تسبب إهمال عدد من الصيادين إلى تلويث جزء من شاطئ ميناء الحمرية في دبي بالأسماك النافقة التي أدى تحللها إلى انبعاث الروائح الكريهة على طول الشاطئ، وإزعاج باقي الصيادين وتأخيرهم عن عملهم لحين تبيّن حيثيات الموضوع.
فخلال الحملات التفتيشية الدورية، لاحظ مفتشو قسم البيئة البحرية والحياة الفطرية بإدارة البيئة في بلدية دبي والتي يدققون فيها على الأنشطة والمرافق الساحلية بوجود كميات من أسماك القرفا والدردمان والجد ألقيت على شواطئ ميناء الحمرية.
وحذرت بلدية دبي في بيان صحفي لها من الممارسات السلبية التي تتعارض مع القانون الاتحادي رقم 23 الصادر عام 1999 بشأن استغلال وحماية وتنمية الثروات المائية الحية في دولة الإمارات حيث تشكل هذه الممارسات هدرا للمخزون السمكي والأمن الغذائي وتعتبر تعد على حقوق الصيادين والمجتمع بالإضافة إلى تسببها في تلويث البيئة وانبعاث روائح كريهة نتيجة لتحلل هذه الأسماك. ودعت البلدية الصيادين إلى ضرورة الالتزام بالقوانين والتعليمات التي تصب في مصلحة المجتمع وتحافظ على البيئة والثروة السمكية وتحفظ حقوق الصيادين.
وفي جولة لـ”الاتحاد” على الميناء واستطلاع آراء بعض الصيادين، تبيّن انه خلال يوم حار ترك الصيادون من الجنسية الآسيوية العاملين لحساب أحد المواطنين، الشباك داخل مياه البحر التي كانت حرارتها مرتفعة لفترة طويلة، مما جعل كميات الأسماك الكبيرة العالقة في الشبك غير صالحة للاستهلاك الآدمي. فلم يكن من الصياد المواطن نتيجة غضبه مما حصل، أن انصرف بعد عودتهم إلى الشاطئ تاركاً العاملين لديه يكملون العمل لوحدهم من دون إشراف. وبدلاً من أن يقوموا بتجميع الأسماك النافقة ووضعها في مستوعبات النفايات المخصصة للصيادين، حملوها ورموها على الشاطئ.
وناشدت بلدية دبي في بيانها الصيادين الالتزام بالقوانين والتعليمات الذي يصب في المقام الأول في مصلحة المجتمع والصياد نفسه ويحافظ على بيئة الإمارة، ويحافظ في الوقت نفسه على الثروة السمكية وحفظ حقوق الصيادين.
وفي الإطار نفسه قال عبدالله عمران، احد الصيادين المواطنين منذ اكثر من 20 عاماً، أن “الخير يخص والشر يعم”.
ويعتبر عمران انه من غير المنطقي نتيجة خطأ فردي من أحد الصيادين، أن تعتبر البلدية الصيادين سواسية في الإهمال.
ويشرح عمران أن الصياد يجب أن يتمتع بحرفية عالية لكي يكون قادراً على التعامل مع رزقه العالق في الشبك وفقاً لأحوال الطقس. فخلال فصل الصيف ولغاية شهر أكتوبر لا يجب إبقاء الشباك داخل الماء لأكثر من 45 دقيقة كحدّ أقصى. فالسمك العالق في الشبك لا يحتاج في كثير من الأحيان لأكثر من نصف ساعة قبل أن يفقد طراوته ويصبح مكانه المناسب الوحيد مكب النفايات.
أما في فصل الشتاء فيمكن ترك الشباك لمدة ساعتين تحتفظ خلالها الأسماك بطراوتها ونضارتها. وأكد عمران أن الحفاظ على الاسماك مرهون بـشطارة المالك والعمال.
بدوره، أكد راشد الشامسي الذي يعمل أيضاً صياداً في ميناء الحمرية انه لا يمكن للمالك المواطن الاعتماد على عماله بشكل تام سواء داخل البحر أو عند العودة الى الشاطئ. فالإشراف والرقابة الدائمتان أمران لا بد منهما بالنسبة للصياد. ولفت إلى أن الالتزام بالتعليمات تعتبر حماية للصيادين أنفسهم والميناء بشكل عام. وأكد الشامسي أن المالك نفسه الذي تسبب بتلويث الشاطئ عاد وحمل عماله على تنظيف ما تسببوا فيه، بالتعاون مع مفتشي بلدية دبي.
عدد اليوم
