تبنى الحياة الزوجية في الأساس على المصارحة والمكاشفة بين الطرفين، ففي حياة كل شخص صفحات من الماضي، يحاول البعض إخفاءه في حين لا يرى البعض الآخر غضاضة في الإفصاح عنها، خاصة إذا كان مقبلاً على حياة زوجية جديدة.. فهل تجلب المصارحة السعادة أم أنها مجرد استحضار لكوابيس الماضي التي تؤرق الحياة الزوجية.
شاركنا برأيك في "منتدانا"تشير أحلام ظافر، 33 عاماً، إلى أن المصارحة في أغلب الأحيان تنقلب إلى ضدها، فإما أن تتحول إلى غيرة وشك، إذا كانت تخص طرفاً آخر، أو تتحول إلى معايرة لدى بعض ضعاف النفوس. وتقول أحلام، وهى متزوجة منذ 10 سنوات، إن هناك حداً دائماً للمصارحة قبل الزواج لأن المهم دائماً هو الحياة بين الطرفين بعد الزواج.. وتتساءل ما الذي سيعود على زوجي مثلاً إذا أخبرته بقصة حب عشتها قبله؟، كل ما سيحدث هو سيل من الأسئلة: من وكيف ومتى ؟. وتضيف أن الأمر لن يقدم أو يؤخر، بل إنه سيجلب المشكلات.
وتتفق معها نرمين زهدي، 25 عاماً، في أن بعض العلاقات العابرة في حياة المرأة قبل الزواج قد تجلب عليها التعاسة إذا أخبرت زوجها بها، رغم أنها لا تتعدى الحب البريء الذي يمر به كثيرون في أغلب مراحل حياتهم. وتؤكد نرمين، وهى متزوجة منذ عام ونصف، أنها تعاملت بنفس المنطق مع زوجها فهي تعرف جيداً انه قد مر ببعض العلاقات العاطفية قبل الزواج لأنه كان جار لها، لكنها لم تهتم بسؤاله عنها، معتبرة أن النبش في الماضي هو بداية الخلل في العلاقة، خاصة إذا ما كان الماضي لا يؤثر على الحياة الزوجية.
وعلى النقيض، يرى أحمد صابر، 35 عاماً، أن الحاضر لا ينفصل عن الماضي بأي شكل من الأشكال، وإذا كانت المرأة على سبيل المثال مستهترة قبل الزواج ستظل كذلك بعده مهما تصنعت العكس.
ويشير إلى أن السؤال عن حياة زوجته قبل الارتباط بها كان شغله الشاغل حتى تأكد من حسن خلقها وقرر الارتباط بها قبل 3 سنوات. ويضيف صابر أنه تعامل بنفس المنطق مع نفسه حيث أخبر زوجته عن تفاصيل حياته العائلية والعاطفية قبل الزواج، معتبراً ذلك حقاً لها. ويلفت صابر النظر إلى أهمية المصارحة قبل الزواج لأن إخفاء أي تفاصيل عن الزوج يعد نوعاً من أنواع الخداع.
وتشير منال أبو بكر، (27 عاماً)، إلى أن المرأة غالباً ما تتصالح مع ماضي الزوج سواء عرفت عن هذا الماضي من قبل زوجها أو من آخرين. وتعتبر أن أي علاقة عاطفية في حياته قبل الزواج هي نزوة، لكن الرجل على العكس يستشيط غضباً إذا ما عرف أي علاقة حب مرت بحياة زوجته قبل الارتباط به.
وترى منال أن المصارحة ينبغي أن تتم منذ بداية الارتباط، لكن ماعدا ذلك، فينطبق عليه المثل القائل "ما فات مات"، لأنه سيجلب التعاسة على الطرفين ويصطنع مشكلات ليس لها وجود على أرض الواقع.
ويشدد د. أيمن عبد الفتاح، استشاري الطب النفسي والعلاقات الزوجية، على أهمية المصارحة قبل الزواج، خاصة إذا كان يتعلق ببعض الأمور المصيرية أو التي سيكون لها تأثر فيما بعد على الحياة الزوجية. ويقول إنه لا يجوز مثلاً أن يخفى الزوج زواج سابق له كما يفعل بعضهم أو تخفي الزوجة ارتباط سابق لها.
ويرى د. أيمن أن إخفاء مثل هذه القصص يمثل خديعة وكذب بين على الشريك الآخر، كما أنه يعكس خللاً واضحاً في العلاقة الجديدة. ويضيف أنه بدافع الخوف أو بدافع التجمل، يخفي أحد الطرفين معلومات هامة عن الطرف الآخر سواء كانت عاطفية عن علاقة سابقة أو طبية مثل إصابة أحدهم بمرض عضال.
ويلفت د. أيمن عبد الفتاح، النظر إلى أهمية أن تبنى العلاقة الزوجية على أساس المكاشفة والمصارحة لأنها في النهاية تعكس قدراً من الثقة المتبادلة بين الطرفين، لكنه في الوقت نفسه، يشير إلى أن هناك بعض الأمور التي تثير المصارحة بها بعض المشاكل الأسرية رغم أنها ربما لا تمثل أهمية كبيرة، خاصة إذا كان أحد الطرفين شديد الغيرة.
وينصح د. أيمن بالمصارحة قبل الزواج إذا كانت هناك أمور تستحق المصارحة لأن معرفتها من أحد الزوجين يختلف عن معرفتها من طرف ثالث، مع الأخذ في الاعتبار أنه في النهاية يخضع لمدى ثقة وصدق كل طرف في العلاقة الزوجية.
عدد اليوم
