الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حملة لتلقيح 22 مليون ضد شلل الأطفال إثر تفشّيه بسوريا

حملة لتلقيح 22 مليون ضد شلل الأطفال إثر تفشّيه بسوريا
8 نوفمبر 2013 23:55
عواصم (وكالات) - أعلنت منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» في جنيف أمس، عن انطلاق حملة تلقيح مكثفة ضد مرض شلل الأطفال في سوريا و6 بلدان أخرى بالشرق الأوسط، لتحصين أكثر 22 مليون طفل، في محاولة لوقف تفشي المرض عقب عودته للظهور بهذه البلاد المضطربة بعد 14 عاماً من انحساره. في حين حذر علماء ألمان متخصصون بالأمراض المعدية، من أن تطعيم اللاجئين السوريين فقط ضد مرض شلل الأطفال «قد لا يكون كافياً لمنع عودته إلي أوروبا» بعد عقود من اختفائه، موضحين في دورية «لانسيت» الطبية أن الخطر على أوروبا من عودة المرض الفيروسي بسوريا يعود جزئياً إلى نوع اللقاح المستخدم بشكل عام في المناطق التي لم يظهر بها لسنوات عديدة. في الأثناء، استمرت دوامة العنف في سوريا، موقعة 45 قتيلاً مدنياً بينهم 5 أطفال من عائلة واحدة قضوا بمجزرة نجمت عن قصف مدفعي شنه الجيش الحكومي بالقنابل العنقودية على قرية رسم الضبع (رسم الأحمر) بريف حماة، بينما سقط 4 آخرون على الأقل بهجوم بالهاون والدبابات استهدف مسجداً في قرية جر بيت الراس بضواحي حماة نفسها. في حين أكد المكتب الإعلامي التابع لهيئة الثورة المعارضة بحلب، مقتل 30 عنصراً من القوات النظامية وميليشيا «حزب الله»، بنيران مقاتلي الجيش الحر لدى محاولتهم التسلل إلى منطقة التل في قرية تل عرن قرب السفيرة، تزامناً مع تصدى الكتائب المقاتلة لمحاولة تسلل أخرى قام بها الجيش النظامي مستهدفاً حي الصاخور بمدينة حلب. وفي تطور متصل بجبهة حلب، تضاربت الأنباء بشأن ما آل إليه الوضع في مقر «اللواء 80» المكلف أمن مطار حلب الدولي، والذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة منذ فبراير الماضي، حيث أفاد المرصد الحقوقي أن الجيش السوري مدعوماً بـ«قوات الدفاع الوطني» وضباط من «حزب الله» استعاد «أجزاء واسعة» من هذه المنطقة العسكرية، مبيناً أن القوات النظامية تتقدم داخل اللواء، لكن الكتائب المقاتلة المعارضة و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» دفعت بتعزيزات للمنطقة ونظمت صفوفها، حيث استمرت المعركة بعد ظهر أمس. من جهتها، أكدت التنسيقيات المحلية وهيئة الثورة، أن الجيش الحر استعاد السيطرة على اللواء 80 بعد اشتباكات عنيفة دارت لعدة ساعات داخل اللواء المحاذي لمطاري حلب الدولي والنيرب العسكري، وسط قصف شرس شنتها قوات النظام في محاولة لانتزاع السيطرة وفك الحصار على مطار النيرب والدخول إلى أحياء حلب «المحررة» من الجهة الجنوبية الشرقية. وقالت وكالات الأمم المتحدة أمس، إنه سيجري تطعيم أكثر من 22 مليون طفل في سوريا والبلدان المجاورة ضد مرض شلل الأطفال في محاولة لوقف تفشي المرض عقب عودته للظهور هناك بعد 14 عاماً من انحساره. وذكرت منظمة الصحة واليونيسيف أن حملة التطعيم الشاملة ضد شلل الأطفال الذي يمكن أن ينتشر بسرعة بين الصغار، بدأت بالفعل في منطقة الشرق الأوسط بعد أسبوع من إعلان المنطقة حالة طوارئ متعلقة بالمرض. وتهدف الحملة إلى تطعيم نحو 20 مليون طفل على عدة جرعات في 7 دول ومناطق وستكون أكبر حملة تطعيم موحدة في الشرق الأوسط. وذكر بيتر كراولي مسؤول مكافحة شلل الأطفال في اليونيسيف في بيان «تفشي شلل الأطفال في سوريا ليس مأساة فقط للأطفال إنه تحذير عاجل وفرصة مهمة للوصول إلى كل الأطفال المحرومين من التطعيم أينما كانوا». وقال كراولي إن الحالات التي ظهرت في الآونة الأخيرة في سوريا والتي أكدتها