الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المُصنفات العربيّة··· الغريب والعجيب في أنيسِ الجُلسَاء

المُصنفات العربيّة··· الغريب والعجيب في أنيسِ الجُلسَاء
20 مارس 2009 00:15
الكتب كنوز المعرفة الإنسانية، وتجارب الحياة عبر السنين، فيها علم الماضين ورؤاهم واستشرافهم صوب المستقبل· لذا فقد أطنب المؤرخون في تبيان مزايا الكتب وفضلها ومنافعها على الجميع· وقدم الخطيب البغدادي في مُصنفه ''تقيد العلم'' قسماً خاصاً للإشارة لفضل الكتب، وما قيل فيها، ويقع في ستة فصول، منها ما رواه الصحابي الجليل سعيد بن جبير رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى للآية 83 من سورة الكهف: ''وكانَ تحتهُ كنزٌ لهُما''· فقد اختلف في تأويل ذلك الكنز، فقال بعضهم: ''كان صُحفاً فيها علم مدفونة''، قال: ما كان ذلك ذهباً ولا فضة، قال: صُحفاً وعلماً· وعلق الحسن بن صالح بقوله: وأيّ كنز أفضلُ من العلم· وقال بعض الحكماء: لن يُصان العلم بمثل بذله، ولن تكافأ النعمة فيه بمثل نشره· خلّف المؤلفون العرب العديد من الكتب التي دبجوها في شتى ألوان المعارف والعلوم، لكننا نجد في هذه الكتب الكثير من الغرائب والعجائب التي أودع حكاياتها المصنفون العرب ممّا قرأوها أو عايشوها أو اطلعوا فكتبوها في فصول تلك الكتب التراثية، ومن خلال قراءاتنا لأسفار تراثنا الأدبي الثّر نلقي الضوء على غيض من فيض تلكم الغرائبيات والعجائبيات التي ازدانت بها مُصنفات مبدعينا العرب· الأديب الموسوعي المعروف أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (ت 255هـ) ولد وعاش في مدينته البصرة جنوب العراق أيام العصر العباسي الثاني وتنقل بين عاصمتي الخلافة بغداد وسامراء· وامتاز بثقافة مزيج من الأدب والفلسفة والعلوم، لأنّ ميوله الثقافية موزعة بين هذه العلوم، وله نثر رائق معروف في مؤلفاته مثل: البخلاء، البيان والتبيين، والحيوان، والتاج، والتربيع والتدوير، والبلدان، ورسائله·· ونجد في قراءتنا في مؤلفات الأديب الجاحظ نماذج من العجائب والغرائب التي ضمنها كتبه ومنها قوله ضمن السحر والتنجيم في كتاب الحيوان: ''وما للديك إلاّ ما تقول العَوَام: أنّه إذا كان في الدار ديك أبيض أفْرَق ـ مفروق العُرْف ـ لم يدخله شيطان وليس يقوم خبر ذلك، ولو كان ذلك حقاً بشؤمه لأنّ العوام تقضي على كلِّ مَن كان في داره ديك أبيض أفْرَق بالزندقة···''· وقال الجاحظ في البخلاء عن الحيوانات الخرافية: ''إنِّي قد بتُّ بالقفز مع الغُول ـ اسمٌ لكلِّ شيء من الجِنِّ ويعرض للسفار ـ وتزوجت السعلاة، وجاوبت الهاتف ورغتُ عن الجِنِّ إلى الحِنِّ واصطدت الشقّ، وجاوبت النسناس، وصحبني الرئي، وعرفت خدع الكاهن وتدسيس العَرَّاف''· مُصنفات الدميري كتاب حياة الحيوان الكبرى إسهامة خالدة لمؤلفها الشيخ كمال الدين محمد بن موسى بن علي الدميري