فتاوى

حقن الوجه * أعاني ضعفاً في الوجه بسبب الحمل.. هل يجوز لي استعمال حقنة من أجل امتلاء الوجه ونضارته.. علماً أن ذلك لا ضرر فيه صحياً؟ **حقن الوجه من أجل تجميله ونضارته لا يجوز، وأما لضرورة علاج فلا حرج فيه، وبناء عليه فإن حقن الوجه أو الجسم يتعلق بالقصد من ذلك، فلا يجوز حقنه طلباً لزيادة الحسن فقط، وإنما يجوز لإزالة تشوه أو علاج مرض بشرط عدم وجود ضرر يترتب على حقنه، ويرجع في ذلك إلى المختصين. قال الإمام النووي «رحمه الله»، في شرحه لصحيح مسلم عند شرح حديث: «لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله». فإذا كان حقنك لوجهك من أجل إعادته لحالته قبل الحمل فلا بأس بذلك، لأنه داخل في باب العلاج وإزالة التشوهات التي طرأت عليه. ذبح شاة عند بناء بيت جديد *هل صحيح أن من يقوم ببناء بيت عليه أن يذبح شاة ليوفقه الله بتكملة بناء البيت أم هي من خرافات الناس؟ ** لا يجب على من يريد بناء بيت جديد أن يذبح شاة بعد وضع أسسه، ولا عند تمامه، لكنه يجوز له أن يذبحها وتسمى ذبيحة الوكيرة، وقد ذكرها العلامة القرافي، رحمه الله، في كتابه الذخيرة: (والوكيرة ما عمل لبناء الدار ونحوها، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يدعو إليه)، وهي بمنزلة الشكر لله ورجاء دعاء الجيران والأصدقاء وتدخل أيضاً ضمن الصدقة، والصدقة أمرها طيب، وهي من الأعمال التي تعود على المسلم بالنفع والخير في الدنيا والأجر الجزيل في الآخرة، فمن فوائدها الدنيوية أنها سبب لنماء المال وبركته، وتدفع البلاء عن صاحبها بإذن الله تعالى، وهي من صنائع المعروف التي تقي مصارع السوء. وصف الجماد بالكفر *كنت أمشي ورفاقي فرأيت دراجة فقلت مازحاً وبغير انتباه تام هذه الدراجة كافرة فضحكوا، ولكن بعد زمن قليل أحسست أني أخطأت فتبت واستغفرت فهل لي توبة صحيحة؟ ** ليس من اللائق سب الجمادات أو وصفها بالكفر ولو بطريق المزاح، لأنها كلها تسبح بحمد ربها، قال الله تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء: 44]. قال ابن كثير في تفسيره: (قوله: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده} أي: وما من شيء من المخلوقات إلا يسبح بحمد الله ... وهذا عام في الحيوانات والنبات والجماد، وهذا أشهر القولين). فاستغفر الله من ذلك ولا تعد لمثله ،والدراجة لا توصف بالكفر ولا الإيمان بالمفهوم الشرعي الخاص لأن الخطاب الشرعي التكليفي شرطه العقل.