منظمة الصحة الأسبوع الماضي يجب «أن تقرع جرس إنذار مدوياً للدول والمجتمعات، بأن ظهور شلل الأطفال في أي مكان تهديد للأطفال في كل مكان». وذكرت سونا باري المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية إن الحملات المتكررة ستستغرق 6 أشهر للوصول إلى 22 مليون طفل. وأبلغت إفادة صحفية في جنيف «ستحتاج إلى فترة مكثفة للغاية من العمل لرفع المناعة في منطقة تعاني من الصراع في بعض الأجزاء ومن تحركات السكان الكبيرة أيضاً». وأشارت أدلة أولية إلى أن الفيروس منشأه باكستان، لكن نتائج التسلسل الجيني لم تظهر بعد. ولا يزال شلل الأطفال ينتشر بمعدلات وبائية في باكستان ونيجيريا وأفغانستان. وقالت باري «لن نعرف مطلقاً كيف وصل بالضبط إلى سوريا». وعادة ما يكون الأطفال الذين يعيشون في ظروف غير صحية عرضة للإصابة بالفيروس المسبب للمرض، والذي ينتشر عبر المياه والأطعمة الملوثة. ويهاجم الفيروس الجهاز العصبي ويمكنه أن يقتل الإنسان أو يصيبه بالشلل وعادة ما ينتشر على نطاق واسع وبصورة غير ملحوظة قبل أن يصيب الأطفال بالشلل. وكان نائب المدير العام لمنظمة الصحة لشلل الأطفال بروس ايلوارد حذر من أن هذا الفيروس يصل بطريق البر، مما يعني أنه لا يوجد فقط في دير الزور السورية، حيث تأكدت 10 إصابات، بل وأيضاً في منطقة واسعة. وقال أيضاً «نعلم أن فيروساً لشلل الأطفال مصدره باكستان وجد في أحد مجاري الصرف الصحي في القاهرة في ديسمبر الماضي. كما رصد الفيروس في إسرائيل في أبريل الماضي، وكذلك في الضفة الغربية وغزة، مما يشكل خطراً على كافة الشرق الأوسط. وقد تم تلقيح نحو 650 ألف طفل في سوريا منهم 116 ألفاً في منطقة القتال بدير الزور حيث سجلت الإصابات العشر بالشلل كما أوضح بيان لمنظمة الصحة واليونيسيف. وذكرت منظمة الصحة أن حملة التطعيم في سوريا ستستهدف 1.6 مليون طفل بلقاحات ضد شلل الأطفال والحصبة والغدة النكافية والحصبة الألمانية. وفي الأردن تم تطعيم أكثر من 18800 طفل دون الخامسة ضد شلل الأطفال في حملة جرت في الأيام القليلة الماضية واستهدفت كل الأطفال في مخيم الزعتري بينما تستهدف حملة أخرى على مستوى البلاد الوصول إلى 3.5 مليون طفل لتطعيمهم من شلل الأطفال والحصبة والحصبة الألمانية. وفي العراق بدأت حملة تطعيم غرب البلاد على أن تبدأ حملة أخرى في منطقة كردستان في الأيام القليلة المقبلة. كما بدأت حملة أخرى في لبنان الأسبوع على أن تطلق مصر وتركيا حملتيهما منتصف نوفمبر الحالي. إلى ذلك، كتب البروفسوران الألمانيان مارتن ايتشنر من جامعة توبينجن وستيفان بروكمان من دائرة الصحة الإقليمية في روتلينجن، في رسالة مفتوحة بمجلة لانسيت الطبية أن منظمة الصحة العالمية أكدت ظهور 10 حالات على الأقل من شلل الأطفال في سوريا حيث تراجعت التغطية باللقاحات بشكل كبير خلال الحرب الأهلية المحتدمة. ومع نزوح عدد كبير من اللاجئين السوريين إلى الدول المجاورة وأوروبا، هناك اليوم مخاطر من إعادة إدخال الفيروس إلى مناطق لم يعد ينتشر فيها شلل الأطفال منذ عشرات السنين. وحذر الخبيران خصوصاً من مخاطر متنامية لعودة شلل الأطفال إلى مناطق في أوروبا، حيث التغطية باللقاحات ضعيفة. ورأى الكاتبان أن «تلقيح اللاجئين السوريين فقط كما أوصى المركز الأوروبي للوقاية ومراقبة الأمراض، يجب اعتباره غير كاف، وينبغي التفكير في اتخاذ إجراءات أكثر شمولية». ومن بين التدابير الإضافية، اقترح الباحثان فحصاً دورياً لمياه الصرف الصحي في المناطق التي يستقر بها أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين للتحقق من احتمال وجود فيروس شلل الأطفال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©