الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الأبيض» يستعيد روح «خليجي 21».. ومهدي يربح «3 رهانات»!

«الأبيض» يستعيد روح «خليجي 21».. ومهدي يربح «3 رهانات»!
21 نوفمبر 2014 22:30
الرياض (الاتحاد) استعاد المنتخب الوطني الأول روح الانتصارات، وأثبت أنه يستحق بالفعل لقب «بطل الخليج»، والسر لم يكن في مجرد تحقيق فوز بهدفين، ولكن لأن المنتخب أبدع وأمتع، وأعاد للأذهان مستواه المعهود، بعد سلسلة من المباريات التي حملت أداء غير مقنع، أو بالأحرى غير مطمئن على مستقبل الفريق، المقبل على استحقاقات قوية، أبرزها كأس آسيا في أستراليا بعد شهر من الآن، وتصفيات «مونديال 2018». وأثبت لاعبو «الأبيض» أنهم رجال وقت الشدائد، يظهر معدنهم الأصيل في المواقف المناسبة، وتألقوا وعزفوا مجدداً سيمفونية المجد، وسجلوا هدفين في مرمى «أسود الرافدين» القوي، وكادوا يسجلون الثالث والرابع، لولا عدم توفيق صنقور وعمر عبد الرحمن في كرتين عبارة عن هدفين سهلين. ولم يكن مستوى المنتخب جديداً، حيث قدم الأداء نفسه أمام عُمان، ولكنه لم يكن محظوظاً، وخسر نقطتين بتعادل سلبي، وكذلك في الشوط الأول أمام الكويت، عندما تقدم بهدفين، لكن سيطرة الثقة الزائدة، بالإضافة أيضاً إلى غياب التوفيق في الشوط الثاني، أنهت المباراة بتعادل إيجابي بهدفين لكل فريق وأدخلتنا مرحلة الحسابات. غير أن الجديد، تجسد في الأداء المميز والقوي طوال الـ90 دقيقة، مثل عادة «أبناء مهدي» الذين عودونا على الجدية والتمسك بالفوز والإصرار عليه، مهما كان اسم المنافس، أو الظروف صعبة أو المعنويات من حولنا «محبطة». وراهن مهدي علي منذ بداية البطولة على 3 رهانات، وأثبت أنه كان على حق في جميع رهاناته، بينما من انتقدوه على خطأ، ومنذ المباراة الأولى أصر على استمرار عمر عبد الرحمن في الملعب، ولم يظهر «عموري» كل ما لديه أمام عُمان، وانتقدوا مهدي لأنه أبقاه إلى النهاية، بينما ظهرت ملامح خطورته أمام الكويت، ما عكس ارتفاعاً تدريجياً في مستوى العقل الهجومي المفكر في أداء «الأبيض»، ووقتها أيضاً انتقدوه لعدم استبداله في الشوط الثاني، وأصر مهدي على أن عمر يحتاج لاستعادة حساسية المباريات، وهو ما حدث بالفعل، وتحقق أمام العراق، واستعاد القلب النابض للهجوم «الأبيض» قوته وديناميكيته. أما الرهان الثاني، كان أحمد خليل، الذي ربح رهانه عليه، في مباراة العراق، حتى لو لم يسجل، ويكفي أنه صنع هدفاً سهلاً بتمريرة ذكية، أرسلها لعلي مبخوت، عكست مدى الود والترابط بين اللاعبين، حيث لم يطمع خليل في الفرصة وفضل أن يمرر الكرة إلى مبخوت لينفرد ويسجل. أما الرهان الثالث الذي ربحه مهدي، المغامرة الفنية التي قام بها عبر إخراج محور بحجم وقيمة خميس إسماعيل في وسط الملعب، بالإضافة إلى لاعب يجيد الأدوار الدفاعية والهجومية مثل إسماعيل الحمادي، من أجل الدفع بمحمد عبد الرحمن وحبيب الفردان صاحبي النزعة الهجومية في الوسط، ما أتاح لماجد حسن فرصة الإبداع والتألق بشكل أكبر، وزاد من جماليات الفوز، المستوى المميز