المولود بصعيد مصر في دميرة عام 1349 ميلادية، والمتوفى عام 1450 ميلادية ويقع كتابه في جزأين كبيرين، وكلّ جزء منها يتألف من نحو أربعمائة صفحة? وقد رتبّ المؤلف الكتاب على حسب الحروف الهجائية، أي ترتيباً أبجدياً على طريقة المعجم المعروفة، وتناول بالبحث 1069 كائنا أو دابة، جعل لكل كائن منها صفات تميزه عن غيره، ما كان معروفاً في ذلك الوقت، كما جاء في قول الباحثة خلود محمّد عنه في ''تراث''· فقد ذكر الدميري في معرض حديثه عن الأفعى قوله: ''الأنثى من الحيّات، ومن عجيب أراها ما حكاه ابن شبرمة أنّ أفعى منها نهشت غُلاماً في رِجْله فانصدعت جبهته· وروى المُصنف عن الشيخ أبو الحسن الصوفي قوله: كنت ببادية تبوك فقدمت إلى بئر أستقي منها فزلقت رِجْلي فوقعت في جوف البئر فرأيت في البئر زاوية واسعة حيث موضعاً وجلتُ فيه، فبينما أنا كذلك إذا أنا بخشخشة فتأملتُ فإذا أنا بأفعى سقطت عليَّ ودارت بِي وأنا ساكن السِّرِ لا أضطرب، ثم لَفَت عليَّ ذنبها وأخرجتني من البئر وحلّت عني ذنبها ثم ذهبت عنِّي''! وروى مؤلف حياة الحيوان الكبرى في معرض حديثه عن العصفور قائلاً: ''يروى عن الجُنيد ـ الإمام الزاهد الجُنيد البغدادي ـ أنّه قال: أخبرني محمّد بن وهب عن بعض أصحابه أنّه حجّ مع أيوب الجَمّال قال: فلمّا دخلنا البادية وسِرنا منازل إذ بعصفور يحومُ حولنا، فرفع أيوبّ رأسه إليه وقال له: قد جئت إلى هنا فأخذ كِسْرَة خبز ففتها في كفهِ فانحطّ العصفور وقعد فأكل منها ثم صبَّ له ماء فشربه ثم قال له: اذهب الآن، فطار العصفور، فلمّا كان من الغدِّ رجع العصفور ففعل أيوب مثل فعله في اليوم الأوّل ولم يَزَل كلّ يوم يفعل به مثل ذلك إلى آخر السفر، ثم قال أيوبّ: أتدري ما قصة هذا العصفور؟ قال: لا، قال: إنّه كان يجيئني في منزلي كلّ يوم فكنت أفعل به في ما رأيت، فلمّا خرجنا تبعنا يطلب منّا ما كنت أفعل به في المنزل''· أما عن طائر النعام فذكر الدميري بأنّها: ''اسم جنس مثل حمام وحمامة وجراد وجرادة، ويقال لها: أم البيض وأم ثلاثين، وتزعم الأعراب أنّ النعامة ذهبت تطلب قرنين فقطعوا أذنيها فلذلك سُمِيت بالظليم· وكأنّهم إنمّا سمّوها ظليماً حين قطعوا أذنيها ولم يعطوها ما طلبت''· عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات مؤلف هذا الكتاب هو زكريا بن محمد بن محمود القزويني، المولود في أوائل القرن السابع· ورحل إلى دمشق وهو شاب، وتعرف إلى ابن العربي· وتولى قضاء واسط والحلة في زمن المستعصم العباسي· فسقطت بغداد في قبضة المغول، وهو في ذلك المنصب· وتوفي سنة 682 هـ، وقد خلّف مؤلفات أهمها كتابه المعروف: ''عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات''، وهو كتاب في الفلك والجغرافية الطبيعية عند العرب· وهو من أوفى الكتب العربية في هذا الموضوع، قسّم فيه المخلوقات إلى العلويات