الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«طالبان» تسعى لتغيير صورتها في أذهان الأفغان

6 نوفمبر 2015 00:06
كابول (أ ف ب) في منتصف الرحلة إلى ديارها في كابول، أوقف أحد عناصر حركة طالبان الحافلة التي استقلتها فاطمة وبدا يلقي خطاباً غريباً إلى حد أنها بدأت تسجله على هاتفها. ويكشف تسجيل الفيديو، الذي حجبت أصابع فاطمة جزءًا من إطاره خلال محاولتها إخفاء ما تفعل، عن صور نادرة لما يبدو أنه «حملة جذب» يخوضها المتمردون لتغيير صورتهم الشرسة في أذهان الأفغان العاديين. وبدا في الصور عنصر يعتمر عمامة ويتحدث بهدوء بمزيج من لغتي الداري والباشتو الرسميتين في أفغانستان. وبدأ الرجل حديثه قائلاً «السلام عليكم، آمل ألا تكونوا متعبين جداً، أهلا بكم»، متبادلًا بعض الكلمات مع الركاب، قبل أن يطلب من أي موظف حكومي ويقصد بذلك الموظفين الرسميين وعناصر قوى الأمن، «الاستقالة من فضلكم». وتابع مخاطباً الركاب «لا تقلقوا، فالبعض يقول إن طالبان من آكلي لحوم البشر، وأنا في طالبان، ولا آكل لحوم البشر، لكنني قد ألتهم رؤوس الأميركيين». وتم تسجيل الفيديو في أواخر شهر أكتوبر على حاجز لطالبان في ولاية بغلان فيما كانت فاطمة مسافرة من مزار الشريف شمالًا إلى مدينتها كابول، وانتشر بسرعة هائلة على الإنترنت بعد أن نشرته على صفحتها على فيسبوك. وتقول فاطمة التي ترفض كشف كنيتها، متذكرة «شعرت بتوتر حاد». وأضافت «تشكلت صورة طالبان في ذهني بسبب أفعالهم، كالهجمات الانتحارية التي ينفذونها في أفغانستان» وتقتل الكثير من المدنيين، بحسبها. وما أن وصلت بأمان إلى كابول حتى عرضت الفيديو على أصدقاء اعتبروه «مثيرًا للاهتمام»، وبعد ثلاثة أيام نشرته على صفحتها في فيسبوك، إذ أتت أغلبية التعليقات لتؤكد أنها «فتاة شجاعة»، على ما صرحت. أما طالبان فيبدو أنهم لم يلحظوا الاهتمام الذي يجذبه الفيديو، ما طمأن الشابة التي لا تؤمن، على الرغم من خطاب الرجل الهادئ، بأن الجماعة غيرت وسائلها العنيفة. وتأكدت شكوك فاطمة مع سيطرة الحركة لفترة وجيزة على مدينة قندوز شمال البلاد في أواخر سبتمبر حيث أحرقوا ملجأ للنساء وخربوا مكاتب وكالة لحقوق المرأة. وقالت فاطمة «إذا عادت طالبان، فسأشعر بالرعب، نظراً لما حدث في قندوز».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©