لجميع اللاعبين، وتمسكهم بروح قتالية عالية طوال المباراة. فيما لم يكن هذا الأداء وتلك الروح وهذه النتيجة وليدة الصدفة، بل سبقها تجهيز نفسي على أعلى مستوى، بعد تعادلين غير متوقعين أمام الأزرق الكويتي والأحمر العُماني، وتكشف «الاتحاد» بعضاً من كواليس خطة «استعادة روح خليجي 21»، خاصة في الـ 24 ساعة الأخيرة التي سبقت المباراة، والتي شهدت تكثيف المحاضرات، الفنية والنظرية والعملية للاعبين، والسعي لتصحيح الأخطاء، عبر التحركات اللاعبين بمختلف الخطوط، بالكرة ومن دونها، وذلك بالتزامن مع قرار مهدي علي «الحكيم»، بإغلاق التدريبات، بهدف توفير الهدوء والتركيز للاعبين، في محاولة لاستعادة أمجاد «خليجي 21»، التي أقيمت معظم تدريباتها خلف «الأسوار المغلقة». وعقد المهندس مهدي علي أكثر من جلسة نفسية مع لاعبيه، شهدت التشديد على ضرورة اللعب بروح قتالية وهدوء وتركيز طوال المباراة، والاستفادة من درس إضاعة فوز سهل على الكويت واستقبال هدفين في دقيقتين، برفع شعار «كرة القدم ليس لها كبير»، بل تعترف بصاحب الأداء بجدية وتركيز ورجولة في الملعب. بينما كان للزيارة التي قام بها يوسف السركال رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة، للتدريبات الأخيرة قبل المباراة، مردود أكثر من إيجابي، ورفعت المعنويات لجميع اللاعبين، وأيضاً لأفراد الجهازين الفني والإداري، بحسب مصادر بأروقة المنتخب. وأكد السركال للاعبين استمرار ثقته وثقة القيادة العليا، والشعب الإماراتي، في قدراتهم، وأنهم قادرون على تقديم الكثير، وطالبهم باستعادة التركيز وذاكرة الانتصارات، وأن يقدم المنتخب وكل لاعب فيه ما عليه، بلا أي تقصير في الملعب كما تعود المنتخب. وشدد رئيس الاتحاد على أن كل إماراتي فخور بما يقدمه المنتخب حتى الآن، وطالبهم بعدم التفكير كثيراً في أي شيء، وأنهم أبطال في عيون مسؤولي الاتحاد أو الشعب الإماراتي، بغض النظر عن التأهل من عدمه. كما تحدث السركال عن زيادة المكافآت، بحيث يعتبر مباراتي الكويت وعُمان فوزاً وليس تعادلاً عند توزيع المكافآت، أياً كانت نتيجة مباراة العراق، ولكنه طالبهم بالعودة لروح «خليجي 21» وتقديم الأفضل داخل الملعب. وتركت كلمات السركال وتشديده على استمرار الثقة في جميع عناصر المنتخب والجهاز الفني والإداري، أثراً إيحابياً رفع المعنويات وزاد من الحماس. والمتابع للمنتخب الوطني ولهؤلاء اللاعبين بالتحديد يدرك تماماً أن الأمور المالية لا تشغل عقولهم على الإطلاق لأنهم تعودوا على حصد الألقاب، وتحقيق الإنجازات منذ مرحلة الناشئين، وعودهم المسؤولون على رد الجميل، مع كل إنجاز، ولكن الفارق هنا كان بالتأكيد على ثقة الجميع فيهم، وفي كلمات صدرت من رئيس الاتحاد الذي رفض عقد هذا الاجتماع قبل مباراتي عُمان أو حتى الكويت، واختار التوقيت المناسب للإقدام على تلك الخطوة، بما يعكس تماماً الجهد الإداري المبذول جنباً إلى جنب مع الجهد الفني الكبير الذي يقدمه مهدي علي وجهازه المعاون. بينما وصلت حالة الشحن المعنوي الإيجابي لاستخراج