مسح ميداني لتحديد العوامل البيئية المؤثرة على الصحة

يبدأ فريق إعداد استراتيجية وخطة العمل الصحية البيئية لدولة الإمارات في مايو المقبل بالمسح الميداني التجريبي على 10 منازل من مختلف أنحاء الدولة، على أن يتبعه في أكتوبر المقبل إجراء المسح الميداني الشامل على 600 منزل في الدولة في إطار إعداد بحث ميداني متعمق تكون مخرجاته تحديد العوامل البيئية التي تؤثر على صحة الإنسان والأمراض المرتبطة به· وأوضح محمد الصادق من كلية الطب والعلوم الصحية في جامعة الإمارات وعضو الفريق المشارك في إعداد الاستراتيجية أن الدراسة ستتناول مجموعة محاور من خلالها سيتم التعرف إلى المخاطر الصحية الناجمة عن التلوث البيئي، على أن يكون هناك تقرير يوضح حالة الصحة البيئية في الدولة، مستنداً على البيانات الرقمية التي ستكون إحدى مخرجات الدراسة المسحية· وقال صادق لـ''الاتحاد'' أمس على هامش مشاركته في اليوم الختامي من مؤتمر الصحة البيئية الذي تنظمه هيئة البيئة بأبوظبي المسح سيشمل ثلاثة إلى أربعة آلاف شخص في الدولة بما يساعد على تقييم المخاطر البيئية التي أيضاً ستقاس عبر مجسات وأجهزة لكشف درجات التلوث البيئي في مختلف القطاعات· وذكر صادق أنه من خلال الدراسات الميدانية سيتمكن الفريق من تقدير مدى فعالية الإجراءات التي تم تحديدها في المسودة الأولى من الاستراتيجية وخطط العمل في تقليل العبء البيئي للمرض· وبعد تحليل فعالية العناصر المقترحة في الخطة الأولية، ستتم مراجعة وتعديل الإجراءات التي من شأنها أن تكون أكثر فعالية في حماية الصحة العامة في دولة الإمارات العربية المتحدة· وأوضحت الدكتورة جاكلين ماكدونالد أستاذ مساعد في العلوم البيئية والهندسة بجامعة كارولينا الشمالية، عن ما تم إنجازه وما سيتم إنجازه في المرحلة المقبلة، فذكرت أنه في يونيو المقبل من المقرر أن يقوم فريق البحث الدولي بتقديم تقريرين الأول يتضمن المسودة الأولى لاستراتيجية الصحة البيئية وخطة العمل، بالإضافة إلى تقرير أولي عن حالة الصحة البيئية في دولة الإمارات العربية المتحدة· وأشارت إلى أنه في الفترة ما بين يونيو المقبل وديسمبر 2010 سيستمر فريق التخطيط الاستراتيجي في إجراء الدراسات الميدانية والبيئية ووضع نماذج للمخاطر الصحية، على أن يتم في مايو المقبل تنفيذ مرحلة تجريبية للمسح الميداني تشمل 10 منازل من مختلف أنحاء الدولة· وفي الفترة من أكتوبر 2009 وحتى فبراير ،2010 سيتم إجراء المسح الميداني الذي سيشمل 600 أسرة ويغطى 3000 إلى 4000 شخص· واختتم مؤتمر الصحة البيئية الذي استمرت أعماله لأربعة أيام أمس بإصدار توصيات ستساهم بوضع إستراتيجية وخطة عمل الصحة والبيئة لدولة الإمارات التي من المتوقع أن يتم صدور المسودة الأولى منها في شهر يونيو المقبل· وجمع المؤتمر ما يقارب 300 من العلماء والباحثين والخبراء والأكاديميين، فضلاً عن واضعي السياسات ومنفذيها من مختلف بلدان العالم لمناقشة مختلف القضايا المتعلقة بالبيئة والصحة على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، حيث ساهموا في تحديد أهم المخاطر الصحية الناجمة عن التعرض للملوثات البيئية· وألقى أمس هنري ويليس من مؤسسة راند، المشاركة بفريق البحث الذي يقوم بإعداد الإستراتيجية، محاضرة عن المخاطر البيئية في دولة الإمارات العربية المتحدة والأسبقيات والأهداف التي تم تحديدها· وذكر أنه ومع استمرار النمو الاقتصادي في دولة الإمارات العربية المتحدة، أصبح من الضروري أن يتم تقييم وإدارة الآثار البيئية المترتبة على هذا النمو، مشيراً إلى أن تحديد العوامل البيئية التي تؤثر على صحة الإنسان والأمراض المرتبطة بهذه العوامل هي واحدة من التحديات الرئيسية في هذا المجال· وذكر أنه وفي إطار الإستراتيجية البيئية لإمارة أبوظبي، قامت هيئة البيئة بأبوظبي بالتعاون مع شركائها الوطنيين باختيار فريق من الخبراء في العلوم البيئية والصحة العامة يضم جامعة كارولينا الشمالية، شابيل هيل، بالإضافة إلى قسم طب المجتمع التابع لجامعة الإمارات العربية المتحدة ومؤسسة راند العالمية لوضع إستراتيجية للصحة البيئية وخطة عمل لدولة الإمارات العربية المتحدة·