السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«داعش» يبيع الوهم لتعويض عقد النقص لدى المجندين

«داعش» يبيع الوهم لتعويض عقد النقص لدى المجندين
22 نوفمبر 2014 00:20
باريس (أ ف ب) يحلمون بالشهادة، ويمجدون الشريعة والخلافة، ولكن خلف هذا الخطاب المؤمن، يخفي المتجهون للقتال في سوريا والعراق دوافع أكثر دنيوية، بحسب خبراء ومسؤولين. فبسبب قسوة العيش والرغبة في المغامرة والمطالب السياسية وعدم القدرة على الاندماج في المجتمع والانجذاب للحرب والرغبة في الحصول على لقب بطل في نظرهم، وخوض تجربة مثيرة مع المجموعة: يلتقط كثيرون الخطاب الإسلامي المتطرف على الإنترنت والذي قلما يفهمونه أو يعرفون مقتضياته، ويستخدمونه للتعويض عن نواقصهم وضعفهم ولتغذية أوهامهم أو تطلعاتهم المثالية. يقول البروفيسور الأميركي جون هورغان الاختصاصي في علم النفس السياسي، مدير مركز دراسات الإرهاب في جامعة بنسلفانيا «اعتقد أن الأسباب التي تدفعهم للسفر إلى تركيا للالتحاق بالمتطرفين، ليس لها علاقة بالدين بقدر ما يعتقد البعض». ويضيف هورغان «داعش تبيعهم الأوهام وخليطاً من المنافع الشخصية والسياسية. فهؤلاء الشبان يوعدون بالجنس والمغامرة والإثارة والرفقة. لكن يمكنهم كذلك الانتقام من قرون من التفرقة والتغريب. كما يشكل استخدام أفعالهم لإهانة الغرب مكافأة إضافية». ووظف فريق «داعش» قنوات التواصل الاجتماعي والخرافات والاقتباسات الدينية التي يعرفون أنها ستخدم أغراضهم وتجذب الشباب للالتحاق بهم. وفي دراسة، بعنوان «التحول الناجم عن الخطاب الإرهابي الجديد لدى الشباب»، يفصل المركز الفرنسي لدرء الانحراف الديني كيفية توظيف الإرهابيين فيلم «المصفوفة» (ذي ماتريكس) (اخرج من المصفوفة واصبح المختار) وثلاثية سيد الخواتم (عد إلى الجماعة) أو لعبة فيديو (عقيدة القاتل)، في التجنيد. وأوضح التقرير أن «الخطابات الإرهابية الجديدة، طورت وسائل التجنيد من خلال التخصص في استخدام الإنترنت كأداة، إلى درجة أنهم يقترحون عروضاً شخصية مختلفة عن بعضها وتلائم شباناً مختلفين تماماً». يتابع التقرير «ينقلون الشاب من التكوين العقائدي الافتراضي إلى التجنيد الميداني..معظمهم لا يعرف شيئاً عن القرآن»، وذلك نقلاً عن مارك سجمان الاختصاصي النفسي الذي تابع مسار المتطوعين للقتال، ومؤلف كتاب «الوجه الحقيقي للإرهابيين». ويضيف «أنهم يشعرون بالانتماء إلى جماعة سياسية.. الدين هو مجرد قشور. إنها جماعة متطرفة، جماعة فوضوية أو مناهضة للفاشية.. إنه مجتمع وهمي وهم يتخيلون أنهم يشكلون جزءاً منه حتى وإنْ كانوا لا يمتون إليه بصلة». وفي كلمة أمام مركز للأبحاث في واشنطن، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري «العام الماضي، غادر شابان بريطانيان للانضمام إلى (داعش). قبل مغادرتهما طلبا كتاباً للأغبياء.. لنكن صريحين: مجندو هذا التنظيم الإرهابي لا يبحثون عن مؤمنين متبحرين في الإسلام. إنهم يؤكدون أن أعمال القتل والتعذيب والوحشية والاغتصاب وانتهاك المحرمات تأتي بوحي...هذه سخافات». وتؤيد هذا التحليل، الطبيبة كانتا أحمد البريطانية التي درست شخصيات متطوعين للقتال قائلة لصحيفة «الجارديان» إنهم «يسعون وراء حلم وغالباً لا تكون لديهم أي فكرة عن الإسلام. يصبحون سجناء لهذا الوهم، ويغريهم الكلام المشبع بالاستعارات والتشبيهات التي ليس لها صلة بالإسلام الحقيقي». وأضافت «هؤلاء الشباب يشعرون أنهم سجناء في عالم تافه وعادي، و(داعش) تجعلهم يعتقدون أن بإمكانهم أن يكونوا جزءاً من شيء أكبر خاصة إذا كنت شاباً وخيالك محدود ولديك مشكلة في التواصل مع الجيران والأصدقاء في مجتمع تعددي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©