الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أوكيناوا».. القواعد الأميركية ناخب حاسم

21 نوفمبر 2014 22:01
يصر المرشح المحتمل للفوز بمنصب حاكم محافظة «أوكيناوا» على أنه ليس مناهضاً للولايات المتحدة، وليس مناهضاً للتحالف وفي الواقع، فإنه يعلن أنه يحب الولايات المتحدة. ولكن ما الذي يحبه حقاً، إنه يحب الديمقراطية أكثر من أي شيء. وقد ذكر «تاكيشي أوناجا» في مقابلة بوسط «ناها» عاصمة سلسلة جزر «أوكيانو» جنوب اليابان «أنْ تكون ديمقراطياً، فهذا أمر جيد. فكيف يمكننا انتقاد دول مثل الصين، ونحن لا نحترم الديمقراطية هنا في اليابان؟». ولأول مرة، تكون القواعد العسكرية الأميركية هي محور حملة كبيرة في أوكيناوا. وفي كسر آخر للتقليد السياسي، فإن أوكيناوا على وشك انتخاب مرشح لديه موقف معارض تجاه الجيش الأميركي. وفي هذه الحالة، فإن هذا يعد معارضة صريحة لنقل قاعدة مشاة البحرية المثيرة للجدل. ويأتي «أوناجا»، عمدة ناها السابق، وهو من المحافظين، في مركز متقدم في استطلاعات الرأي. والبرنامج الرئيسي لحملته الانتخابية هو: لا قواعد عسكرية أميركية جديدة في أوكيناوا، ولا طائرات أوسبري جديدة مثيرة للضوضاء والتي يُنظر إليها هنا باعتبارها مصدراً للخطر. ويتعهد «أوناوا» بوقف الانتقال المخطط له للقاعدة البحرية في «فوتينما» - التي تقع في قلب أكثر المناطق ازدحاماً في أوكيناوا - إلى مكان أبعد في الشمال. إنه يريد إغلاقها وليس نقلها. وقالت وزارة الدفاع الأميركية، نظراً للمحطة الجوية الجديدة التي سيتم بناؤها خلال السنوات القادمة، فإن عدد جنود المارينز المتمركزين في أوكيناوا سينخفض من 18 إلى 10 آلاف ، حيث سيتم نشر المزيد في أماكن أخرى من المحيط الهادي. يذكر أن «فوتينما» محاطة بمنطقة سكنية، إلى جانب وجود مدرسة رياض أطفال. ولا يزال الحديث عن حادث تحطم طائرة عسكرية بالقرب من جامعة مجاورة في 2004، يتردد كما لو كان حدث بالأمس. إن معارضة «أوناجا» لنقل القاعدة، إلى جانب مؤهلاته كمحافظ، قد مكنته من الفوز بتأييد واسع. ويلي «أوناجا»، كما تظهر استطلاعات الرأي، الحاكم الحالي والمحافظ أيضا «هيروكازو ناكايما»، الذي تراجع عن وعده بوقف نقل القاعدة. لكن المحللين السياسيين يحذرون من نقاط الضعف في الاستطلاعات، ما يعني أن السباق قد يكون أقرب مما يبدو بين المرشحين. ومن ناحية أخرى، فإن خسارة «ناكايما» ستكون ضربة لرئيس وزراء اليابان وزعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي «شينزو آبي»، الذي يدعم الحاكم الحالي ويعاني تراجعاً في استطلاعات الرأي. ويمكن أن يكون هذا أيضاً سبباً في تذبذب علاقة «آبي» بواشنطن، التي تريد إحراز تقدم سريع فيما يتعلق ببناء القاعدة الجديدة في منطقة تدعى «هينوكو». ويصر مساعدو «آبي» على أن نقل المشروع سيستمر حتى وإن فاز «أوناجا»، متعهدين بتصعيد الأمر إلى المحكمة العليا في اليابان - ومواصلة البناء أثناء ذلك. وهم يقولون إن محافظة واحدة لا يمكنها تقرير مسائل تتعلق بالأمن القومي. وفي الواقع، ليس من الواضح ما إذا كان «أوناجا» سيتمكن من وقف البناء في «هينوكو». وقد وافق «ناكايما» من قبل، باستخدام الإجراءات القانونية، على مشروع لاستصلاح الأراضي يتيح بناء ممرين لإقلاع الطائرات، وسيكون من الصعب إلغاء ذلك. لكن «أوناجا» يحذر أنه لن يكون من الحكمة لطوكيو أن تتجاهل رغبات سكان «أوكيناوا». وأضاف أن «أوكيناوا عانت كثيراً. ويجب على اليابان بأسرها أن تشاركها العبء». كما ذكر أن المحافظة تمثل 0?6% من مساحة اليابان ، لكنها تضم 74% من القواعد العسكرية الأميركية في البلاد. وإلى الشمال من «فوتينما» تقع «كادينا»، وهي قاعدة جوية هائلة ومكان لانطلاق الصواريخ المقاتلة التي يسمع هديرها في سماء «أوكيناوا» ليلاً ونهاراً. كما تخصص رقعة كبيرة شمالي الجزيرة لتدريب قوات «المارينز». إن أوكيناوا لديها علاقة معقدة مع كل من اليابان والولايات المتحدة. فقد كانت مملكة مستقلة - تسمى «ريوكيو» - حتى ضمتها اليابان في 1879. ويقول سكان أوكيناوا إنهم يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية. وفيما بعد، كانت «أوكيناوا» مسرحاً لواحدة من أكثر معارك الحرب العالمية الثانية دموية، وتلى ذلك ثلاثة عقود من الاحتلال الأميركي. وفي 1972، تم تسليم أوكيناوا مرة أخرى لليابان، لكن القواعد العسكرية الضخمة ظلت، ما يجعل أجزاء رئيسية من الجزيرة تشعر وكأنها جزء من أميركا. ويشكو سكان أوكيناوا من المخاطر التي ينطوي عليها وجود قواعد عسكرية ضخمة على جزيرتهم، بما في ذلك وقوع حوادث وجرائم، ناهيك عن ضوضاء الطيارات. آنا فيفيلد ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©