القاهرة - الاتحاد: اتهم نواب ''الإخوان'' والمستقلين بالبرلمان المصري الحزب الوطني الحاكم بالتلاعب بالدستور والتعجيل بإقرار التعديلات الدستورية على طريقة ''إكرام الميت دفنه'' حتى لا يواجهوا المعارضة والشعب الرافض لهذه التعديلات·
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده نواب ''الإخوان'' والمستقلين أمام البرلمان أمس وسط إجراءات أمنية مكثفة أغلقت شارع البرلمان أمام المارة والسماح فقط للصحفيين بالمرور·
فيما أصدر الرئيس المصري حسني مبارك قراراً أمس بدعوة الناخبين للاستفتاء على تعديل الدستور يوم الاثنين المقبل بالكيفية المنصوص عليها في قانون تنظيم مباشرة الحقوق السياسية·
وقال الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس كتلة نواب ''الإخوان'': ''إن إقرار التعديلات الدستورية بالصورة المباغتة التي تمت بها في ظل وجود مادة قانون مكافحة الإرهاب ستزيد من الاحتقان السياسي في مصر وستؤدي إلى مزيد من الحراك السياسي حتى يرحل النظام القائم''·
وحول ما إذا كان ''الإخوان'' سيتبعون سياسة الانحناء للعاصفة مع النظام الحاكم، قال: ''نحن لا نريد الصدام مع أحد ونتبع دائماً سياسة النفس الطويل إزاء الضربات الأمنية التي يوجهها النظام للإخوان رغبةً منا في الحفاظ على استقرار مصر مع العلم بأن الإخوان يملكون قوة سياسية تستطيع قيادة المعارضة''·
وأضاف: ''نريد انتقالاً سلمياً للسلطة ونتبع سياسة النفس الطويل مع هذا النظام الذي يستمر في استهتاره برغبة الشعب في التغيير''·
ودعا نائب ''الإخوان'' حسين إبراهيم القوى المعارضة للتوحد، وقال: ''إن الإخوان يسعون إلى توافق عام من القوى السياسية حول الموقف من المشاركة في الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية''·
وأعلن النائب حمدين صباحي وكيل مؤسسي حزب الكرامة أن حزبه قرر مقاطعة الاستفتاء الشعبي على التعديلات يوم الاثنين المقبل·
وقال نائب حزب الوفد محمد عبدالعليم داود: ''إن التعديلات الدستورية تكريس للديكتاتورية وتعود بمصر لعصر الاعتقالات وزوار الفجر وعدم احترام كرامة المواطن''·
وكان نواب الحزب الوطني الحاكم قد باغتوا نواب ''الإخوان'' والمستقلين الرافضين للتعديلات الدستورية والمعتصمين في بهو البرلمان بالموافقة النهائية على التعديلات في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، حيث وافق 315 نائباً جميعهم من حزب الأغلبية يمثلون النسبة الدستورية المطلوبة·
وحاصر نواب ''الإخوان'' والمستقلين المعتصمون بوابة قاعة الجلسات لإثبات رفضهم للتعديلات ودخل حسين إبراهيم نائب رئيس كتلة نواب ''الإخوان'' وسعد عبود ممثل حزب الكرامة وطالبا بإثبات رفض 97 نائباً التعديلات· وطلب رئيس البرلمان فتحي سرور إثبات رفضهما فقط، بعد أن قال حسين إبراهيم: ''إن التعديلات انتهاك للحريات''· وقال عبود: ''إن التعديلات صدرت في يوم حزين ومصر حزينة وباكية على حالها ومستقبلها''·
واقتحم باقي نواب ''الإخوان'' والمستقلين القاعة وطردوا نواب الوطني من مقاعدهم المخصصة لهم والتي احتلوها بعد انسحابهم· وهدد سرور نواب ''الإخوان'' بالطرد من القاعة وتحميلهم مسؤولية عرقلة التصويت على التعديلات· وهتف نواب الإخوان: ''باطل·· باطل''· واشتعلت حرب الأوشحة بين نواب ''الإخوان'' الذين ارتدوا وشاحات سوداء مكتوب عليها: ''لا للانقلاب الدستوري'' ونواب الوطني الذين ارتدوا وشاحات خضراء مكتوب عليها: ''التعديلات لصالح مستقبل مصر''· ونشبت مشاجرة أخرى بين نواب ''الإخوان'' ونواب الوطني، وقال سرور مرة أخرى لنواب ''الإخوان'': ''أنتم تخالفون العهد ومن يخالف العهد لا نناقشه، وأنتم لا أمان لكم وهذا فراق بيني وبينكم''·
وفور انتهاء التصويت ردد نواب الوطني النشيد الوطني، ورد عليهم نواب ''الإخوان'' بترديد النشيد الوطني، وصعد نواب ''الإخوان'' فوق المقاعد ولوحوا بالوشاحات السوداء ولوح لهم نواب الوطني بـ''الخضراء'' وهم يهتفون بحياة مبارك·
عدد اليوم