طاقات لاعبينا إلى أقصى مداها بين شوطي المباراة عندما علم الجهاز الفني بتقدم المنتخب العُماني بهدفين واقترابه من حسم المباراة، ما يجعلنا أمام خيار الفوز، ولا شيء غيره خلال 45 دقيقة، هي زمن الشوط الثاني أمام العراق، وعقب المحاضرة الفنية، والاستقرار على تغييراته الفنية، بإخراج الحمادي وخميس والدفع بالفردان ومحمد عبد الرحمن اللذين كانا سبباً في تفوق المنتخب، وأثبت كل منهما أنه ورقة رابحة في يد جهاز المنتخب، ألقى مهدي كلمة باللاعبين قال لهم فيها «أنتم رجال، تعودوا على مواجهة الشدائد، والتغلب على الصعاب نريد الفوز، ولا تخذلوا شعب الإمارات، الكل ينتظركم بعد 45 دقيقة وأنتم فائزون». أحمد خليل: صدقت توقعاتي الرياض (الاتحاد) هنأ أحمد خليل جماهير الكرة الإماراتية على الفوز الرائع بهدفين على العراق، وقال: قدمنا مباراة جيدة للغاية، من النواحي الفنية والبدنية، وعلينا التفكير في القادم، ولدينا الأفضل لكي نقدمه في المباراة المقبلة، حيث إن رغبتنا تزايدت في الاقتراب والحفاظ على اللقب. أضاف: توقعت أن نظهر بهذه الصورة في المباراة، لأننا كنا جاهزين من النواحي كافة، وكانت رغبتنا كبيرة في تحقيق الفوز، حتى نسعى للحفاظ على اللقب. وقال أحمد خليل: «لم نقدم المستوى اللائق بنا في الشوط الأول، ولكن نجحنا في أن نقدم مباراة جيدة للغاية في الثاني، ولاعبونا ظهروا على أفضل ما يكون، وهكذا عهدنا في لاعبينا أن يظهروا بالمستوى اللائق وقت الشدائد، وبالفعل قدمنا ما يرضي طموحنا وجمهورنا، ولم نفكر كثيراً في مباراة عُمان والكويت، بل هدفنا أن نحقق الانتصار على العراق دون النظر لأي أمور أخرى. وكان علينا أن نخدم أنفسنا بأنفسنا، وهو ما حدث بالفعل، وكنا نعرف كيفية لعب أداء المنافس العراقي. مبخوت: هدفنا استمرار السعادة الإماراتية الرياض (الاتحاد) يرى علي مبخوت نجم «الأبيض» أن المنتخب أدى مباراة عالية المستوى، وأن التوفيق لازم الفريق في المباراة بشكل عام، في ظل الرغبة الكبيرة لجميع اللاعبين، في تقديم المباراة الأفضل لنا في البطولة حتى الآن. وقال: علينا أن نواصل العطاء والتركيز الكامل حتى نستمر في المنافسة، ونحافظ على اللقب الخليجي، وسعادتنا كبيرة، لأننا استطعنا أن نسعد جماهيرنا التي زحفت خلف «الأبيض». وأضاف: عرفت بنتيجة المباراة الأخرى بين عُمان والكويت، حيث انتهت 2- صفر في شوطها الأول، حتى عندما وصلت النتيجة 4- صفر كنت على معرفة بها، ولذلك نزلنا الشوط الثاني بشكل مغاير تماماً من القوة والانطلاق والتركيز بغية الفوز، لأنه لم يكن أمامنا غير ذلك، وما حدث للكويت أمام عُمان أعتبره حسرة كبيرة نظراً لأن منتخبهم كان قوياً. وقال مبخوت: انتظر من زملائي الظهور في «المربع الذهبي» بصورة أفضل، مما كنا عليها أمام العراق، خاصة أننا نلتقي السعودية صاحبة الأرض والجمهور، والمباراة صعبة وجماهيرنا الإماراتية مثلما كان لها دورها في مباريات البطولة حتى الآن، وسيكون لها دورها الأبرز أمام السعودية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©