الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«المستقبل آسيا» شعار في خطر بعد «مونديال 2013 »

«المستقبل آسيا» شعار في خطر بعد «مونديال 2013 »
8 نوفمبر 2013 22:16
معتز الشامي (دبي) - انتهت بطولة كأس العالم للناشئين تحت 17 سنة، والتي أظهرت ملامح عامة وومضات، يمكن اعتبارها مؤشرات مستقبلية، عن كيفية تأهيل وصنع نجوم الغد، ومنتخبات المستقبل، ورغم ذلك كانت الصورة قاتمة بالنسبة للمشاركة الآسيوية في المونديال، عبر 5 منتخبات مثلت «القارة الصفراء» خلال البطولة، فودع منتخبا الإمارات والعراق من الدور الأول، فيما لم تنجح منتخبات اليابان وإيران وأوزبكستان من اجتياز الدور الثاني، في إخفاق كان تحقق سابقاً في النسخة التي أقيمت عام 2007، وللمفارقة شهدت مشاركة خمسة منتخبات آسيوية أيضاً، حيث أقيمت النهائيات في كوريا الجنوبية. وحصدت المنتخبات الآسيوية الخمسة مجتمعة 21 نقطة في الدور الأول للبطولة الحالية، فيما تمكنت منتخبات أفريقيا من حصد 24 نقطة ومنتخبات أميركا الجنوبية 23 نقطة، وفي الدور الثاني اهتزت شباك المنتخبات الآسيوية 7 مرات مقابل تسجيلها هدفين فقط، وذلك بعد خسارة إيران أمام نيجيريا 1-4 واليابان أمام السويد 1-2 وأوزبكستان أمام الهندوراس بهدف دون رد، لتودع المنتخبات المسابقة مبكراً. ورغم ذلك، لا يزال يرفع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم شعار «المستقبل هو آسيا»، فيما جاء فشل المنتخبات الآسيوية كافة، في بلوغ الدور ربع النهائي لكأس العالم للناشئين تحت 17 سنة «الإمارات 2013»، للمرة الأولى، بعد نسخة 2007، ليعكس الفجوة التي تعيشها الكرة الآسيوية على الصعيد الدولي، ويؤكد الواقع المؤلم الذي تعاصره ويبشر بمستقبل مظلم إذا ما تواصلت آليات العمل الحالية. أما عن نظرة الاتحادات القارية نفسها للتعامل مع الشعار، فقد احتل الاتحاد الياباني الصدارة في الإنفاق على تطوير اللاعبين الناشئين والشباب عبر تخصيص 25% من إجمالي ميزانيته السنوية البالغة 170 مليون دولار، بما يصل إلى 32 مليون دولار تنفق سنوياً، على برامج إعداد وتطوير ومعسكرات تدريب ومباريات ودية ومحاضرات نظرية وفنية، ورواتب مدربين. فيما حل الاتحاد الكوري الجنوبي في المركز الثاني، بواقع 28 مليون دولار سنوياً، والاتحاد الصيني ثالثاً بـ 27 مليون دولار، والاتحاد القطري رابعاً بـ 25 مليون دولار سنوياً، ولكن يوجه الجزء الأول منها على تكاليف تشغيل أكاديمية أسباير، بينما جاء الاتحاد الإماراتي خامساً بأقل من 11 مليون دولار، بينما حلت الإمارات ثانياً على مستوى القارة في تطبيق برامج التطوير، الخاصة بمنتخبات المراحل السنية ومدربيها، بعد الاتحاد الياباني متفوقاً على نظيره الكوري. الفرصة قائمة من جانبه، أكد يوسف السركال رئيس اتحاد الكرة، نائب رئيس الاتحاد الآسيوي، عضو المكتب التنفيذي ورئيس لجنة المسابقات القارية، أن الاتحاد الآسيوي لم يخدع المتابعين للعبة بـ «القارة الصفراء» عندما أطلق شعاره «المستقبل آسيا»، قبل سنوات عدة، في إطار حملة تهدف لتحفيز الاتحادات الوطنية