الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهلال حاول استغلال خطأ في الترجمة لـ «قلب الطاولة»

الهلال حاول استغلال خطأ في الترجمة لـ «قلب الطاولة»
6 نوفمبر 2015 12:24

معتز الشامي (دبي) جاء نجاح الأهلي في حسم ملف مشاركة أسامة السعيدي والفوز أمام شكوى نادي الهلال السعودي ثلاث مرات، بداية من لجنة الانضباط، مروراً بالاستئناف آسيوياً، وانتهاءً أمام محكمة التحكيم الرياضية الدولية «كاس»، تتويجاً لجهود ومذكرات وترجمات واتصالات وتوحيد رؤى ومواقف،تستحق التوقف أمام تفاصيل ما جرى في كواليس التحركات التي شهدتها الـ 48 ساعة التي سبقت قرار «كاس»، الذي أغلق به تماماً الباب أمام الشقيق السعودي، وأكد صحة موقف الأهلي بإشراك السعيدي في مباريات دوري أبطال آسيا. وعلمت «الاتحاد»، من مصادر وثيقة، بأن القضية كادت أن تقلب رأساً على عقب، بما يبعثر أوراق جميع الأطراف أمام «كاس»، بعدما غير الهلال مذكرته، التي خسر بها أمام الانضباط والاستئناف الآسيوي، وبالتالي تغيير الحجج القانونية، التي بنى عليها أسانيده السابقة بحجج جديدة، من واقع اعتماده على خبراء ومحامين جدد، منهم خبير أوروبي وقاضٍ سابق بـ «كاس»، حيث استغل الهلال «خطأ في الترجمة»، لنص المادة، وحاول تحويلها إلى ثغرة يربح بها القضية، ويطيح الأهلي من البطولة الآسيوية، وهو ما كان سبباً في تحرك اتحاد الكرة سريعاً، بإرسال طلب إلى «كاس»، للدخول طرفاً متضامناً مع الأهلي، بصفته المنظم للمسابقة. وبعد قبول محكمة التحكيم الرياضية الدولية، احتج الهلال، ما اضطر القاضي بالميللي الذي تم تعيينه لنظر القضية، إلى إبعاد الاتحاد مجدداً مساء الاثنين الماضي، وبالتالي تأجيل قراره لمدة 24 ساعة، لمنح اتحاد الكرة وقتاً كافياً لتقديم رأيه في «مذكرة استرشادية»، بصفته الجهة المشرعة للوائح التي تنظم المشاركات للاعبين والأندية. وفي المقابل تمسك الهلال في حجته بأن نص المادة 36 «ب» من لائحة أوضاع والانتقالات اللاعبين، يشترط عدم مشاركة اللاعب محلياً، بينما السعيدي شارك مع الأهلي أمام الفجيرة في الدوري، قبل أن يتحول إلى لاعب مستبعد من القائمة المحلية، كما ضم الهلال صوراً لموقع اتحاد الكرة، الذي لم يكن يشمل اسم السعيدي ضمن قوائم الأهلي. تحرك مستمر وتفيد المتابعات بأن الإدارة القانونية باتحاد الكرة، تحركت بالتنسيق المستمر مع الأهلي، لإمداد محامي «القلعة الحمراء»، الإيطالي كالوتشي بالوثائق والترجمات والمستندات كافة، بما يعزز من موقف ممثل الوطن أمام «كاس»، ومن قبلها أمام اللجان القضائية للاتحاد الآسيوي، واستندت مذكرة الجانبين أمام «كاس»، بأن ترجمة الهلال غير صحيحة لنص المادة، لأن المادة تتحدث عن عدم المشاركة محلياً، بما يفيد المستقبل، وليس الماضي. وجاء في مذكرة الرد «أن مشاركة السعيدي صحيحة، لأن نص المادة 36 الفقرة (ب) يتحدث عن عدم مشاركة اللاعب محلياً، متى ما تحول من لاعب في القائمة الأساسية من ضمن الأجانب الأربعة، إلى لاعب خامس أو سادس، وفق آخر تعديل للائحة أوضاع وانتقالات اللاعبين، وبالتالي كانت مشاركته محلياً قبل يوم 3 سبتمبر