السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بعد عام من التشرد.. عائلة في غــــزة تستعيد منزلها

بعد عام من التشرد.. عائلة في غــــزة تستعيد منزلها
6 نوفمبر 2015 00:07
غزة (أ ف ب) يعبر عاطف الظاظا عن فرح عارم لعودته مع عائلته المكونة من 12 فرداً إلى منزله، الذي هو أول مسكن أعادت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين بناءه في قطاع غزة بعد الحرب الإسرائيلية المدمرة في صيف 2014. وعلى رغم أن العودة مشوبة بالقلق، فإن عاطف الظاظا، وهو عامل بناء سابق في التاسعة والأربعين، متمسك بالبقاء في هذا المنزل القريب من الحدود الإسرائيلية والواقع في الطابق الأول من مبنى من أربعة طوابق دمرته إسرائيل، لا سيما وقد «التم شمل» عائلته بعد أكثر من عام من التشرد. ويقول الفلسطيني الذي شهد في حياته جولات عنف متكررة «في هذا البيت، ولد كل أبنائي بجانب الحدود والخطر موجود ويمكن أن يهدم الإسرائيليون الدار في أي حرب، لكننا لا نملك إلا هذه الحياة». ويضيف عاطف، وهو والد لعشرة أبناء، «نتوقع في كل دقيقة حرباً جديدة، لكن لا مفر من العيش هنا حتى لو وقعت حرب». ويقول المتحدث باسم «الأنروا» عدنان أبو حسنة «إننا نخشى دائماً من أن المنازل الحدودية معرضة للهدم في أي عمليات عسكرية». ويشير إلى أن عدداً من المنازل «تتم إعادة بنائها للمرة الثالثة بسبب العمليات العسكرية»، مطالباً بـ«رفع الحصار وإعطاء قطاع غزة فرصة للحياة مرة أخرى». ويتنشق الظاظا وأفراد أسرته الغاز المسيل للدموع كلما اندلعت مواجهات بين متظاهرين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي على بعد مئات الأمتار من المنزل، ويقول «لا مفر من التأقلم، نحن في سجن كبير». وبعد أن ينفث دخان سيجارته، يستذكر الظاظا الذي تتحدر عائلته من قرية الكوفخة القريبة من حدود غزة، تشرد أسرته عام 1948 وكذلك في الحربين في نهاية 2008 وفي 2012، وصولاً إلى تدمير المبنى الذي كان يؤوي أكثر من خمسين فردًا من أبنائه وأبناء إخوته الأربعة في الاعتداءات الإسرائيلية التي وقعت في صيف 2014. وتوضح فاطمة حسنين، 40 عاماً، زوجة عاطف، أنها مسرورة بتسلم المنزل، كأول بيت يُعاد بناؤه في قطاع غزة. لكن الفرحة غير مكتملة بالنسبة إليها، لأن أشقاء زوجها ما زالوا «مشردين وكل المنطقة حولنا مدمرة». ويقع منزل الظاظا على مساحة 160 مترًا مربعًا وفيه ثلاث غرف للنوم ومطبخ صغير وحمام، وتم طلاؤه باللون القرميدي، وأعيد بناؤه وسط ركام عشرات البيوت المهدمة في محيط مستشفى «الوفاء لتأهيل المعاقين» الذي دمره جيش الاحتلال كليًا خلال عملية «الرصاص المصبوب». ودمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في منتصف يوليو العام الماضي مئات المنازل بالقصف الجوي والمدفعي. وتواجه كل عملية إعمار في قطاع غزة الكثير من الصعوبات. وأعلن أبو حسنة أن عملية الإعمار «متعثرة لأن التمويل غير موجود». وحصلت الأنروا على «247 مليون دولار فقط» من المبلغ المخصص لعملية إعادة الإعمار وقدره 720 مليون دولار يفترض أن يصرف في تمويل بناء وترميم 140 ألف منزل للاجئين فلسطينيين أصيبت بأضرار. وبينها أكثر من «تسعة آلاف مصنفة دماراً كليا»، بحسب أبو حسنة. وأكدت المنظمة في بيان أنه «بسبب النقص في التمويل، فإن أكثر من 13 ألف عائلة لاجئة دمرت منازلها أو تضررت بشكل بالغ أو غير قابلة للسكن ما زال أفرادها نازحين». وتمكنت الأنروا من تسليم أول منزل كان مدمرًا بشكل كلي، وهو واحد من بين 170 منزلًا للاجئين وافقت إسرائيل على إدخال مواد بناء لإعادة بنائها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©