الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الأدب الهندي... أو آداب الهند

الأدب الهندي... أو آداب الهند
5 نوفمبر 2015 22:17
إعداد مدني قصري لا تزال الهند قارة أدبية غير مألوفة، على الرغم من الاختراق الدولي الاستثنائي لكُتابها باللغة الإنجليزية في العقدين الماضيين. فمن المؤكد أن الكثير من القراء والكتّاب سمعوا أو قرؤوا الكُتاب الهنود الذين يكتبون باللغة الإنجليزية، ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر، سلمان رشدي، ونارايان، وأنيتا ديساي، أويتاف غوش وأرونداتي رُويْ. «أطفال منتصف الليل» لرشدي، و»إله الأشياء الصغيرة» لأرونداتي رُويْ، روايات أصبحت اليوم من كلاسيكيات الأدب العالمي، بعد أن احتلت منذ فترة طويلة قوائم «أفضل الكتب مبيعاً» عالميًا. ولكن قلة من الناس يعرفون أن الجزء الأكبر من الإنتاج الأدبي الهندي يُكتب بـ 21 لغة إقليمية كبرى. وأشهر هذه اللغات: الهندي (التي ينطق بها 300 مليون هندي، والتيلوجو (60 مليوناً)، والبنغالية (55 مليوناً)، والتاميلية (50 مليوناً)، والمهاراتية (45 مليوناً)، والأردية (36 مليوناً)، والكانادا (30 مليوناً)، والمالايالامية (29 مليوناً)، والبنجابية (25 مليوناً)، والأوريا (20 مليوناً) والأسامية (15 مليوناً). والكثير من هذه اللغات تُشكل مستودعات هائلة لتقاليد أدبية غنية وقديمة، بما في ذلك الأدب التاميلي الذي تعود أول إبداعاته لبداية العصر المسيحي. تقول مجلة COULEUR INDIENNE «ألوان هندية» الفرنسية أن اللغات والآداب المحلية المستمدة في معظمها من اللغة السنسكريتية (لغة ثقافة الهند القديمة)، شهدت فترات مزدهرة على مدى فترات العصور الوسطى (من القرن الثاني عشر إلى السابع عشر)، وقدمت أعمالًا رائعة مستوحاة من التصوف والروحانية. كانت هذه الأعمال تتكون أساساً من الشعر الوَرَعي والديني (بهاكتى)، وهي الأعمال التي، على الرغم من أنها كانت تُدوّن في غالب الأحيان، فقد خلدتها شفاهيًا أيضا الذاكرة الجماعية التي نقلتها من جيل إلى جيل. ومن خلال الاتصال مع أوروبا، مع مفكريها وكُتابها وُلد الاتجاه الحديث في الكتابات الأدبية الهندية، لا سيما عند منعطف مطلع القرن التاسع عشر. ويرى النقاد الأوروبيون واختصاصيو الأدب أن هذه الحداثة تجلت في البداية في الآداب البنغالية التي تأثرت أعمالها الأدبية في وقت مبكر بالنفوذ الغربي، بسبب اختيار البنغال من قبل البريطانيين كمركز إداري لإمبراطوريتهم الناشئة. لقد أصبحت مدينة كلكتا، التي أصبحت عاصمة الهند البريطانية حتى عام 1912، تستقبل أولى المدارس التي تقدّم تعليمًا على النمط الغربي. لقد هيأت هذه المدارس النخبة الهندية الجديدة التي أخذت في تجديد الأدب البنغالي، من خلال ضخ أفكار جديدة، ولكن أيضاً عن طريق استيراد أشكال أدبية جديدة، مثل القصيدة، والسوناتة، والشعر الحر، خاصة الرواية والقصة القصيرة. ففي نهاية القرن الـ 19 كانت البنغال تمتلك أدبًا بارزاً ومميزاً بروائييّها، وكُتّابها في القصة القصيرة، وشعرائها الذين أتقنوا الأساليب الأدبية الغربية، وصنعوا منها أرضية للهياج الاجتماعي والفكري الذي كانت تعاني منه بلادُهم الواقعة تحت هيمنة قوى الحداثة. فلا شك أن أعمال طاغور، المتعددة الأبعاد، والتي تقع عند التقاء الهند مع العالمية، ومع العلمانية والروحية، طاغور الذي تُوج بجائزة نوبل للآداب في العام 1913، تمثل إنتاجًا رمزيًا هائلا لِما يُسمّى بـ»النهضة البنغالية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©