والسفليات· ورتب كلاً من الحيوانات والنباتات فيه على حروف المعجم· وله كتاب في التاريخ بعنوان: ''آثار البلاد وأخبار العباد''· تناول القزويني في كتابه ''عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات'' الكثير من المفاهيم الفلكية والجغرافية في أيامه، فذكر في فصل عن خواص القمر وتأثيراته العجيبة والغريبة فقال: ''وزعموا أنّ الذين يمرضون في أوّل الشهر أبدانهم وقواهم على دفع المرض أقوى، والذين يمرضون في آخر الشهر بالضدِّ· ومنها أنّ شعور الحيوانات يسرع نباتها مادام القمر زائد النور ويغلظ ويكبر، وإذا كان ناقص النور أبطأ نباته ولم يغلظ''· ثم تناول المؤلف خواص الذئب فقال عنها: ''حيوان كثير الخبث ذو غارات وحيل شديدة، وقلما يخطئ في وثبته، وينام بإحدى عينيه، وإذا أصاب أحدهما جراحة أكلته البقية، وإذا مرض ينفرد عن الذئاب لعلمه بأنّها إنْ علمت بضعفه أكلته، وإذا رأى مع الرجل عصا يفزع منه، ومَن رمى إليه الحجر يتركه، وإذا مرض أكل حشيشة تسمى جعدة يزول مرضه، وإذا دنا من الغنم يعوي إلى جهة أخر ليذهب الكلب إلى الجهة التي سمع منه العواء ثم يأتي يسلب الغنم والكلب بعيد عنه ويأخذ بقفا الشاة ويضربها بذنبه حتى تعدو معه، وأكثر ما يأتي طلوع الشمس لأنّه يعلم أنّ الكلب طول الليل يحرس ولا ينام وفي ذلك الوقت يغلبه النوم''· غرائب مروج الذهب للمسعودي يُعَدُّ كتاب ''عجائب مروج الذهب ومعادن الجوهر'' لمؤلفه علي بن الحسن المسعودي (ت 346هـ - 957م) من الكتب الموسوعية في خزانة المكتبة العربية· والمؤلف باحث، ورحالة، ومؤرخ· نشأ في بغداد ورحل في طلب العلم والكشف إلى مختلف البلدان، وهو في العشرين من عمره· ومن أبرز مؤلفات المسعودي كتابيه: ''التنبيه والإشراف، ومروج الذهب ومعادن الجوهر''· ويحتل كتابه ''مروج الذهب ومعادن الجوهر'' مكانة كبيرة في المكتبة العربية، لأنّه ملأه بالمعلومات الجغرافية وأسماء المواضع، واستعرض فيه موضوعات متعددة واسعة· ومن خلال مطالعتنا في أجزائه الأربعة، وقفنا على بعض الغرائب والعجائب التي أوردها بين دفتيه· فقد تحدث المسعودي في الجزء الأول عن نوع غريب من النقد قائلاً: ''وليس يوجد في جزائر البحر ألطف صنعة من أهل هذه الجزائر في سائر المهن والصنائع، في الثياب والآلات وغير ذلك، وبيوت أموال هذه الملكة الوَدَع، وذلك أنّ هذا الوَدَع فيه نوع من الحيوان، وإذا قلَّ مالها أمرت هذه الجزائر أن يقطعوا من سعف نخل النارجيل بخوصه، ويطرحونَه على وجه الماء، فيتراكب عليه ذلك الحيوان، فيجمع ويَطرح على رمل الساحل، فتحرق الشمس ما فيه من الحيوان، ويبقى الوَدَع خالياً ممّا كان فيه، فتملأ من ذلك بيوت الأموال، وهذه الجزائر تعرف جميعها بالدبيجات ومنها يُحمل أكثر الزانج، وهو النارجيل''· ثم أشار صاحب ''مروج الذهب ومعادن الجوهر'' إلى بعض عجائب مصر ونيلها إذ قال: ''وفي نيل مصر