توسيع قائمة المستهدَفين حتى تشمل ثمانية مواقع ممكنة لزعماء مجموعة من عملاء «القاعدة» المحنكين الذين يتنقلون بين بلدات غرب حلب. المحللون كانوا يخشون أن «مجموعة خراسان» التي لم تكن معروفة من قبل، ويُعتقد أن قائدها كويتي في الثالثة والثلاثين من عمره ويدعى محسن فضلي، كانت تقترب من اكتساب القدرة على تنفيذ هجوم إرهابي على طائرة ركاب عبر إخفاء متفجرات في الملابس أو الهواتف المتحركة. وحسبما أفادت بعض التقارير، فإن «فضلي» كان قد انتقل إلى سوريا العام الماضي بهدف تجنيد مقاتلين أوروبيين لتنفيذ ضربات إرهابية في الغرب. المسؤولون الاستخباراتيون في واشنطن كانوا قلقين أيضاً من أن يكف زعماء المجموعة عن استعمال الهواتف وأجهزة أخرى قابلة للتعقب حالما يبدأ القصف. وكان محللو الـ«سي آي إيه» يجادلون بأنهم إذا لم يقوموا بضرب الخلية - وخاصة «فضلي» - في الموجة الأولى من الضربات الجوية، فإنهم لا يعرفون متى ستتاح لهم فرصة أخرى لذلك. الـ«سي آي إيه» كان لها ما أرادت، حيث كان المحللون يعتقدون أن «فضلي» كان يزور أحد المجمعات التي استُهدفت في شمال شرق سوريا، ضمن الوابل الأول من الصواريخ في الثالث والعشرين من سبتمبر. وكانت الاتصالات الأولى التي تم اعتراضها قد منحت الـ«سي آي إيه» الأمل في أن يكون قد قُتل. ولكن بعد مرور قرابة شهرين، لم تستطع وكالات التجسس الأميركية أن تؤكد مقتل «فضلي»، وفق مسؤولين أميركيين مطلعين على العملية. هذه الثغرة الاستخباراتية تعكس مشاكل أكبر بكثير بالنسبة للحرب الجوية المتوسعة التي تقودها الولايات المتحدة ضد مقاتلي «داعش» المدججين بالأسلحة الثقيلة وغيرهم من الإرهابيين الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق. «إنه ثقب أسود»، هكذا يقول مسؤول أميركي، طلب عدم الكشف عن هويته؛ لأنه يناقش قضايا استخباراتية، ضمن تعليقه على التحدي الذي يطرحه تعقب الإرهابيين وتقييم الإصابات في منطقة حرب يحظر على الموظفين الأميركيين دخولها. وقد حدد مسؤولو محاربة الإرهاب الأميركيون نحو اثني عشر أميركياً يقاتلون إلى جانب المتطرفين في سوريا والعراق، على سبيل المثال، ومن بينهم عدد انضم إلى «داعش»، ولكن المحللين الاستخباراتيين الأميركيين يواجهون صعوبة كبيرة في رسم صورة كاملة عن تحركاتهم أو عن الأدوار التي يلعبونها في المجموعات لمقاتلة. ويذكر هنا أن وكالات الاستخبارات الأميركية سخّرت إمكانيات لهذه الحرب منذ الربيع الماضي، حيث قامت الـ«سي آي إيه» بإقامة معسكر تدريب في الأردن للمقاتلين السوريين. وهي تعتمد حالياً على المعلومات التي يتم جمعها من مجموعات مدعومة من الولايات المتحدة، مثل «الجيش السوري الحر». وفي تلك الأثناء، يبحث البيت الأبيض إمكانية توسيع دور الـ«سي آي إيه» في تسليح وتدريب المقاتلين الذين يعتبرون معتدلين، حسبما أفادت «واشنطن بوست» يوم السبت. وتقوم العملية السرية الآن على التحقق من خلفيات نحو 400 مقاتل وتدريبهم كل شهر، ولكن المجموعات المدعومة من الـ«سي آي إيه» تجد صعوبة كبيرة في السيطرة على الأراضي. وعلى سبيل المثال، ففي إحدى المعارك التي وقعت مؤخراً، فر هؤلاء المقاتلون من مواقعهم في معركة مع «جبهة النصرة»، تاركين وراءهم أسلحتهم للمجموعة التي تُعتبر فرعا لـ«القاعدة» في سوريا. وحتى الآن، شنت الطائرات الأميركية ثلاث غارات على الأقل على أهداف لها علاقة بمجموعة «خراسان». ويقول المسؤولون الأميركيون إن المجموعة تعمل بتنسيق مع «جبهة النصرة»، وتطرح تهديداً إرهابياً مباشراً على الولايات المتحدة وحلفائها، وإنْ كان بعض خبراء مكافحة الإرهاب في المنطقة يطعنون في هذا التحليل. غير أن مدى نجاح الغارات سيظل سؤالاً كبيراً مفتوحاً. في الهجوم الثاني، في السابع من نوفمبر، أطلقت طائرة أميركية من دون طيار صاروخاً على مركبة في محافظة إدلب السورية. كان الهدف مقاتلاً فرنسي المولد في الرابعة والعشرين من عمره يدعى دافيد دروجون، وكان قد اعتنق الإسلام ويُعتقد أنه صانع ماهر للمتفجرات يعمل مع مجموعة خراسان. التقارير الاستخباراتية الأولى أشارت إلى أن دروجون قد يكون قُتل في الضربة؛ ولكن المحللين مازالوا يسعون للتحقق من مقتله. ويقول مسؤول أميركي: «نتمنى أن يكون قد لقي حتفه!». غير أنه من دون القدرة على الدخول إلى منطقة يسيطر عليها المقاتلون وجمع عينات من الأنسجة من أجل اختبار الحمض النووي بعد ضربة جوية، فإنه سيتعين على الاستخبارات الأميركية أن تكتفي بالتقارير الواردة من مخبرين محليين وقوات التحالف في المنطقة. براين بينيت - واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©