وليد فاروق (دبي)
بعد 24 ساعة، يستقبل الأهلي يوماً تاريخياً في مسيرته الكروية منذ تأسيس النادي عام 1970 حتى الآن، وهو اليوم الذي سيسجله التاريخ بأنه شهد خوض «الفرسان» للمرة الأولى المباراة النهائية لدوري أبطال آسيا، عندما يستضيف جوانزو الصيني في لقاء الذهاب غداً. ويتطلع «الفرسان» لتتويج الحدث التاريخي بإنجاز الفوز باللقب الآسيوي الغالي، عندما يلتقي الفريقان مجدداً بعد أسبوعين في مباراة الإياب في مدينة جوانزو.
وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، ومنذ أن استأنف الفريق تدريباته على ملعب مجمع ند الشبا، عقب مباراة دبا الفجيرة في دوري الخليج العربي، وتركيز الجهاز الفني بقيادة الروماني أولاريو كوزمين منصب على تهيئة لاعبيه معنوياً، ومحاولة إزالة الضغوط النفسية عنهم، صحيح أن المباراة تعد تاريخية وفي غاية الأهمية وأيضاً الصعوبة، إلا أن الاستسلام لمثل هذه الضغوط، والتفكير يشكل أكبر عقبة على إعداد الفريق قبل النواحي الفنية أو البدنية.
ويحاول أعضاء الجهاز الفني وكذلك الإداري تخفيف الحمل النفسي على اللاعبين طوال الوقت، بإشاعة جو من التفاؤل والمرح خلال التدريبات والمعسكر الذي بدأه الفريق، استعداداً للمباراة اعتباراً من مساء أمس، في الوقت نفسه حرص أعضاء مجلس إدارة النادي، برئاسة عبد الله النابودة على زيارة الفريق في تدريباته الأخيرة للاطمئنان على استعادته وتحفيز اللاعبين ورفع روحهم المعنوية، والتأكيد على أنهم يمثلون كرة القدم الإماراتية في هذا المحفل المهم.
من جانبه، حرص الجهاز الفني على مشاهدة آخر مباريات الفريق الصيني خاصة في دوري أبطال آسيا، علاوة على التقرير الذي تلقاه كوزمين من الوفد الذي تابع اللقاء الأخير لجوانزو في الدوري الصيني، والتي فاز فيها على بكين جوام 2-1 والتتويج باللقب للمرة الخامسة على التوالي. ووضع كوزمين يديه على مواطن القوة في المنافس الصيني الذي يملك رصيداً كبيراً من الخبرة في دوري الأبطال، توجه بحصد اللقب الموسم قبل الماضي، قبل أن يخرج في النسخة السابقة من دور الثمانية أمام سيدني الأسترالي حامل اللقب.
ووضح من تدريبات الأهلي التركيز على تقارب الخطوط الثلاث خلال المباراة، والأداء ككتلة واحدة، وعدم ترك أي مساحات أمام لاعبي جوانزو الذين يتميزون بالسرعة واللياقة البدنية العالية، مع وفرض رقابة لصيقة على أبرز مفاتيح اللعب، خاصة الثلاثي البرازيلي اليكسون وريكاردو جولارت وباولينيو.
وعلى الرغم من أهمية تحقيق الفوز في مباراة الغد بنتيجة تمنح الأهلي الأفضلية قبل خوض مباراة الإياب في الصين، إلا أن الاهتمام بالجوانب الدفاعية لم يكن أقل من تركيز كوزمين على النواحي الهجومية، خاصة أن الأهلي يهمه عدم استقبال أي أهداف على أرضه علاوة على ضرورة هز الشباك.
في الوقت نفسه يتطلع لاعبو الأهلي لخوض المواجهة بفارغ الصبر، رغبة منهم في قطع خطوة كبيرة نحو تحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق بالفوز باللقب الآسيوي للمرة الأولى، وانعكس ذلك على أدائهم للتدريبات خلال الأيام الماضية، وهناك منافسة ساخنة بينهم من أجل الحفاظ على الوجود في القائمة الرئيسية أو الدخول فيها.