وأرضها عجائب كثيرة من أنواع الحيوان ممّا في البر والبحر· ومن ذلك السمك المعروف بالرعَّاد، وهو نحو الذراع، إذا وقعت في شبكة الصيّاد رُعِدَت يداهُ وعضدَاهُ، فيعلم بوقوعها، فيبادر إلى أخذها وإخراجها عن شبكته، ولو أمسكها بخشب أو قصب فعلت ذلك· والفَرَسُ الذي يكون في نيل مصر إذا خرجَ من الماء وانتهى وطؤه إلى بعض المواضع من الأرض عَلِم أهل مصر أنّ النيل يزيد إلى ذلك الموضع بعينه غير زائد عليه ولا مُقصِّر عنه، لا يختلف ذلك عندهم بطول العادات والتجارب، وفي ظهوره من الماء ضرر بأرباب الأرض والفلاحة لرعية الزرع، وذلك أنّه يظهر من الماء في الليل فينتهي إلى موضع من الزرع، ثم يولي عائداً من ذلك شيئاً في ممره، كأنّه يُحدد مقدار ما يرعاه فمنها ما إذا رعت وردت إلى النيل فشربت ثم تقذف ما في أجوافها في مواضع شتى، فينبت ذلك مرّة ثانية، فإذا كثُر ذلك من فعله وأتصل ضرره بأرباب الضياع طرحَ له الترمس في الموضع الذي يعرف خروجه من مكاكيك كثيرة مُبدِّداً مبسوطاً، ثم يعود إلى الماء فيربو في جوفهِ، ويزداد في انتفاخه فيشقّ جوفه، فيموت ويطفو على الماء، ويقذف بهِ إلى الساحل والموضع الذي يكون فيه لا يكاد يرى فيه تمساح، وهو على صورة الفَرَس إلاّ أنّ حوافره وذنبه بخلاف ذلك، والجبهة أوسع''· خريدة العجائب وفريدة··· مؤلف هذا الكتاب هو سراج الدين أبي حفص عمر بن الوردي (698-749هـ)· وكتابه كما اشار إليه في مقدمته يأتي بمثابة: ''رسالة لطيفة باهرة كالشرح في توضيح ما في هذه الدائرة تبين للناظر فيها أحوال الجبال والجهات والبحار والفلوات وما اشتملت عليه من الممالك مستوعباً فيها لذلك إن شاء الله تعالى''· ونختار من صفحات كتاب ابن الوردي نماذج ممّا ذكره من تلكم العجائب والغرائب· فقد أشار في بيانه لجزيرة ''الواق واق'' التي ذكرت في الليالي العربية ـ ألف ليلة وليلة ـ بأنّ: أرضهم واسعة وقُراهم عامرة وكل قرية على خُور وهي أرض كثيرة الذهب والخصب والعجائب، ولا يوجد البرد عندهم أصلاً ولا المطر وكذلك غالب بلاد السودان··· وأهل بلاد الزنج كثيرون، وأكثرهم يحددون أسنانهم ويبردونها حتى ترّق ويبيعون أنياب الفيلة وجلود النمور والحديد ولهم جزائر يخرجون منها الوَدَع ويتحلّون به ويبيعونه فيما بينهم بثمن له قيمة ولهم ممالك واسعة''· كذلك ذكر المؤلف في أحد فصول كتابه عن جزيرة طاوزلق قائلاً: ''وهو ملكٌ له أربعة آلاف امرأة وليس له ولد وعندهم شجرٌ عظيم إذا أكلوا منه أفادهم القوة···''! ثم تناول المؤلف بالذكر خواص أجزاء سِبَاع الوحوش كالأسد والنمر والفهد والكلب والذئب الذي قال عن عجائبه: ''من خواص أجزائه: رأسه يُعلّق في برج الحَمَام لا يقربه سنور ولا حيّة ويدفن رأس الذئب في زريبة الغنم يمرض كلّ غنم في الزريبة ويموت غالبها· أما دمه فيخلط بدهن الجوز ويقطر في الأذن يزيل الطرش···''· وبين صاحب خريدة