بالقارة، حتى تهتم ببرامج تطوير الناشئين، وإنشاء الأكاديميات ورفع القدرات الفنية والتدريبية للمدربين والعاملين في تطوير القدرات الفنية للاعبين الصغار. ورفض السركال التسرع في الحكم على هذا الشعار، تحت دعوى الخروج المبكر من البطولة، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الإيجابيات التي تحققت، ولا يعني خروج منتخبات قوية، مثل اليابان وإيران أو حتى العراق، أن مستقبل كرة آسيا في خطر، بل ارتبطت المشاركة الأخيرة بظروف البطولة نفسها، كما قدم المنتخب الياباني مستويات فنية على أعلى مستوى، أتثبتت أن هناك جهود جبارة يتم بذلها، وقال «الاتحاد الآسيوي أطلق أكثر من برنامج لتطوير الناشئين والشباب بمختلف دول القارة، ومنذ 6 سنوات والاحتراف يشق طريقه في آسيا، ومؤخراً أصبحت هناك شروط إجبارية تتعلق بضرورة الاهتمام بمشاريع تطوير الناشئين والشباب ومعايير صارمة تتعلق بالأكاديميات وأخرى تختص بآلية إعداد اللاعبين وشروط اختيار من يدرب تلك الفئات وغيرها من العوامل التي تعتبر تمهيدا لأرضية ستكون خصبة وكافية، لأن تغير الصورة مستقبلاً، وتجعل من المنتخبات السنية حتى الأولى كلها منتخبات يحسب لها آلف حساب». وأوضح السركال أن البطولة بالفعل كانت ناجحة، وقدمت فيها المنتخبات الكثير من الجهود الطيبة، ولكن لا يجب أن نعتبر الخروج منها إخفاق، وقال «هناك دول لا يمكن وصفها بالمخفقة في مجال الناشئين، مثل ألمانيا وإسبانيا وإنجلترا والبرتغال وهولندا، ورغم ذلك لم تتأهل للبطولة من الأساس، فما بمالنا بمن نجح في التأهل، ولكنه لم يوفق في الاستمرار إلى الأدوار النهائية». نضج أوروبي أشار السركال إلى أن التطور في أوروبا أصبح ناضجاً للغاية، ووصل لمراحل متقدمة، ولكن الأمر يختلف في آسيا، حيث لا تزال هناك مساحة وأرض خصبة أمام الاتحادات القارية لتطوير ناشئيها، وتحقيق نتائج أفضل وأقوى من نظيرتها الأوروبية مستقبلاً. وعن الفوارق بين أبناء «القارة الصفراء» أنفسهم والتسارع الحادث في الشرق والتباطؤ الملاحظ في الغرب، خصوصاً فيما يتعلق بتطوير الناشئين، قال «بالفعل شرق آسيا سوف يحقق نجاحات أقرب وأسرع من الغرب، لأنهم يعلمون باحترافية ووفق برامج مدروسة، خصوصاً اليابان وكوريا والصين، بالإضافة إلى أستراليا، بينما لا يزال يغيب مفهوم النضج الاحترافي، والعمل بعيد المدى ووضع الخطط الرامية لتطوير الناشئين لدى اتحادات غرب آسيا». مشاركة متواضعة وتعترف السركال بأن المشاركة العربية، كانت متواضعة إذا ما نظرنا إلى مردود منتخبي الإمارات والعراق، بينما يختلف الأمر لدى إيران واليابان وكلاهما نافس بقوة، وصعد إلى دور الـ 16، وقال «منتخب الإمارات لم يحالفه الحظ في البطولة، وكانت البداية ضعيفة، وتوقعنا خروجه مبكراً لأننا نعرف أن قدرات هذا المنتخب ولاعبيه ليست كافية، لأن تمكنهم من منافسة كبار قارات العالم، رغم أن الاتحاد وفر برنامج إعداد مكثف، ولم يبخل بأي شيء على الجهاز الفني، ولكن الحظ لم يخدم راشد عامر أو باقي الطاقم الفني للمنتخب».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©