صحيحة، بينما تم رفعه من الكشوف المحلية فقط، يوم 3 سبتمبر في اللحظة نفسها التي تم فيها قيد موسى سو، أجنبياً رابعاً بدلاً منه في كشف الأهلي المحلي، وبقي السعيدي لاعباً أجنبياً إضافياً، يشارك في البطولات الخارجية فقط وليس المحلية». كما قدم الهلال حجة أخرى في شكواه ببعض البنود، أبرزها أن اللاعب تم قيده خارج فترتي القيد، وحاول التمسك بنص المادية نفسها، لتأكيد كلامه، فجاء رد الأهلي واتحاد الكرة موحداً، بأن اللاعب تم قيده وتسجيله خلال سريان فترة القيد الصيفية التي انتهت في 21 سبتمبر الماضي. وشهدت الساعات الأخيرة من اليومين الماضيين، تنسيقاً مستمراً بين اتحاد الكرة وإدارته القانونية ومحامي النادي الأهلي، الإيطالي كالوتشي، الذي تم مده بالأسانيد والترجمات التي تعزز موقفه وقدم الأوراق أمام القاضي بالميللي الذي نظر القضية، بل وترافع كالوتشي أمام القاضي مساء أمس الأول لمدة 30 دقيقة، وقام بشرح قوة منطق وحجة الأهلي، وشدد بالمستندات التي وفرها الاتحاد للمحامي الإيطالي، على صحة وقانونية المشاركة، مبيناً ضعف حجة الهلال الذي حاول إيهام «كاس» بأن الأهلي سجل اللاعب خارج فترتي التسجيل. وعلمت الاتحاد، بأن الإدارة القانونية باتحاد الكرة، بصدد إجراء تنقيح في «الصياغة»، لنص المادة 36 الفقرة «ب» من لائحة أوضاع وانتقالات اللاعبين، بما يزيل الغموض حولها، ويمنع استغلالها كثغرة يمكن التلاعب بها عبر «اختلاف المعنى في الترجمة»، كما حاول الهلال أن يفعل، بهدف حماية أنديتنا مستقبلاً، ولزيادة التوضيح حول دور اللاعبين المستثنيين من المشاركة المحلية فقط، حيث يتم إضافة كلمة «يحق لهما المشاركة خارجياً فقط» لغلق الباب أمام أي محاولات مشابهة. احترافية الاتحاد من جهته، أكد علي حمد، مدير عام اتحاد الكرة، أن قرار «كاس»، جاء ليصب في صالح قوة ومتانة لوائح اتحاد الكرة، معتبراً أن النجاح 3 مرات في لجان قانونية مختلفة، نظرت ملف قضية الأهلي، يعتبر أيضاً نجاحاً لحجة الاتحاد بما يعكس احترافيته واحترافية اللوائح والقوانين التي يحرص الاتحاد على تنقيحها باستمرار، وجعلها مواكبة لأي تعديل وتغيير يطرأ سواء من «الفيفا» أو الاتحاد الآسيوي. وكشف حمد عن أن الاتحاد سخر كل إمكاناته لدعم الأهلي بصفته ممثل الوطن، خاصة أن موقفه سليم وقانوني منذ البداية، ولكن القضية شهدت محاولات من جانب محامي الهلال، لاستغلال أي ثغرة، حتى ولو بتقديم ترجمة تحمل خطأ في معنى المادة 36، والتي كان يمكن أن تضر بموقفنا في القضية. وقال: «المصدر الأساسي للوائحنا هي لوائح «الفيفا»، لذلك نحاول قدر الإمكان أن تكون هناك مواءمة بين الوضع القانوني المحلي والدولي، وهدفنا من ذلك هو حماية الأندية واللاعبين والاتحاد نفسه من الوقوع تحت طائلة القانون الرياضي، حال كانت اللوائح غير مواكبة للتعديلات التي تتم من حولنا». وأضاف: «الانتصار في محكمة التحكيم الرياضي يعني أن لوائح الاتحاد سليمة، كما أننا أدرنا تلك الأزمة الطارئة بنجاح بالغ، بتكليفات من يوسف السركال رئيس مجلس الإدارة، الذي كان يتابع تطورات الموقف خلال الأسبوع الماضي بالكامل، والذي شهد تحويل