العجائب وفريدة العجائب خصائص البلدان كمصر التي من خصائصها عنده·· ''كثرة الذهب والدنانير وكان يقال في المثل السائر ما معناه: مَن دخل مصر ولم يستغن فلا أغناه الله· ومنها ثعابين لا تكون إلاّ بمصر وهي عجيبة الشأن في إهلاك بني آدم والحيوان ليس لها عدو إلاّ النمس وهي إحدى العجائب لأنّها دُويبة متحركة إذ رأت الثعبان دنت منه من غير خوف ولا جزع فينطوي الثعبان عليها ويريد أن يأكلها فيزفر النمس زفرة ويقدّ ـ يقطع ـ الثعبان قطعتين أو قطعاً ولولا النمس لأكلت الثعابين سكان مصر···''· أما عن بغداد فأورد ابن الوردي ماقاله أحمد بن طاهر عنها بقوله:'' هي جنّة الأرض وواسطة الدنيا وقبّة الإسلام ومدينة السلام وغرّة البلاد ودار الخلفاء ومعدن الظرائف واللطائف· ومن عجائبها أنّها على كونها حظيرة الخلفاء ومقرّها لا يموتُ فيها خليفة، قال عمارة بن عقيل فيها: قضى ربّها أن لا يموتُ خليفة بها وبما شاء في خلقهِ يُقضى نخبة الدهر في عجائب البر والبحر يشتمل كتاب ''نخبة الدهر في عجائب البر والبحر'' لمؤلفه شمس الدين أبي عبدالله محمد بن أبي طالب الأنصاري الدمشقي المعروف بـ'' شيخ الربوة''، وهو مصنّف في الجغرافية على العلم بهيئة الأرض وإقليمها وتقاسيمها، واختلاف القدماء في ذلك وعلاماتها ومعمورها من البحار المُتّصلة والمُنفصلة، والجزائر، والجبال، والأنهار، والبحيرات، والآثار القديمة، والينابيع العجيبة، والحيوان النادر الشكل، والنبات الغريب، وغيرها الكثير الكثير··· وذكر شيخ الربوة المباني القديمة والآثار العجيبة فقال: ''ومن المباني العجيبة ارم ذات العماد التي لم يُخْلَق مثلها في البلاد، ابتناها شدّاد بن عاد بين حضرموت وظفران من الأرض اليمن، وطولها اثنا عشر فرسخاً في مثلهنّ، وأحاط بها سُوراً ارتفاعه مائتا ذراع، وبنى داخله قصوراً بعدد أهل مملكته، وأجرى في وسطها نهراً، وعمل منه جداول، وجعل حصاهم من أنواع الجواهر، وغرز على حافّته من الأزهار كلّ فيّاح الزَهر طيّب الثَمَر··· وطلى حيطانها من داخلها بالمِسك والعنبر···''· ثم ذكر من المباني العجيبة سدّ ذي القرنين الذي بناه يأجوج ومأجوج، وقصر غُمدان بصنعاء، والأهرام بمصر، وحائط العجوز واسمها دلوكا في مصر، وملعب أَنْصِنا من أعمال مصر كان مقياساً للنيل، ويُنسب إلى أشمون بن قفطيم بن صريم، ومن العجائب منارة الإسكندرية· وختم المؤلف هذا الفصل من كتابه بذكر المباني العجيبة كالحصن المعروف بالحضر، وإيوان كسرى الذي بناه سابور ذو الأكْتاف، فلم يتمّه فأتمّه إبروز بن هرمز، وبُنِي في نيف وعشرين سنة، وطوله مائة ذراع في عرض خمسين ذراعاً، في سُمْكِ مائة ذراع، مبنِيٌّ بالجصِّ والآجُرِّ، ولمّا ملك المسلمون المدائن أحرقوا هذا الإيوان فأخرجوا منه ألف ألف دينار ذهب والإيوان إلى الآن موجود···
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©