الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

ثابت بن قيس.. كاتب الوحي

5 نوفمبر 2015 21:34
أحمد مراد (القاهرة) كان الصحابي الجليل ثابت بن قيس أحد السابقين إلى الإسلام في المدينة المنورة، وقد أشهر إسلامه عندما استمع إلى القرآن الكريم من مصعب بن عمير، حيث أسر القرآن سمعه بحلاوة وقعه، وملك قلبه برائع بيانه، وخلب لبه بما حفل به من هدى وتشريع. وبعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لازم ثابت النبي صلى الله عليه وسلم ملازمة التلميذ للمعلم، وتعلم من النبي القرآن، وقد اختاره ليكون واحداً من كتابه الذين كانوا يكتبون الوحي ويكتبون رسائله. رفيع الصوت قال ثابت بن قيس للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إني أخشى أن أكون قد هلكت، ينهانا الله أن نحب أن نحمد بما لا نفعل، وأجدني أحب الحمد، وينهانا الله عن الخيلاء، وإني امرؤ أحب الجمال، وينهانا الله أن نرفع أصواتنا فوق صوتك، وأنا رجل رفيع الصوت، فقال رسول الله: «يا ثابت أما ترضى أن تعيش حميداً وتقتل شهيداً وتدخل الجنة». ويروى أنه لما نزل قول الله تعالى: «يا أيها الذين أمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي» تجنب ثابت بن قيس مجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرغم من شدة حبه له وفرط تعلقه به ولزم بيته حتى لا يكاد يبرحه إلا لأداء المكتوبة، فافتقده النبي وقال: «من يأتيني بخبره؟، فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله، وذهب إليه فوجده في منزله محزوناً منكساً رأسه فقال له: ما شأنك يا أبا محمد؟ قال: شر، قال: وما ذاك؟ قال: إنك تعرف أني رجل جهير الصوت كثيراً ما يعلو صوتي على صوت رسول الله وقد نزل من القرآن ما تعلم، وما أحسبني إلا قد حبط عملي وأنني من أهل النار، فرجع الرجل إلى الرسول وأخبره بما رأى وما سمع فقال: «اذهب إليه وقل له لست من أهل النار ولكنك من أهل الجنة». تزهر مصابيح وعن محمد بن جرير بن يزيد أن أشياخ أهل المدينة حدثوه: إن رسول الله قيل له: ألم تر أن ثابت بن قيس لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح؟ قال: فلعله قرأ سورة البقرة، فسئل ثابت فقال: قرأت سورة البقرة. وقال الزهري: قدم وفد بني تميم وافتخر خطيبهم بأمور فقال النبي لثابت بن قيس: قم فأجب خطيبهم، فقام وحمد الله وأبلغ وسر رسول الله والمسلمون بمقامه، وكان مما قال ثابت: الحمد لله الذي بالسماوات والأرض خلقه قضى فيهن أمره ووسع كرسيه علمه، ولم يك شيء قط إلا من فضله، ثم كان من فضله أن جعلنا ملوكاً واصطفى من خيرة خلقه رسولاً، أكرمهم نسباً، وأصدقهم حديثاً، وأفضلهم حسباً، فأنزل عليه كتابه وأتمه على خلقه، فكان خيرة الله تعالى من العالمين، ثم دعا الناس إلى الإيمان به فآمن برسول الله المهاجرون من قومه ذوي رحمه أكرم الناس حسباً، وأحسن وخير الناس فعالا، ثم كان أول الخلق إجابة واستجابة لله حين دعاهم رسول الله، فنحن أنصار الله ووزراء رسوله نقاتل الناس حتى يؤمنوا بالله، فمن آمن بالله ورسوله منع منا ماله ودمه، ومن كفر جاهدناه في الله أبداً، وكان قتله علينا يسيراً، أقول قولي هذا واستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات والسلام عليكم. أحب الجمال قال أبو قاسم الطبراني بسنده عن عطاء الخراساني قال: قدمت المدينة فسألت عمن يحدثني بحديث ثابت بن قيس بن شماس، فأرشدوني إلى ابنته فسألتها فقالت: سمعت أبي يقول لما أنزل على رسول الله «إن الله لا يحب كل مختال فخور»، «لقمان :18» اشتدت على ثابت بن قيس، وطفق يبكي فأخبر رسول الله فسأله فأخبره بما كبر عليه منها، فقال: أنا رجل أحب الجمال وأنا أسود قومي، فقال: «إنك لست منهم، بل تعيش بخير وتموت بخير ويدخلك الله الجنة». وفي خلافة أبي بكر، تحرك المسلمون إلى أهل الردة واليمامة ومسيلمة الكذاب، وسار ثابت بن قيس فيمن سار فلما لقوا مسيلمة وبني حنيفة هزموا المسلمين ثلاث مرات فقال ثابت وسالم مولى أبي حذيفة: ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله فجعلا لأنفسهما حفرة، فدخلا فيها فقاتلا حتى قتلا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©