وهذا ما دفع كوزمين إلى تأجيل الكشف عن القائمة الأساسية المرشحة لخوض اللقاء، من أجل استثمار هذا الحماس والاطمئنان بصورة كاملة عن العناصر الأقدر على تنفيذ أفكاره والطريقة التي ينوي خوض المباراة بها، وعلى الرغم من أن معظم عناصر تشكيلة الأهلي ثابتة، إلا أن هناك بعض المراكز التي لم تحسم تماماً مثل مركز الظهير الأيسر، وفي الوقت نفسه هناك منافسة بين الحارسين أحمد محمود «ديدا» وماجد ناصر، لحماية عرين الأهلي في المواجهة، مع أسبقية لديدا لأنه الحارس الأساسي ل «الفرسان» في البطولة والأكثر مشاركة، منذ ابتعاد ماجد لظروف الإيقاف الآسيوي.
ومن جانبه، أكد البرازيلي إيفرتون ريبيرو، لاعب الأهلي، أن المستويات التي يقدمها فريقه خلال الموسم الحالي، وتحديداً خلال مشاركته في دوري أبطال آسيا، تمنح «الفرسان» الحق في التطلع إلى الفوز بلقب البطولة الآسيوية، من واقع تأهله إلى النهائي بجدارة وتخطيه أكثر من فريق له اسمه خلال المشوار الطويل على مدار حوالي 9 شهور وصولاً إلى النهائي.
وقال ريبيرو: من المؤكد أن المواجهة أمام جوانزو في غاية الصعوبة، نظراً لخبرة المنافس الذي توج باللقب القاري في الموسم قبل الماضي، ويملك لاعبوه خبرة كبيرة في البطولات القارية، إلا أن الصعوبة طبيعية، وليس من المتوقع أن ينجح فريق في تجاوز كل العقبات وصولاً إلى المباراة النهائية ولا يكون فريقاً قوياً ومتميزاً، وينطبق هذا الكلام على كل من جوانزو والأهلي أيضاً.
وأشاد النجم الدولي البرازيلي بالعطاء الذي يقدمه زملاؤه في الأهلي خلال الفترة الماضية، ونجاحهم في تجاوز كل الصعوبات التي واجهتهم وتخطي فرقاً كبيرة لها شهرتها على المستوى القاري، وفي الوقت نفسه، وبالتوازي مع المنافسة الآسيوية، نجح الفريق في تحقيق الفوز بكامل مبارياته بدوري الخليج العربي، مؤكداً أن هذا الأمر لم يكن يحدث إلا لوجود قائمة تضم لاعبين على أعلى مستوى ويدربهم جهاز فني متميز بقيادة الروماني كوزمين.
وأضاف: أن التتويج باللقب القاري ليس أمراً بعيد المنال، في ظل المقومات التي يتمتع بها الفريق، واللاعبون يدركون جيداً أن مباراتي النهائي يتوقف عليهما تقرير مصيرهما في البطولة بأكملها، وأن البداية ستكون في دبي، حيث إن الأهلي مطالب بتحقيق نتيجة طيبة تقلل الضغوط عليه، وتسمح له بالاقتراب أكثر من التتويج، وعدم منح الفريق الصيني فرصة مضاعفة الأعباء علينا قبل مباراة الإياب التي تقام على أرضه ووسط جماهيره.
وعبر ريبيرو عن سعادته بالوجود ضمن كتيبة «الفرسان»، وأن يكون أحد اللاعبين الذين يسهمون في تحقيق هذه النجاحات، مشيراً إلى أن من أبرز عناصر قوة الأهلي تجانس جميع لاعبيه وأن الأداء الجماعي هو الغالب على أسلوبهم، وهو أهم سلاح يعتمد عليه الفريق في النهائي للوصول إلى اللقب.
عدد اليوم
