الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

زياد ورياض!!

28 يناير 2011 22:30
ذات مرة كنت أتابع لقاء تلفزيونياً مباشراً مع الفنان المعروف زياد الرحباني الذي عرف عنه نقده الساخر وفنه الساحر!، زياد له مكانته واحترامه في لبنان والوطن العربي، إذ يكفي أنه ابن فيروز وعاصي الرحباني، ويزيده توجهاً موهبته الخرافية التي اتضحت منذ نعومة أظفاره، فالرجل لحن لوالدته أغنية في مسرحية “المحطة” وهو في سن الـ 17 عاماً، فأذهل الجمهور برصانة ألحانه ونالت الأغنية رواجاً كبيراً في تلك الأيام. وعلى كل، أثناء الحلقة اتصل أحد المشاهدين ووجه سؤالاً قال فيه: “لماذا يسمح لزياد بأن ينتقد في مسرحياته وأعماله الفنية من يشاء ولا يسمح لغيره بذات المساحة من الحرية؟”. بعدها دار نقاش طويل حول هذا الموضوع، ولكن زياد أكد أنه ليس مختلفاً عن الآخرين، فيما برر الحاضرون في أستوديو البرنامج أن زياد محبوب من قبل الجميع لذلك يتقبلون آراءه حتى وإن اختلفت مع توجهاتهم. طبعاً، أنا أسوق هذه المقدمة لأسقطها على الواقع الذي نعيشه في دول الخليج حالياً مع ظهور القنوات الفضائية الرياضية وتكاثر النقاد والمحللين على الشاشة الصغيرة، وخصوصاً في الاستحقاقات الكروية المهمة مثل كأس آسيا التي نعيش في رحابها هذه الأيام، فمن الملاحظ أن النقد أصبح غير مقبول لدى المعنيين وصنف الكثيرون من النقاد في خانة “البلاك ليست” وليس “البلاك بيري”!!!. من جملة هؤلاء النقاد يتضح أن المحلل الفني على قناة “أبوظبي الرياضية” الكابتن رياض الذوادي أحد الذين وضعوا في قائمة “البلاك ليست” من قبل الاتحاد البحريني لكرة القدم، وبات “رأسه مطلوباً حياً أو ميتاً” مع أن الرجل يقول ما في خاطره حباً لوطنه ليس أكثر، ولعل ما ذهب إليه مؤخراً من أهمية تغيير ما نسبته 90 بالمائة من الكوادر العاملة في الاتحاد لا يختلف عما طرحه أسطورة الكرة البحرينية حمود سلطان، إلا أن رياض وضع في خانة “المقاطعين” فيما لم يرف لأحد جفن لما قاله السلطان!!. هذه الازدواجية في قبول الآراء ذكرتني بزياد الرحباني في لبنان وحمود سلطان في البحرين، فهل يعني أن الناقد يتوجب عليه أن يكون “أسطورة عصره” حتى يغض الطرف عن طرحه الجريء، فيما تقوم القائمة عندما يتحدث شخص آخر يعتبر من البشر العاديين؟! في ظني أن رياض الذوادي يتمتع بالقيمة الفنية الكافية والخبرة المؤهلة لأن يطرح آراءه، لذلك على اتحاد الكرة وعلى كل من يختلفون معه أن يناقشوه بدل أن يقاطعوه، فهو لا يحمل في قلبه حقداً ضد أحد. أحمد كريم (البحرين) | a7med.karim@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©