مقر الاتحاد لغرفة طوارئ عملت في بعض الأوقات حتى الساعات الأولى من الصباح، لإعداد التقارير والمذكرات القانونية، وللتنسيق مع الأهلي وإدارته القانونية ومحاميه الإيطالي الذي وقف مؤخراً أمام (كاس)». وأشار علي حمد إلى أن استغلال أي طرف لأي ثغرة في اللوائح ولو بإيهام اللجنة التي تنظر قضيته، يعتبر أمراً طبيعياً ومتعارفاً عليه في عالم التقاضي بشكل عام، وفي القضايا الرياضية بشكل خاص، خاصة أن اللوائح تختلف باختلاف الاتحادات الوطنية والقارية، وقال: «كانت هناك محاولة لتحويل ترجمة حرفية وانتزاع معناها من سياق نص المادة، لتكون بمثابة ثغرة ينفذ منها محامي الهلال إلى إقناع «كاس» بصحة موقفه، وبالتالي إلغاء قرار الاتحاد الآسيوي، وهو ما تنبهنا إليه تماما، وقمنا بالرد عبر مذكرة رسمية شرحت المقصود بنص المادة، فضلاً عن التنسيق مع الأهلي ومحاميه لتقديم الأسانيد القانونية، فكان القرار بتأييد موقف الأهلي القانوني 100%، ولم يكن ليحتمل أي خطأ من أي نوع». وقال: «قيد أسامة السعيدي، ومن ثم إخراجه من القائمة المحلية، ثم الإبقاء عليه للعب الآسيوي، تم وفق إجراءات سليمة متطابقة مع نص اللوائح وليس ضدها، وكلها تمت داخل فترة القيد وليس خارجها، كما قمنا بمد (كاس)، ومن قبلها الاتحاد الآسيوي، بصور رسمية لكل الإجراءات المتعلقة بتلك القضية منذ توقيع السعيدي للأهلي العام الماضي، وحتى مباراة الهلال». التعاون والتنسيق المستمر مع الأهلي حسما الملف دبي (الاتحاد) شدد اتحاد الكرة على أن النجاح في القضية الصعبة تم بالتعاون والتنسيق المستمر مع الإدارة التنفيذية للأهلي، وإدارة شركة الكرة والجهات القانونية بـ «القلعة الحمراء»، التي قدمت مثالاً لأداء يمكن اعتباره نموذجاً في التعامل الاحترافي مع أوراق القضية ودرجاتها المختلفة. وأوضح علي حمد مدير عام الاتحاد، أن إدارة الأهلي لعبت دوراً كبيراً في التعاطي الإيجابي مع القضية، بما حسم الموقف لمصلحتها، وقال: نشكر الأخ عبد الله النابودة رئيس مجلس إدارة الأهلي، على التعاون والتواصل المستمر، وبالتالي تقديم صورة محترفة في التقاضي وفي التعامل مع القضية. وأضاف «عقدنا اجتماعات عدة مع الأشقاء في الأهلي، بجانب الدور الكبير لأحمد خليفة حماد المدير التنفيذي للأهلي، والمستشار يوسف خليفة حماد، الذي أشرف على ملف «القلعة الحمراء» القانوني، ومن جانب الاتحاد، فإن التنسيق والتواصل والمناقشات استمر مع القانونيين المختصين سواء من مستشاري الاتحاد، أو من بعض القيادات القانونية الأخرى. وعن سبب كل التحركات في ظل ضمان حسم القضية لمصلحة الأهلي، قال: صحيح أن ثقتنا كانت كبيرة للغاية في سلامة موقفنا، لكن التعامل مع قضية بهذا الحجم، يتطلب الحرص والحذر في صياغة الردود، وفي اختيار المواد وشرحها للمسؤولين في اللجان القضائية، خاصة أن الهلال قدم شكوى عريضة في المرة الأولى، ثم بدلها في المرة الثالثة أمام «الكاس»، ما تطلب التعاطي الواعي والمحترف، وهو ما قدمه الأهلي ومجلس إدارته وجهازه القانوني، بالتنسيق والتعاون مع اتحاد الكرة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©